منذ 61 عاماً رحل عنا مبكراً نجم سطع في سماء ليبيا، ولكنه لم يدم طويلاً، إنه الدكتور فتحي عمر الكيخيا، الذي ولد في بنغازي سنة 1901 ودرس في كلية (سان مارك) بالإسكندرية، ثم تخرج في جامعة السوربون بباريس، ونال شهادة الدكتوراه في القانون من إيطاليا.
عاد إلى ليبيا، ثم نزح إلى مصر واستقر وافتتح مكتب محاماة بها، وتزوج ابنة محمود خيرى باشا سنة 1938 وحضر حفل زواجه عدد كبير من رجال الدولة المصرية.
بعد استقلال برقة سنة 1949 اختاره الأمير السيد إدريس السنوسي ليكون أول رئيس وزارة تكونت من أربعة وزراء هم: على أسعد الجربي، ومحمد بودجاجة، وسعد الله بن سعود، وحسين مازق.
رافق فتحي بك الأمير في زيارته إلى بريطانيا غير أنه اضطر للعودة إلى باريس للعلاج واستقال من المنصب، ليخلفه والده عمر باشا في رئاسة الوزارة البرقاوية.
بعد استقلال ليبيا وقيام المملكة الليبية المتحدة شغل الدكتور فتحي بك منصب وزير العدل والمعارف، ونائب رئيس أول حكومة بعد الاستقلال. شرع في إعداد القوانين للدولة الجديدة مستعيناً بحجة القانون الدولي الدكتور عبدالرازق السنهوري، وقد تمت المهمة على أحسن وجه، وفي وقت قياسي ولعل بعضاً من هذه القوانين ما زال ساري المفعول حتى الآن.
بعد ذلك عين كأول سفير في إيطاليا سنة 1954، وبعدها كأول وزير مفوض لليبيا في الأمم المتحدة، وأول سفير في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن توفاه الله في أغسطس من سنة 1958، وجاءت طائرة عسكرية أميركية بجثمانه يصاحبه مندوب من الرئيس الأميركى أيزنهاور، وقد أقيمت له جنازة رسمية غاية في التنظيم.
يشهد من عرف الدكتور فتحي عمر الكيخيا بسمو الأخلاق والأدب الرفيع والتقوى والخبرة القانونية والحنكة السياسية، وفوق ذلك أناقته المتميزة
تعليقات