توصل باحثون من مدرسة «راينيش فيست فيليشه» التقنية العليا، التابعة لجامعة آخن في ألمانيا، إلى أدلة على وجود «نيوترونات فائقة الطاقة» في تجارب مشروع IceCube، الذي بناه علماء من مختبر بيركلي.

كان الهدف من عملية البحث الموسعة الجديدة مجرد تأكيد قياسات مشروع IceCube السابقة عن نيوترونات الفيزياء الفلكية، إلا أن مجموعة العلماء فوجئت باكتشاف هذه النوعيات الجديدة من النيوترونات «فائقة الطاقة»، بحسب موقع «روسيا اليوم»، الأحد، نقلاً عن « فيز أورغ».

هذا الكشف جزء من عملية بحث موسّعة في مجال الفيزياء الفلكية عن نيوترونات «الميون».

وعند اكتشاف هذه المجموعة الجديدة من النيوترونات «فائقة الطاقة» ازداد الأمل عند العلماء أن تكشف لهم هذه النيترونات عن أصل أو مصدر الأشعة الكونية عالية الطاقة الموجودة في الكون، مثل الثقوب السوداء الكونية على سبيل المثال الموجودة في مراكز المجرات، أو انفجارات النجوم العظيمة، إلا أن نتائج بحوثهم على العكس من ذلك زادت من غموض أصل الأشعة الكونية في الكون، على حد قول مجموعة الباحثين.

ويشرح العلماء ذلك بأن الأشعة الكونية هي عبارة عن جسيمات مشحونة يشتبه أنها تأتي من مصادر طاقة فائقة خارج المجرة، ولكن لأن هذه الجسيمات تكون مشحونة، فإن مسار وصول نيتروناتها إلى الأرض يحدث له بعض التعرج والالتواء نتيجة الدوران حول خطوط الحقل المغناطيسي للأرض.

يُعتقد أن النيوترونات «فائقة الطاقة» يمكن أن تشير إلى مصادر الأشعة الكونية

لذلك يُعتقد أن النيوترونات «فائقة الطاقة» يمكن أن تشير إلى مصادر الأشعة الكونية، لأنها لا تسافر في خطوط متعرجة مثل النيوترونات العادية، وإنما تسافر في خطوط مستقيمة، لذلك فبمجرد عثور العلماء على النيوترونات فائقة الطاقة في مكان ما، فالاتجاه الذي وجدت فيه هذه النيوترونات يمكن أن يشير مباشرة إلى مصدر الأشعة الكونية.

بالرغم من ذلك، عندما وجه العلماء أدواتهم إلى السماء من حيث جاءت هذه النيوترونات، لم يجدوا شيئًا مما توقعوه على الإطلاق، أي لم يجدوا أي مصدر من مصادر الأشعة الكونية عالية الطاقة، ولذلك بدأت بعض النظريات الجديدة تفترض أن هذه النيوترونات فائقة الطاقة ربما بقيت في هذا المكان منذ ولادة الكون، أو أن الفضاء نفسه قد لا يكون متماثلاً بنفس الطريقة التي كان يعتقدها الفيزيائيون سابقًا.

ولا تزال الحيرة والدهشة تصيب العلماء من مصدر هذه النيوترونات الفائقة، وتقول مجموعة الباحثين عن ذلك: «أمضينا فترة طويلة من الوقت لمحاولة معرفة ماذا يعني هذا الأمر، إلا أننا لا نزال نحتاج لمواصلة البحوث، لنعرف ما هو مصدر هذه النيوترونات، وإلى ماذا تشير؟».