كشفت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون عن هجوم بنغازي العام 2012 عن تلقيها عدة تحذيرات من خطورة الوضع الأمني في ليبيا، قبيل تنفيذ الهجوم الذي قتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاث آخرين.

جاءت تلك التحذيرات ضمن 300 رسالة بريدية تخص بنغازي ضمن 55 ألف صفحة من رسائل هيلاري البريدية نشرتها وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس.

وذكرت جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس السبت أن الرسائل الخاصة ببنغازي دليل على كيفية تعامل كلينتون والإدارة الأميركية مع أزمة بنغازي، وعلى الاضطراب الذي عصف بالإدارة عن أسباب الهجوم.

السفير الأميركي في ليبيا كرستوفر ستيفنز حذر قبل مصرعه من الوضع الأمني المتدهور وفكر في ترك ليبيا لأسباب أمنية

وأوضحت الجريدة أن بعض الرسائل شددت على خطورة الوضع الأمني السيئ في ليبيا، وذكرت عدة تفاصيل عن تلك الأوضاع.

ففي إحدى الرسائل البريدية بتاريخ العاشر من أبريل 2011، حذر كريستوفر ستيفنز من الوضع الأمني المتدهور في ليبيا، وأنه فكر في ترك ليبيا لأسباب أمنية.

وفي رسالة أخرى جاء «أن الوفد الأميركي يقوم بمراقبة الوضع الأمني للتقرير بشكل نهائي عن الخروج من ليبيا أم لا».

وأرسلت نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث ديبل رسالة بتاريخ 14 سبتمبر 2011 تحذر فيه من سهولة اختراق مبنى السفارة في طرابلس، وأن حالة السفارة ليست جيدة ويصعب الدفاع عنها ضد أي هجوم، ووصفت الأوضاع الأمنية بالصادمة.

نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيث ديبل تحذر في 14 سبتمبر 2011 من سهولة اختراق مبنى السفارة في طرابلس.

كما حذرت رسالة أخرى بتاريخ العاشر من يونيو 2011، من «تهديد كبير يتعرض له الفندق الذي يستخدمه الفريق الدبلوماسي الأميركي في ليبيا، وأن الفريق الأمني سيعمل على نقل الأفراد إلى مناطق بديلة».
وجاء في رسالة بريدية بتاريخ 24 أبريل 2011، من مساعدتها هوما عابدين تحذر من تدهور الوضع في ليبيا، وتعرض عدد من الفنادق في مدينة بنغازي لهجمات.

وفي رسالة بريدية أخرى بتاريخ 24 فبراير 2012 حذر السفير الأميركي وقتها جين كريتز من فشل جهود نزح السلاح من التشكيلات المسلحة، مشيرًا إلى وجود عقبات أمام تلك الجهود، وقال: «توجد مخاوف من استمرار التناحر بين الجماعات المسلحة، إذ قد يسبب اضطرابات الذي يمكن أن يسببه بفضل قوة السلاح التي يملكونها وسيطرتهم على مناطق متفرقة».

وذكر موقع «نيويورك بوست» الأميركي أن بعض الرسائل البريدية التي أرسلتها كلينتون من على بريدها الخاص تم تصنيفها «سرية للغاية» من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي قبل نشرها من قبل الخارجية، مما يثير شكوكًا من قيامها باستخدام البريد الخاص في تداول معلومات مهمة عن الوضع في بنغازي.