Atwasat

«داعش» يتقدم نحو لملودة بعد السيطرة على رأس الهلال

البيضاء - بوابة الوسط: أسامة الجارد الأحد 31 مايو 2015, 03:34 مساء
WTV_Frequency

أفادت مصادر عسكرية، اليوم الأحد، أن اشتباكات عنيفة تدور منذ أيام بين تنظيم «داعش» ووحدات الجيش، التي تحاول صد تقدم عناصر التطرف باتجاه بلدة لملودة من ناحية منطقة رأس الهلال، وذلك تحت حماية غارات سلاح الجو التي تستهدف عناصر التنظيم.

وأعربت المصادر نفسها عن مخاوفها من نجاح «داعش» في الوصول إلى لملودة، إذ بات التنظيم قريبًا جدًا من البلدة ولم يعد يفصله عنها سوى أقل من 2 كيلو متر.

البداية.. اغتيال العقيد الشاعري
ووفقا لمصدر مطلع على شؤون الجماعات الإرهابية، فإن البروز الأول للتنظيمات المتطرفة التي مهدت لظهور «داعش» في رأس الهلال يعود إلى تاريخ 11 يونيو 2012، وهو اليوم الذي اغتيل خلاله العقيد فرج رزق الشاعري في كمين مسلح، وكان الشاعري حينذاك مكلفًا بلجنة الانتخابات في مدينة درنة.ووفق المصدر نفسه، فإن المشتبه الرئيس في اغتيال الشاعري يومها كانت عناصر كتيبة أبوسليم التي كانت مسيطرة على كل البوابات والمراكز الأمنية في درنة، مضيفًا أن قبيلة الشواعر التي ينتمي إليها القتيل، هاجمت آنذاك كل البوابات الواقعة في مداخل درنة ومخارجها وأحرقتها، بعد أن كانت تسيطر عليها كتيبة أبوسليم.

الرحيل إلى رأس الهلال
وكان من بين المطالب الرئيسية لقبيلة الشواعر آنذاك؛ تسليم السيارات المسلحة والأشخاص المتهمين باغتيال العقيد الشاعري، ومحو أي مظهر لوجود أي كتيبة مسلحة في درنة.

هذا التطور الجديد في القضية استوعبته، وفق المصدر، مجموعة من عناصر الكتيبة وردت عليه بالفرار مستقلة ست سيارات دفع رباعي مسلحة، للتمركز في ضواحي رأس الهلال، لتبدأ النواة الأولى للتنظيم في رأس الهلال بالتشكل.

وتؤكد مصادر أمنية تحدثت إلى «بوابة الوسط»، أن تلك المجموعة الهاربة آنذاك كان يقودها فرج بونقطة - أحد أبرز قيادات التنظيم فيما بعد - ومعه بعض المطاردين من مدينة درنة، غير أن هذه المجموعة الأولى لم تظهر أي عداء.

النزوح الأول للسكان
وفيما عززت «مجموعة بونقطة» من قدراتها اللوجستية والعملياتية طوال العامين الماضيين، تعاظمت قدرتها على التواصل مع الحركات الجهادية، وانضم إليها بضع مئات المقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية، انطلقوا للتمركز في رأس الهلال وأعلنوا عن انتمائهم لـ «داعش»، ولم ينضم للتنظيم من أبناء البلدة سوى جوهر جاد الله، وماهر الجافل، وأبوبكر الأقرع.وحاول التنظيم استغلال هذا الوجود العسكري الوليد في رأس الهلال، برفع وتيرة عمله في المنطقة، وفق مصادر أمنية متطابقة منذ عام 2012، عبر تفجيرات عنيفة ودموية من بينها ما نفذته مجموعة يعتقد أن لها علاقة بـ «داعش» في رأس الهلال، التي استهدفت نقطة تفتيش أمنية في مدينة سوسة في 3 أكتوبر 2012، وقتلت أربعة من عناصرها.

وتسارعت الأحداث، بعد ذلك، في بلدة رأس الهلال بعد خطف سالم عبد العليم عطية، الذي كان يعمل في السلك القضائي، مما رفع حالة التوتر والهلع بين السكان من ازدياد نفوذ ووجود «داعش».

وذكرت المصادر أن النزوح الأول للسكان من البلدة كان في شهر نوفمبر 2014، بعد تعليق «بيان استتابة» في مسجد عمر بن الخطاب في رأس الهلال، موجه لسكان البلدة؛ عنوانه «العودة إلى الله»، وتمت تلك الاستتابة بالمحكمة الشرعية في مدينة درنة، بحضور «والي داعش» بها.

وعلى الرغم من محاولات أبوبكر الأقرع إقناع السكان عن النزوح خارج البلدة بذريعة: «أنه بالإمكان العدول عن الاستتابة» إلا أن أعدادًا كبيرة منهم قررت الهروب من جحيم التنظيم.

انفجار ضخم ومنازل مهدمة
وتابعت المصادر، أن أحد أبرز عمليات «داعش» في المنطقة كان في مارس الماضي باستهداف السوق العام، الذي تسبب في انفجار ضخم وهدم لبعض المنازل منها منزل صالح علي المشهور «بأبوزيرة»، ومنزل الحاج مصطفى سليمان ومنزل ناصر بوجريدي.

وكشفت المصادر، لـ«بوابة الوسط»، عن أحد أهم المعاقل لتنظيم «داعش» برأس الهلال، داخل منتجع «قوس قزح» الذي كان يستخدم للتدريب وكمعتقل.وذكرت مصادر خاصة، لمراسل «بوابة الوسط»، أنَّ مقاتلي تنظيم «داعش» يقومون - حاليًا - بتفخيخ محيط بلدة رأس الهلال الساحلية، من ناحية الرف الثاني للجبل الأخضر، بهدف تأخير زحف الجيش باتجاه تحرير رأس الهلال، ومنعه من ملاحقتهم.

استعمال الخيول في المناطق الوعرة
ووفق مصادر أخرى تحدثت لـ«بوابة الوسط»، يتحصن أفراد «داعش» في مناطق محاذية لبلدة رأس الهلال، عند نقاط منطقة «الأصلاب» ومنطقة «هواء النيسي»، فضلاً عن تمركز آخر في «قوس بوساهلة» قرب «وادي مهبول»، حيث يحصن أفراد «داعش» دفاعاتهم عبر فرق الاستطلاع في أعلى النقاط الجبلية، وغالبية الفرق تستعمل الخيول إذ يتمكَّنون من خلال تلك النقاط المرتفعة والوعرة مشاهدة التحرُّكات الأمنية والعسكرية.

«داعش» يتقدم نحو لملودة بعد السيطرة على رأس الهلال
«داعش» يتقدم نحو لملودة بعد السيطرة على رأس الهلال
«داعش» يتقدم نحو لملودة بعد السيطرة على رأس الهلال
«داعش» يتقدم نحو لملودة بعد السيطرة على رأس الهلال

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
النائب العام يبحث تطورات تحقيق «الجنائية الدولية» في «انتهاكات ترهونة»
النائب العام يبحث تطورات تحقيق «الجنائية الدولية» في «انتهاكات ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم