Atwasat

البعض يراها مدمرة للأرض.. انقسام حول السياحة الفضائية

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 12 أبريل 2022, 10:13 صباحا
WTV_Frequency

ينتقد بعض الخبراء السياحة الفضائية، إذ يرون أن هذه الظاهرة من شأنها أن تفاقم أزمة المناخ التي يواجهها كوكبنا.

لكن لهذا القطاع الناشئ مؤيدوه أيضًا، وفيما لا يرفض هؤلاء الانتقادات صراحة، يزعمون بأن الصناعة قد تعود بمنافع على البشرية، وفق «فرانس برس».

الفرص البحثية
ويؤكد مؤيدو السياحة الفضائية، بداية، أن الرحلات الفضائية الخاصة تفتح أيضًا المجال أمام إجراء تجارب علمية في مناطق الجاذبية الصغرى.

وتقول أرييل إكبلو، من مبادرة استكشاف الفضاء (MIT) إن الوكالات الوطنية كانت في الماضي «تأخذ وقتًا طويلًا للعمل ضمن قنوات المنح الحكومية، ثم الحصول على الموافقة والتمويل، لتُختار بعدها ضمن مجموعة قليلة يمكنها المباشرة بالعمل».

وفي المقابل، احتاجت إكبلو إلى ستة أشهر فقط من توقيع العقد حتى إرسال مشروعها البحثي إلى محطة الفضاء الدولية على متن رحلة «Ax-1» الخاصة التي انطلقت، الجمعة، بعدما تكفل رجال أعمال من القطاع الخاص بتكاليفها.

ويمثل مشروعها المسمى «TESSERAE» مبادرة ذكية تشكل سربًا آليًا عائمًا يمكن أن يتجمع ذاتيًا ضمن نهج الهندسة المعمارية الفضائية، وبهذه الطريقة قد تُبنى محطات الفضاء المستقبلية.

وحلق نموذج أولي من القطعة في الفضاء لبضع دقائق على متن رحلة فضائية شبه مدارية أطلقتها شركة «بلو أوريجن»، ما مهد الطريق أمام الاختبار الجديد.

وتقول إكبلو إن «تزايد شركات توافر رحلات فضائية تجارية يتيح لنا القيام بمشاريع تنطوي على خطورة أكبر وأسرع وأكثر ابتكارًا».

وأعلنت شركة «فيرجن غالاكتيك»، بدورها، خططًا لنقل العلماء إلى الفضاء ضمن رحلات مستقبلية.

تكنولوجيا الفضاء
وتمثل السياحة الفضائية وقطاع الفضاء الخاص عمومًا كذلك دافعًا للابتكار بهدف إحداث تحسينات في الأعمال العلمية المرتبطة بالفضاء.

وفيما تنطلق بحذر الوكالات الحكومية التي تمول أعمالها من ضرائب يدفعها المواطنون، وتواجه خطر الفشل، لا تمانع شركات من بينها «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك في إطلاق نماذج أولية من الصواريخ حتى التوصل إلى تلك النهائية، ما يؤدي إلى تسريع في مراحل التطوير.

وبينما تركز وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على أهداف استكشاف كبيرة، تسعى الشركات الخاصة إلى تحسين معدل المهمات الفضائية وربحها واستدامتها باستخدام مراكب قابلة لإعادة الاستخدام. أما شركة «بلو أوريجن» فتطلق صواريخ ينبعث منها بخار الماء فقط.

ولا تزال الرحلات الفضائية حتى اليوم محفوفة بالمخاطر ومكلفة.

ويقول مايسن بك، وهو أستاذ في علم الطيران في جامعة كورنيل وكان يشغل سابقًا منصب كبير التقنيين في وكالة ناسا: «كلما ذهبنا أكثر إلى الفضاء، نصبح أفضل في أعمالنا المرتبطة بهذا المجال، وتبرز أكثر قواعد صناعية من شأنها دعم تكنولوجيا الفضاء».

ويمكن تشبيه الوضع الحالي في هذا المجال مع بدايات الطيران عندما كان السفر يقتصر على قلة من المحظوظين.

ويقول المدير المساعد السابق لقسم النقل الفضائي التجاري التابع لإدارة الطيران الفدرالية جورج نيلد: «شهدنا عددًا كبيرًا من الحوادث بدايةً، وكان هناك شركات عدة تقدم أفكارًا مختلفة حول كيفية بناء الطائرات»، مضيفًا: «لكننا تعلمنا تدريجيًا أي فكرة صالحة وأيًا منها ليس ناجحًا». ووفق الإحصاءات، يمثل السفر الجوي التجاري حاليًا أكثر وسائل النقل أمانًا، وفق «فرانس برس».

لكن ماذا ستحقق الرحلات الفضائية الأكثر أمانًا وفعالية؟

يعتبر الخبراء أن من الصعب حاليًا تصور التأثير الذي تحمله الرحلات الفضائية المستقبلية على قطاع النقل.

ويقول نيلد، الذي كان حاضرًا في رحلة «بلو أوريجن» الأخيرة، «أنا واثق أننا سنرى خلال السنوات العشر المقبلة فقط، شركات لديها أنظمة تجعل الأشخاص يسافرون من موقع محدد إلى الجانب الآخر من الأرض خلال ساعة تقريبًا».

ويضيف أن نموذج السفر من نقطة إلى أخرى هذا، من المحتمل أن يصبح متاحًا في النهاية على أي حال، لكن السياحة الفضائية من شأنها تسريع قدومه.

منفعة بيئية
ومن المفارقات أن الحجة الأخيرة التي يقدمها مؤيدو الرحلات الفضائية السياحية تتعلق بالمناخ.

وأعرب كثير ممن راقبوا الأرض من الفضاء الخارجي عن تأثرهم بالهشاشة التي يبدو عليها الكوكب، وأكدوا رغبتهم في حمايته.

وأطلق المتخصص في فلسفة الفضاء، فرانك وايت، على هذه الظاهرة اسم «تأثير النظرة العامة».

-أول مهمة خاصة بالكامل تصل إلى محطة الفضاء الدولية

وتقول المشاركة في تأسيس شركة «سبايس برسبيكتيف» جاين بوينتر «ينتابك شعور بالحاجة الطارئة لأن تكون جزءًا من الحل».

وتخطط شركتها لإطلاق رحلات سياحية على متن منطاد عملاق مرتفع بهدف مراقبة انحناء الأرض من غلاف يطل على مناظر بانورامية.

وطُورت المركبة هذه بدقة بهدف تقليل تأثيرها على البيئة، عكس بعض الصواريخ شديدة التلوث.

وفيما التأثير الإجمالي للصواريخ على البيئة ضئيل حاليًا، يمكن أن يتحول إلى مشكلة في حال ارتفع عدد الرحلات الفضائية.

ويؤكد المدافعون عن هذه الصناعة أن زيادة النشاط في الفضاء من شأنها أن تساعد الأرض بطرق ووسائل أكثر واقعية.

ويشير مايسن بك إلى أن «الخلايا الشمسية على الأرض أصبحت بسبب التقدم المحرز في تكنولوجيا الفضاء، أكثر كفاءة على مر السنوات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري الحديث
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري...
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا إلى فلوريدا
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم