تنطلق تجربة جديدة في 15 ديسمبر لتقديم «القنب القانوني» عالي الجودة من الموردين المعتمدين من الحكومة، وتستمر أربع سنوات، في مدينتي بريدا وتيلبورغ الجنوبيتين بما في ذلك منطقة واحدة في أمستردام، التي تستضيف معظم المقاهي في البلاد البالغ عددها 564، قبل أن تتوسع إلى مدن أخرى.

على عكس التصور السائد، فإن الحشيش ليس قانونياً في هولندا، ولكن منذ سبعينات القرن العشرين، ثمة «تسامح» معه إلى حد معين، ولا يجوز للمقاهي تخزين أكثر من 500 غرام من الحشيش، ولا يجوز لها بيع أكثر من خمسة غرامات يومياً لنفس العميل، وفقا لوكالة «رانس برس».

كما أن زراعة الحشيش وتوريده أمر غير قانوني، ما يعني أن المقاهي تعمل من الناحية الفنية خارج القانون عندما تتلقى مخزوناً، أحياناً من موردين غامضين منتمين إلى عصابات إجرامية.

- اكتشاف مستودع ضخم لزراعة القنب في فرنسا
- ألمانيا تعمل على تشريع استهلاك الحشيشة لغايات الترفيه
- المكسيك تقترب من تشريع تناول الحشيشة لأغراض الترفيه

داخل غرفة خلفية من «ذي بارون»، وهو مقهى هولندي لبيع الماريجوانا، يتصفّح مالك المتجر ريك براند بحماسة عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به، صوراً تظهر منتجات قنب سيتمكن قريباً من توفيرها، وقال براند «المُنتِج القانوني لديه هذا النوع وذاك»، مشيراً إلى منتجين يحملان اسم «رونتز» و«كعكة الزفاف»، وأضاف «لقد تذوقت ذلك، وكان الطعم رائعاً».

و«ذي بارون» واحد من مقاهٍ قليلة تشارك في التجربة الجديدة اعتباراً من ديسمبر، هذا المقهى الذي فتح أبوابه قبل 61 عاماً، يبيع الماريجوانا منذ 32 عاماً، وهو يدرك أن الحصول على المنتجات بصورة قانونية سيوفر وضوحاً قانونياً لأصحاب المقاهي، مع المزيد من الخيارات ومنتجات ذات جودة أفضل للمستهلكين، ويتعامل المقهى مع مورد قريب اختارته السلطات، وكان يستعد لهذه التجربة منذ سنوات.

سجائر محشوة بمبيدات حشرية
وقال براند للوكالة الفرنسية إن الضبابية القانونية تؤدي إلى عدم اليقين بشأن ما يحصل عليه المدخنون بالضبط في سجائرهم، وأضاف «ما نتلقاه حتى الآن يحتوي في بعض الأحيان على مبيدات حشرية، ولكن أيضا عوامل غريبة لزيادة وزن السجائر، في الواقع، نحن لا نعرف حقاً» ما تحويه هذه المنتجات، وأشار إلى أن التجربة ستسمح له ببيع الحشيش «النقي بنسبة 100%».

نظراً للوضع القانوني، يرفض براند الكشف عن المكان الذي يتلقى فيه مخزونه حالياً، لكنه يؤكد أنه ليس لديه أي روابط مع موردين ضالعين في أنشطة إجرامية.

داخل المقهى، يتلقى عملاء براند الحشيش على شكل كرة خضراء صغيرة، يتصاعد الدخان في جميع أنحاء الغرفة وحتى في الشارع، حيث تملأ رائحة القنب المميزة الهواء.

يرتاد سهاد مقهى «ذي بارون»، الذي لم يرغب في الكشف عن اسم شهرته بسبب الحساسيات التي لا تزال تحيط بالمقاهي، متشوق لبدء التجربة الجديدة، وقال حاملاً سيجارة حشيش بيده «سنكون قادرين قريباً على تدخين الحشيش القديم العالي الجودة المزروع هنا في هولندا».

مثار خلاف سياسي مستمر
لا يزال القنب قضية سياسية ساخنة في هولندا، ولا يزال اثنان من الأحزاب الأربعة في ائتلاف رئيس الوزراء مارك روته المنتهية ولايته يعارضان تقنين هذا المخدر.

يريد حزب يمين الوسط الذي يتزعمه روته الانتظار ليرى كيف سيكون أداء المقاهي «المجهزة بشكل قانوني»، مقارنة بتلك التي لا تزال تتلقى الإمدادات من مصادر غير معتمدة.

ويخشى العديد من الخبراء أن يكون التسامح الهولندي مع المخدرات الخفيفة مثل الحشيش قد أدى إلى ارتفاع استهلاك وتجارة المخدرات القوية غير المشروعة مثل الكوكايين، مع ما يرتبط بذلك من ارتفاع في الجريمة المنظمة.