طُرحت رسالة كتبها نابليون الأول في سبتمبر 1812 من موسكو، للبيع بسعر 55 ألف دولار ضمن مزاد في الولايات المتحدة، وسط اهتمام متواصل بمقتنيات الإمبراطور الفرنسي قبل بدء عرض فيلم عنه للمخرج ريدلي سكوت.

ويعرض هذه الرسالة التي ثَبُت أن نابليون كتبها على غرار عشر رسائل أخرى، للبيع عبر الإنترنت منذ الأسبوع الفائت التاجر المتخصص في هذا النوع من الوثائق نايثن راب، صاحب «راب كولّكشن» في فيلادلفيا، مهد الثورة والديمقراطية في أميركا خلال نهاية القرن الثامن عشر، وفقا لوكالة «فرانس برس».

نابليون: «كانت.. لأنّ النيران دمّرت أكثر من نصفها»
وكتب نابوليون في هذه الوثيقة التاريخية التي وقعها، للمفارقة، بتاريخ 18 سبتمبر 1812 من موسكو في خضم حملته على روسيا «لقد اجتزت اليوم الأحياء الرئيسية، كانت مدينة مذهلة، أقول كانت لأنّ النيران دمّرت أكثر من نصفها».

وعبر اتصال هاتفي مساء الإثنين، قال نايثن راب الذي تشارك مع وكالة «فرانس برس» صور المخطوطات الـ11 التي كُتبت بين 23 أكتوبر 1793، أي قبل انقلاب بونابارت واستحالته امبراطوراً، و21  يناير 1814، إن «هذه الرسالة المكتوبة من موسكو نادرة جداً، وهي ببساطة استثنائية».

وأشار راب إلى أنّ السعر التقديري لكل رسالة يراوح بين 5 و75 ألف دولار من دون الرسوم والعمولات والضرائب، أما الرسالة التي يعود تاريخها إلى 18 سبتمبر 1812، أي قبل أربعة أيام على غزو موسكو، فمعروضة بـ55 ألف دولار.

وبخط طويل ومنتظم لكن تصعب قراءته أحيانا، كتب الإمبراطور الفرنسي من موسكو «عثرنا على كهوف مليئة بالنبيذ والبراندي سنكون بأمسّ الحاجة إليها».

ويقول مؤرخون إن الجيش الإمبراطوري الفرنسي فرض سيطرته على موسكو من دون معارك في 14 سبتمبر 1812، ثم احتلّها حتى 23 أكتوبر.

- بيع قبعة لنابليون بونابرت في مزاد بـ2.11 مليون دولار
- بيع سيف ومسدسات لنابليون بونابرت مقابل 2.8 مليون دولار
- «فرانس برس»: أثر باق من نابليون في غزة

وكانت رسالة أخرى لنابليون مكتوبة في 20 أكتوبر 1812، بيعت عام 2012 ضمن مزاد في باريس لقاء 187500 يورو (حوالى 205334 دولاراً)

ويقول الجيش الإمبراطوري الفرنسي إن الجيش الروسي أضرم حرائق في موسكو يوم 14 سبتمبر 1812. واجتاحت هذه الحرائق لأيام عدة هذه المدينة التي كانت مبانيها خشبية، وكانت سان بطرسبرغ آنذاك عاصمة روسيا.

«الأمور تسير على ما يرام هنا»
وفي رسالتين أخريين مكتوبتين من الكرملين في 23 و24  سبتمبر 1812، كتب نابليون إلى رجل الدولة خلال الثورة الفرنسية والإمبراطورية جان جاك ريجيس دو كامباسيريس «إن مختلف الأمور تسير هنا على ما يرام، الطقس ليس حاراً ولا بارداً، وصحّتي جيدة جداً. والحرائق توقفت بصورة تامة».

وتطرح «راب كولّكشن» هاتين الوثيقتين اللتين يعود تاريخهما إلى أكثر من قرنين بسعر تقديري يراوح بين 18 و25 ألف دولار.  

ويشير مؤرخون فرنسيون وروس إلى أنّ الحملة على روسيا التي استمرت من يونيو إلى ديسمبر 1812 خلفت مئات آلاف  القتلى والمفقودين في صفوف الطرفين.

إرث رمادي جدا
ورأى راب، وهو مؤرخ تلقى دراسته في فرنسا، أن «إرث» نابوليون «ليس أبيض ولا أسود، بل رمادي جداً»، مشيراً إلى أن «نابليون شخصية عملاقة ويحظى بإعجاب كبير من الأميركيين الذين يعتبرونه زعيماً إمبراطورياً قوياً».

وتشير مجموعة راب عبر موقعها الإلكتروني إلى أن «نابليون بونابرت كان أحد ألمع القادة في التاريخ العسكري، حمل رسالة الثورة الفرنسية عبر أوروبا».

متخصص في عشرات الشخصيات التاريخية 
وتاجر الآثار الأميركي الذي يبيع مخطوطات لهواة جمع ومؤرخين وبائعي كتب وأمناء مكتبات، متخصص في عشرات الشخصيات التاريخية وتحديداً الأوروبية منها وغالبيتها الكبرى من الرجال، وهم لويس الرابع عشر، ولافاييت، والملكتان فيكتوريا وإليزابيث الثانية، وونستون تشرشل، والمهاتما غاندي، وتشارلز داروين، بالإضافة إلى فيكتور هوغو وروديارد كيبلينغ وجوزيبيه فيردي وأينشتاين وإيفا بيرون.

ورأى راب أن هذه الفترة مناسبة لبيع مقتنيات للإمبراطور الفرنسي، وقال «من الواضح أن فيلم نابوليون الذي سيبدأ عرضه في مختلف أنحاء العالم في 22 نوفمبر، يحظى باهتمام عالمي».

وبيعت الأحد قرب باريس قبعة بونابرت السوداء الشهيرة التي تبرز عليها شارة دائرية بألوان العلم الفرنسي، بـ1,932 مليون يورو (2,11 مليون دولار) بما يشمل الرسوم، وهو سعر قياسي بحسب دار «أوزنا» التي نظمت المزاد.