منذ 67 سنة رحل عنا المجاهد الشيخ سليمان مصباح سليمان رقرق العمروني، الذي ولد سنة 1882 بمنطقة (لبّطنة) جنوب بلدة سلوق. عرف في معارك الجهاد بلقب (رقرق)، وهو لقب أطلق على جده. كما عرف بلقب (عقيرب) وهو لقب أطلق على والدته: خديجة حسن شاقمة العمروني، التي عُرِفت بقوه شخصيتها وشدة صبرها وعزيمتها.
التحق بحركة الجهاد منذ بداية الغزو الإيطالي، واشترك في معارك كبرى ضد إيطاليا، وجرح في معركة السلاوي سنة 1911، وهاجر سنة 1929، بعد حكم عليه بالإعدام إلى تشاد، وانضم إلى العمل السياسي مع قيادات المهاجرين بمصر. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عاد الشيخ سليمان إلى ليبيا بعد تحريرها، وانضم إلى رجال تأسيس الدولة. واشتهر بالذكاء وقدرته على حل المشاكل القبلية، وتوفي العام 1953.
وفي مثل هذا اليوم منذ 21 عاما رحل عنا الشيخ مصباح سليمان رقرق العمروني، الذي ولد، أيضا، في منطقة (لبّطنة) غرب سلوق العام 1926، ثم رافق والده المجاهد الكبير إلى تشاد. ومكث هناك قرابة عقدين، تتلمذ على يد الشيخ التواتي وحفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية، كان يجيد اللغة التشادية، والقليل من الفرنسية عقب عودته إلى الوطن عين مديراً لمنطقة الرجمة ونجح في انتخابات المجلس التشريعي البرقاوي في دورتين متتاليتين ثم انتخب رئيساً له. كان قد ورث عن أبيه الشيخ سليمان سرعة البديهية والقدرة على حل مشاكل قبيلته، فأصبح «رجل ميعاد»، خصوصا وأنه كان حاد الذكاء، متقد الذاكرة قوي الحجة صلبا في الحق مما ساعده كثيرا في حل المشاكل وإطفاء نار الفتنة، من مآثره أنه أنقذ سبعة عشر شخصاً من الإعدام بسبب تصدره إلى جلسات مصالحة وتراض مع أولياء الدم. توفي يوم الجمعة 15/4/1999، ودفن في مدينة بنغازي.
تعليقات