ذكرت السفيرة الأميركية لدي ليبيا، ديبورا جونز، أن الأوضاع الحالية داخل ليبيا مازالت غير مستقرة بعد أربع سنوات من قيام الثورة ضد معمر القذافي، مشيرةً إلى وجود أطراف تستغل الأوضاع السياسية الحالية في تحقيق مكاسب شخصية سريعة.

وحذرت جونز، في مقالها المنشور، أمس الثلاثاء، بموقع «ليبيا هيرالد» في ذكرى مرور أربع سنوات على الثورة الليبية، من أن الاضطرابات التي يتعرض لها إنتاج النفط تهدد بإفلاس الدولة في غضون 18 شهرًا على الأكثر وفق بعض التقديرات، وأشارت إلى أن عدد النازحين بسبب الحرب وصل إلى 2 مليون شخص خارج ليبيا، بالإضافة إلى مئات الآلاف في الداخل.

وقالت: «يلقي كثيرون اللوم على المجتمع الدولي لفشله في وضع ليبيا على الطريق الصحيح عقب الثورة، لكن لم يدرك أحد مدى عمق الخلافات في المجتمع الليبي، والذي خلَّفه 42 عامًا من الحكم الاستبدادي للقذافي».

وأكدت السفيرة، في مقالها، أن أكبر عقبة تواجه ليبيا الآن هي غياب حكومة وحدة وطنية، قادرة على القيام بمهامها بإنشاء منظومة أمنية فعَّالة وتفعيل حكم القانون، مشددة على أن مواجهة أعداء الدولة، سواء في الداخل أو الخارج، لن يتم في غياب تلك الحكومة، ولهذا السبب على الليبيين الانضمام للحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وتابعت: أن «غياب حكومة موحدة لن يمكن شركاء ليبيا الدوليين من التعاون مع الدولة في المجالات كافة، مع وجود مقاومة كبيرة لتنفيذ أي مبادرة من شأنها أن تعطي أفضلية لفصيل دون الآخر»، مؤكدة أن الجو السائد هو «الرابح يأخذ كل شيء.

وأكدت جونز دعمها المستمر لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص برناردينو ليون، رغم اعتقاد البعض أن الأولوية الآن يجب أن تكون لمحاربة «داعش»، وذلك لعدم مقدرة أي طرف مواجهة التحديات الحالية أو بناء التوافق الوطني المطلوب لبناء الدولة دون الطرف الآخر. وفي نهاية مقالها، شددت السفيرة على ضرورة توحد الأطراف التي تهمها مصلحة ليبيا واللجوء إلى مائدة الحوار.