Atwasat

تغير المناخ يهدد تعليم ملايين الأطفال

القاهرة - بوابة الوسط السبت 11 مايو 2024, 01:39 مساء
WTV_Frequency

يشكل تغيّر المناخ تهديداً لتعليم الملايين من الأطفال، ما تجلّى خصوصاً خلال الشهر الماضي من خلال موجة الحر التي ضربت آسيا، وأجبرت على إغلاق المدارس.

وبينما أسهم هطول الأمطار الموسمية في التخفيف من حدة المشكلة بمناطق معينة، فإن الخبراء يخشون أن هذا النوع من المشكلات سيتفاقم مع عواقب وخيمة في نهاية المطاف على التعليم، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وتشهد درجات الحرارة في آسيا ارتفاعاً بسرعة أكبر من المتوسط العالمي، مع موجات حارة أطول زمنياً وأكثر تواتراً وشدة. لكن ارتفاع درجات الحرارة ليس التحدي الوحيد، فمع الجو الأكثر دفئاً، تزداد الرطوبة، مما قد يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات يمكن أن تلحق الضرر بالمدارس أو تغلقها لاستخدامها كملاجئ.

إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى حرائق غابات وارتفاع في مستويات التلوث، مما يجبر المدارس أيضاً على إغلاق أبوابها، كما حدث بالفعل في الهند أو أستراليا.

موجة الحر في آسيا تلقي بثقلها على الحيوانات
الحر الشديد يعطل مئات المدارس في الفلبين
معدل الوفيات الناجمة عن موجات الحرّ الحادة قد يرتفع خمس مرات بحلول 2050

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، العام الماضي، من أن «أزمة المناخ أصبحت بالفعل حقيقة واقعة بالنسبة للأطفال في شرق آسيا والمحيط الهادئ».

وفي هذا الإطار، تشكّل موهوا أكتر نور، ابنة الـ13 عاماً، دليلاً حياً على ذلك. فمنذ أن أُغلقت مدرستها، وهي تختنق في الغرفة الوحيدة في منزلها في دكا، عاصمة بنغلاديش. ومع تكرار انقطاع التيار الكهربائي، لا تستطيع الفتاة الاعتماد على مروحة لتبريد منزلها الضيق.

وقالت لوكالة «فرانس برس» الشهر الماضي: «الحرارة لا تطاق»، مضيفة: «مدرستنا مغلقة، لكني لا أستطيع الدراسة في المنزل».

ويُعدّ شهر أبريل الشهر الحادي عشر على التوالي الذي يشهد درجات حرارة قياسية في درجات الحرارة على مستوى العالم. وفي بنغلاديش، تبدو هذه الظاهرة واضحة، كما يشير شومون سينغوبتا، المدير الوطني لمنظمة «سايف ذي تشيلدرن» غير الحكومية، حيث يقول: «ليست درجات الحرارة أعلى فحسب، لكنّها تدوم فترة أطول بكثير».

تحديث البنى التحتية 
ويؤكد سينغوبتا: «في السابق، كانت مناطق قليلة تتأثر بهذه الموجات الحارة. أما اليوم، فإن هذا يمثل جزءاً أكبر من البلاد».

وفي آسيا، فإن غالبية المدارس غير مجهزة للتعامل مع العواقب المتزايدة لتغير المناخ. ويلفت سينغوبتا إلى أن المدارس في المناطق الحضرية في بنغلاديش غالباً ما تكون مكتظة وسيئة التهوية.

وفي المناطق الريفية، يمكن للأسقف الحديدية المموجة أن تحوّل قاعات التدريس إلى فرن حقيقي، وأحيانا تنفد الكهرباء اللازمة لتشغيل المراوح.

وفي بنغلاديش وأماكن أخرى، غالباً ما يمشي الطلاب مسافات طويلة من المدرسة وإليها، مما يعرضهم لخطر الإصابة بضربة شمس.

وتقول اختصاصية الصحة في «يونيسف» لبلدان شرق آسيا والمحيط الهادئ، سلوى الإرياني، إن إغلاق المدارس يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة «خصوصاً على الأطفال في المجتمعات الفقيرة والضعيفة الذين لا يستطيعون الوصول إلى الموارد مثل أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والكتب، أو إلى منزل محمي بشكل كاف من الحرارة». 

ويضيف سينغوبتا: «ترك الأطفال في بعض الأحيان من دون إشراف والديهم الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف الإقامة معهم يجعلهم أكثر عرضة لأن يصبحوا ضحايا للاتجار أو لأن يُجبروا على العمل أو الزواج»، كما يهدد تغير المناخ التعليم بشكل غير مباشر.

وأظهرت أبحاث أجرتها «يونيسف» في بورما أن نقص المحاصيل الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، وعدم القدرة على التنبؤ بهطول الأمطار، يدفعان الأسر إلى إخراج أطفالها من المدارس لكي يساعدوا الأهل، أو بسبب عدم توافر الوسائل اللازمة لدفع تكاليف التعليم.

بينما اتّخذت بعض الدول الغنية في المنطقة خطوات لضمان عدم تأثر التعليم بتغير المناخ.

ففي اليابان، كان أقل من نصف المدارس العامة مكيفة الهواء في العام 2018، لكن هذا الرقم ارتفع إلى أكثر من 95% بحلول العام 2022.

ويؤكد سينغوبتا أن البلدان النامية بحاجة إلى المساعدة للاستثمار في تحديث البنية التحتية. لكن الحل الحقيقي الوحيد للأزمة يتلخص في معالجة السبب الجذري لها: تغير المناخ.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
طائرَا جابيرو ينجوان من بين ألسنة النيران للمرة الثانية في البرازيل
طائرَا جابيرو ينجوان من بين ألسنة النيران للمرة الثانية في ...
موسم الصيف في جبل فوجي ينطلق الإثنين وسط تدابير لضبط تدفق الزوار
موسم الصيف في جبل فوجي ينطلق الإثنين وسط تدابير لضبط تدفق الزوار
بيل غيتس يحشد المستثمرين لتعزيز التقنيات صديقة المناخ
بيل غيتس يحشد المستثمرين لتعزيز التقنيات صديقة المناخ
نشطاء يغلقون مسلخ دواجن في سويسرا
نشطاء يغلقون مسلخ دواجن في سويسرا
انتعاش بأعداد الدلافين في نهر ميكونغ الآسيوي
انتعاش بأعداد الدلافين في نهر ميكونغ الآسيوي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم