اهتمت الصحافة العالمية هذا الأسبوع بالأزمة الليبية، وخصوصًا ظهور تنظيم داعش، وبلوغ أعماله ذروتها في تفجير فندق كورنثيا في العاصمة (طرابلس)، بالتزامن مع جولتي الحوار الليبي في جنيف وظهور بوادر توافق على حل النزاع الدائر في ليبيا بالحوار.

رأت جريدة «تايمز أوف مالطا» في افتتاحيتها يوم السبت الماضي أن الهجوم على فندق «كورنثيا»، استهدف تقديم صورة لليبيا كدولة فاشلة، عبر الهجوم على الفندق الذي كان آخر مكان آمن في طرابلس لاجتماع الدبلوماسيين، ومبعوثي الأمم المتحدة ورجال الأعمال الأجانب.

ولم تر الجريدة سببًا للتفاؤل بشأن موافقة الأطراف على نقل الحوار الوطني من جنيف إلى ليبيا بسبب الظروف الأمنية الحالية. وقالت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية، إنَّ الهجوم يعيد ليبيا إلى دائرة العنف مرة أخرى، وعدّته من أعنف الهجمات التي شهدتها ليبيا ضد مصالح غربية، منذ الهجوم على المجمع الدبلوماسي في بنغازي العام 2012، الذي قتل أربعة أشخاص بينهم السفير الأميركي.

ووصفت المجلة خطف التنظيم عددًا من المصريين الأقباط في مدينة سرت والهجوم على نقطة أمنية تحرس الطريق إلى مالي بأنَّه محاولة من قبل التنظيم لإثبات وجوده في أماكن أخرى غير مدينة درنة.وتناول المحلل الأمني الأسترالي فولفانغ بوستاي في مقاله بموقع معهد «أتلانتيك كاونسيل» الصراع في ليبيا واضعًا خطة بديلة (من وجهة نظره) لإنهاء الصراع في ليبيا معتبرًا أن احتمالات التوصل إلى سلام دائم مازالت ضعيفة.

وحذر الكاتب من تعدد الأطراف المتنافسة، مؤكدًا أنها لا تقتصر على مجلس النواب أو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته فقط، بل تضم عددًا كبيرًا من القبائل والجماعات المسلحة والجماعات الجهادية السلفية والتي لا تتفق مع بعضها في الأهداف نفسها، حتى وإن كانت داخل الائتلاف نفسه، فضلاً عن وجود تنظيم «داعش» داخل عدد من المدن الليبية، وقال بوستاي: إن «الضغوط التي تواجه تنظيم «داعش» في سورية والعراق ستجعله أكثر نشاطًا في ليبيا لاستهداف المصالح الغربية وموانئ النفط».وسلَّط مقالٌ بموقع مجلة «ذا نيويوركر» الأميركية الضوء على تفاصيل الهجوم على فندق «كورنثيا»، وأكد كاتب المقال، جون لي أندرسون، أنَّ خطورة الهجوم تنبع من وجود اثنين من بين منفِّذيه غير ليبيين، من تونس والسودان، وهو دليلٌ على أنَّ حركة الجهاد الدولية تبحث عن جذور لها في ما سمَّاه «الفوضى الليبية».

وأوضح الكاتب أنَّ فرع تنظيم «داعش» في ليبيا يتطوَّر منذ فترة طويلة، ففي العام 2011 ، سافر مئات الليبيين إلى سورية لمحاربة نظام الأسد وانضموا إلى تنظيمات مثل «جبهة النصرة» و«القاعدة»، وعاد معظمهم هؤلاء إلى ليبيا بغرض تكوين فرع لـ «داعش» في الداخل، ونجح التنظيم في الوجود في الجنوب وفي طرابلس وشنَّ عدة هجمات بينها خطف عدد من المصريين الأقباط في مدينة سرت، وذبح نشطاء في مدينة درنة. أما جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية فرأت أن تنظيم «داعش» في ليبيا يمثل تهديدًا ليس على الأمن في ليبيا فقط بل على الجماعات الإسلامية الأخرى الأقل تطرفًا في ليبيا.

ونقل تقرير نشرته الجريدة عن مسؤولين غربيين في مجال مكافحة الإرهاب قولهم إن «داعش» في ليبيا استفاد من إخفاقات الجماعات الإسلامية الأكثر رسوخًا واعتدالاً، وهي الطريقة ذاتها التي نجح بها التنظيم في سورية والعراق.وتناول تقريرٌ بموقع شبكة «بي بي سي» البريطانية مدى قوة تنظيم «داعش» على الأراضي الليبية، مشيرًا إلى بعض ظروف الحياة في درنة جراء وجود التنظيم بها.

ونقل التقرير عن سيدة انتقلت من درنة منذ عشرة أشهر، قولها إنَّ مخاوف تحيط بالأهالي في درنة من انضمام أبنائهم الشباب إلى التنظيم، أو مقتلهم على يد عناصر التنظيم إذا قاوموهم، مضيفة أنَ بعض الأسر منعت أبناءها من الصلاة في المساجد خوفًا عليهم.