Atwasat

استغلال الذكاء الصناعي في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 13 سبتمبر 2023, 09:19 مساء
alwasat radio

يخشى مراقبون من إمكان أن تسهّل روبوتات الدردشة وبرامج التزوير القائمة على الذكاء الصناعي عمل الجهات الضالعة في الجرائم الإلكترونية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت، بعدما أصبحت متاحة منذ نحو سنة للاستخدام العام، من دون أن تُحدث تغييرات جذرية على صعيد هجمات المعلوماتية التقليدية. 

أدوات أفضل لـ«التصيد الاحتيالي»
تتمثل عملية «التصيد الاحتيالي» (فيشينغ) بالاتصال بشخص مستهدف وجعله يُدخل البيانات الخاصة به على موقع مقرصن يشبه المواقع الأصلية.

ويشرح جيروم بيلوا، وهو خبير في أمن المعلوماتية في شركة الاستشارات «وايفستون» ومؤلف كتاب عن الهجمات السيبرانية «الذكاء الصناعي يسهل ويسرع وتيرة الهجمات» من خلال إرسال رسائل إلكترونية مقنعة وخالية من الأخطاء الإملائية.  ويتبادل القراصنة بذلك خططاً تمكّنهم من توليد رسائل احتيالية محددة الهدف بشكل تلقائي، بواسطة منتديات عبر الإنترنت أو رسائل خاصة.  

-  هل يكون الذكاء الصناعي الحل لخفض البصمة الكربونية للتكنولوجيا؟
-  استنساخ الأصوات بالذكاء الصناعي يفتح مجالات واسعة للترفيه والتزوير

وللتغلب على القيود التي وضعها مقدمو الحلول بشأن الذكاء الصناعي، تسوّق مجموعات متخصصة منذ هذا الصيف نماذج لغوية مدربة على إنتاج محتويات خبيثة، على غرار تطبيق «فرود جي بي تي». لكن لا يزال يتعين إثبات فعاليتها. ويحذر بيلوا «لا نزال في البداية فقط». 

خطر تسريب البيانات
يُعد الذكاء الصناعي التوليدي واحداً من التهديدات الخمسة الرئيسية التي تهابها الشركات، وفق دراسة حديثة أصدرتها شركة «غارتنر» الأميركية. 

وتخشى الشركات خصوصاً في هذا المجال تسريب البيانات الحساسة التي يتناقلها موظفوها، الأمر الذي دفع شركات كبرى، ومنها «آبل» و«أمازون» و«سامسونغ» إلى منع موظفيها من استخدام «تشات جي بي تي». 

وتوضح مديرة الأبحاث في «غارتنر» ران شو أن «كل معلومة يتم إدخالها على أداة الذكاء الصناعي التوليدي يمكن أن تدخل في مساره التعلّمي، وهذا ما قد يجعل معلومات حساسة أو سرية تظهر في نتائج عمليات بحث مستخدمين آخرين». 

وأطلقت شركة «أوبن ايه آي»، المطورة لبرنامج «تشات جي بي تي»، في أغسطس الماضي النسخة المحترفة «تشات جي بي تي انتربريز» التي لا تستعمل الدردشات من أجل التعلّم بغية تطمين الشركات التي تخشى تسريب معلوماتها. من جهتها، توصي شركة «غوغل» موظفيها بعدم إدخال معلومات سرية أو حساسة في برنامج الدردشة الآلي الخاص بها، «بارد».

تزوير بالصوت والصورة 
يتمثل التهديد الرئيسي الجديد للذكاء الصناعي بسهولة نسخ الوجوه والأصوات وتوليد ما يطابقها تماماً. فمن خلال تسجيل لا تتجاوز مدته بضع ثوان، تسمح بعض الأدوات عبر الإنترنت بتوليد نسخة مطابقة تماماً قد يقع ضحيتها الزملاء أو الأقارب. 

ويعتبر مؤسس شركة «أوبفور انتلجنس» جيروم سايز أن هذه الأدوات قد تُستخدم بسرعة من جانب مجموعة كاملة من الجهات الضالعة في عمليات احتيال صغيرة، لها وجود فعال في فرنسا وغالبًا ما تكون وراء حملات خبيثة تستعمل الرسائل النصية، بهدف الحصول على أرقام البطاقات المصرفية. ويضيف «هؤلاء المخالفون الصغار، الذين يكونون بالإجمال من فئة الشباب، سيتمكنون وبسهولة من تقليد الأصوات». 

وفي يونيو، وقعت أم أميركية ضحية احتيال إثر اتصال رجل بها للمطالبة بفدية لقاء تسليمها ابنتها الذي زعم أنها مخطوفة، وقد عمد الرجل إلى إسماعها ما ادعى أنه صراخ ابنتها الضحية. وانتهى الحادث من دون وقوع أضرار، بعد أن اشتبهت الشرطة في أن الحادثة تشكل عملية احتيال تعتمد على الذكاء الصناعي.

ويشرح بيلوا أنه، بالنسبة للشركات التي باتت على دراية بأساليب احتيالية مستخدمة على نطاق واسع تقوم على انتحال محتالين صفة الرئيس التنفيذي للشركة للحصول على تحويلات مالية، فإن «استخدام مقتطف صوتي أو فيديو مزيف»، من قبل المقرصن «يمكن أن يقلب مسار الأحداث لصالح» هذا الأخير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
دراسة: ديدان الأرض تقدم «مساهمة كبيرة» في الإنتاج الزراعي
دراسة: ديدان الأرض تقدم «مساهمة كبيرة» في الإنتاج الزراعي
«تشات جي بي تي» أصبح قادرا على استخراج المعلومات في «الوقت الفعلي» لها
«تشات جي بي تي» أصبح قادرا على استخراج المعلومات في «الوقت ...
علماء يابانيون يعثرون على جسيمات بلاستيكية في السحب «قد تغّير المناخ»
علماء يابانيون يعثرون على جسيمات بلاستيكية في السحب «قد تغّير ...
ميتا تعوض تأخرها في مجال الذكاء الصناعي بإطلاق حزمة أدوات جديدة
ميتا تعوض تأخرها في مجال الذكاء الصناعي بإطلاق حزمة أدوات جديدة
نفوق حوالى 400 أسد بحر وفقمة بإنفلونزا الطيور في أوروغواي
نفوق حوالى 400 أسد بحر وفقمة بإنفلونزا الطيور في أوروغواي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم