كشفت وثائق اطلعت عليها "رويترز" عن أن الكثير من الدول تتطلع إلى أن تحد مسودة تقرير للأمم المتحدة عن تغير المناخ من احتمالات اللجوء لامتصاص الغازات المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض من الهواء للمساعدة في القضاء على هذه الظاهرة، مشيرة إلى مخاطر في التكنولوجيا المتعلقة بالمسألة.
ويجتمع مسؤولو حكومات وعلماء في برلين خلال أيام لمراجعة التقرير الذي يحذر من نفاد الوقت أمام هدف ألا تتجاوز درجة الحرارة سقف درجتين مئويتين فوق معدلات الحرارة قبل الحقبة الصناعية.
وتهدف الدراسة التي تركز على طرح حلول للتغير المناخي إلى إرشاد نحو 200 حكومة بغية التوصل في نهاية المطاف لمعاهدة دولية قبل نهاية العام المقبل تفرض قيودًا لكبح المستويات المتزايدة للانبعاثات الغازية والمساهمة في الحد من الموجات الحارة والفيضانات والجفاف وارتفاع مناسيب البحار.
وتؤكد الصين والاتحاد الأوروبي واليابان وروسيا ودول أخرى أنه ينبغي لمسودة التقرير المقرر نشره يوم الأحد إلقاء المزيد من الضوء على الشكوك المتعلقة بالتقنيات التي يقول التقرير إنه يمكن استخدامها لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وطمره تحت الأرض بهدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة.
شكوك حول تقنيات الامتصاص
وعلَّقت الحكومة الألمانية على مسودة التقرير الذي تعده الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ "أن تقنيات امتصاص ثاني أكسيد الكربون غير متوفرة حاليًّا وتنطوي على مخاطر عالية وآثار جانبية وخيمة".
وأشارت الحكومة الروسية إلى أنه لا توجد تكنولوجيا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون حاليًّا وأنها ستذهب إلى ما هو أبعد من التركيز التقليدي على خفض الانبعاثات الناجمة عن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
تمتص النباتات الكربون خلال نموها وتخرجه عند تعفنها أو احتراقها.
وأبدى كثير من البلدان تشككًا لا بأس به إزاء إشارة التقرير إلى إمكان نزع الغازات المسببة للاحتباس الحراري من منشآت توليد الكهرباء التي تقوم بحرق الأخشاب وغيرها من النباتات ودفنها تحت الأرض كوسيلة لامتصاص الكربون من الطبيعة.
ويمكن للمواد الكيميائية امتصاص الكربون من العوادم والمخلفات الزراعية المحترقة وأيضًا من تخمير الذرة لصنع كحول الإيثانول.
ويؤكد كثيرٌ من البلدان أن على مسودة التقرير بذل المزيد لتوضيح عيوب الطاقة الحيوية في ظل امتصاص وتخزين الكربون مثل مساحات الأراضي المطلوبة لزرع النباتات ومخاطرها على إنتاج الغذاء.
تعليقات