أقيمت بالمدرج الرئيسي الثاني بمركز بنغازي الطبي، اليوم الأحد، ندوة حول مشاكل مبنى ثلاجة حفظ الموتى. أشرف على تنظيم الندوة مكتب مكافحة العدوى والمكتب الإعلامي بالمركز بحضور عددٍ من المختصين والمهتمّين بمجال الصحة العامة.

وقالت مدير مكتب مكافحة العدوى بمركز بنغازي الطبي الدكتورة ريما بوكمار، إنَّ الندوة ناقشت المشاكل التي يعانيها مبنى ثلاجة حفظ الموتى بالمركز.

وأشارت إلى أنه منذ عام 2011 يتواجد الطب الشرعي داخل مركز بنغازي الطبي رغم أنّ المبنى يفتقر الإمكانيات اللازمة وغير مهيأ ليستوعب عمل الطب الشرعي والنيابة العامة داخل المركز.

وأوضحت بوكمار أنّه «في الوقت الحالي تستخدم غرفتا تبريد لحفظ الجثت» وبيّنت أن مدة حفظ الجثث «قد تصل من ثلاثة إلى أربعة أشهر وربما سنة كاملة هذا عدا الأعضاء المبتورة»، مشيرة إلى أن «غرفة التجميد الموجودة التي يفترض أن يحفظ فيها الجثت لا تعمل منذ عام 2010 وسعتها ست جثت فقط».

وأضافت أنه «نتيجة لعمليات التشريح وتوالي الأزمات على مدينة بنغازي ازدادت أعداد الجثت المتعفنة والمتحللة التي تعتبر مصدرًا للميكروبات والجراثيم المسببة للعدوى التي تسبب خطرًا على العاملين في الثلاجة وعلى المركز بالكامل لأنه قد تنتقل العدوى إلى داخل المركز، حيث توجد أقسام بها حالات مرضية حرجة مثل العناية المركزة وقسم حديثي الولادة وقسم الباطنة الذي يحوي مرضى مناعتهم ضعيفة».

وأوضحت بوكمار أن الندوة تطرح الوضع الحالي للثلاجة وإيجاد الحلول المناسبة لتدارك حدوث مأساة داخل مركز بنغازي الطبي.

وطالب المستشار جاب الله منصور المتعاون مع قسم السلامة بإدارة الجودة والمخاطر بمركز بنغازي الطبي، خلال كلمته بالندوة، بتوفير بيئة عمل آمنة وخالية من مسببات الحوادث والإصابات والأمراض؛ نظرًا لما تحتويه بيئة العمل داخل مركز بنغازي الطبي من أخطار مختلفة ازدات في الآونة الأخيرة بفعل الأحداث الدامية والمؤسفة التي تشهدها مدينة بنغازي والتي على أثرها أغلقت معظم مستشفيات المدينة.

وأضاف منصور أن مركز بنغازي الطبي «أصبح في وضع لا يحسد عليه» وذلك لأنه آخذ على عاتقه استقبال المئات من المرضى والمصابين والقتلى رغم محدودية إمكانياته المادية والبشرية، مما أدّى إلى ظهور إشكالية مبنى الثلاجة التي أصبحت تُهدّد سلامة وصحة العاملين وكافة الزوار داخل المركز.

وقال «إنَّ من واجب قسم السلامة بإدارة الجودة والمخاطر أنْ يؤكد على ضرورة الوقوف وبجدية على عدم ملاءمة ثلاجة حفظ الموتى للظروف والأحوال الراهنة نظرًا لزيادة أعداد الجثت المجهولة الهوية وعدم قدرة المبنى على استقبال واستيعاب المزيد منها لأنَّ المبنى يعاني أزمة حقيقية من جراء تحلل هذه الجثت؛ مما يشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة بمركز بنغازي الطبي وبالمدينة على حد سواء، والمبنى يحتوي فقط على غرفتي تبريد جماعى للجثت وعدد ست مبردات فردية متعطلة عن العمل».

وأكد منصور ضرورة تشغيل الثلاجات المتعطلة وعدم الاكتفاء بغرفتي التبريد الجماعي، والنظر في توسعة وإضافة البرادات والمجمدات بالأعداد التي تتناسب مع الوضع الراهن، والتأكيد على إجراء عمليات الصيانة الدورية لكامل ملحقات المبنى.

كما نوه إلى ضرورة الإسراع في الحصول على تصاريح دفن الجثت «على أن يتم أخذ عينات الحمض النووي وصور ثلاثية الأبعاد والتحفظ على ملابس الجثة وإعطاء ملف الجثة رقمًا مسلسلاً يوضع على القبر ويستدل به مستقبلاً».

وطالب منصور بضرورة «توفير الحد الأدنى من متطلبات السلامة للعاملين بالمبنى من ملابس ومعدات واقية كالكمامات والقفازات والأحذية المطاطية طويلة الرقبة، وتجهيز المغاسل والأحواض بمواد التنظيف والتطهير والتعقيم والتجفيف، وضرورة إجراء الكشوفات الطبية الدورية على العاملين بمبنى الثلاجة، والتأكيد على تلقيهم التطعيمات الوقائية لحمايتهم من العدوى، كما يجب التنويه إلى ضرورة تحفيز وتشجيع أولئك العاملين ماديًا لحثهم على الاستمرار في العمل بهذه البيئة الصعبة التي لا يفضِّلها أغلب العاملين بالمركز».

ودعا منصور في ختام كلمته إلى ضرورة العمل على تفعيل الثلاجة الجديدة بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث لتخفيف الضغط على ثلاجة مركز بنغازي الطبي.