اهتمت الصحافة العربية الصادرة، اليوم الأحد، بما يشهده الداخل الليبي من معارك محتدمة بين الجيش والميليشيات، وأثر ذلك على فرص الحوار الوطني، ودور دول الجوار في إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد.

العوامي: «المؤتمر الوطني».. انتهى
وفي حوار له مع جريدة «الأهرام» المصرية، قال النائب الأول في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، عزالدين العوامي، عن أسباب انحيازه لمجلس النواب المنتخب: «إنَّ الموقف الذي اتخذتُه كان احترامًا لإرادة الشعب الذي طالب في ثورته بنفس مطالب الشعب المصري؛ الحرية والعدالة الاجتماعية والديقراطية ودولة القانون والمساواة، وقد وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها استمرار المؤتمر الوطني لايخدم المصلحة العليا للوطن».

وعن إعادة المؤتمر المنتهية ولايته للعمل، قال العوامي: «أقولها بصفتي النائب الأول للمؤتمر الوطني، لقد انتهى، ومجموعة فجر ليبيا أعادوا المؤتمر للعمل قبل حكم المحكمة وليس بعده، وهم يحاولون البحث عن دور، وشكَّلوا حكومة كذلك، هذه محاولة مدبرة لأنَّ هناك تيارًا سياسيًّا رأى أنَّه أقلية بعد انتخابات مجلس النواب، وأنَّ الأمور ليست في صالحه».

وعن تنامي وجود الإرهابيين في ليبيا كما تشير تقارير وتحذيرات، قال العوامي: «لدينا في ليبيا متطرفون ومجموعات إرهابية، وهناك بعض الدول تدرك الآن أنَّه لايمكن أنْ يترك الليبيون ليقاتلوا هذه الجماعات بمفردهم، لأنَّه لو استقرت هذه المجموعات في ليبيا سيكون خطرها عظيمًا على جميع دول الجوار وحتى الدول الأوروبية، فالشواطئ الليبية تبعد عن شواطئ جنوب أوروبا بحوالي 250 كيلومترًا، الأمر ليس سهلاً، ونطالب جميع دول العالم بدعم الجيش الليبي، حقيقة كان هناك تقاعسٌ من المجتمع الدولي عن دعم الجيش في الفترة الأخيرة، ولابد أنَّ يكون هناك دعمٌ صريحٌ له، لأنَّ في دعمه خدمة للجميع».

وعن دور الأمم المتحدة في ليبيا، قال العوامي: «لولا تدخُّل الأمم المتحدة ما نجحت ثورة فبراير، وبالتالي نطمح إلى دور قوي تلعبه الأمم المتحدة في السير بالدولة الليبية إلى بر الأمان».

وعن أنصار نظام القذافي، قال العوامي: «مَن لم يشارك في قتل الليبيين أو استخدام العنف معهم من المفروض استقطابهم وعدم إقصائهم، وأمامنا تجربتان للاقتداء، فإما تجربة التسامح في جنوب أفريقيا، وإما تجربة الإقصاء في العراق، ونحن الليبيين ضد حرمان أو إقصاء أي مواطن ليبي، وحتى المتهم بارتكاب تجاوزات مع محاكمته بالعدل».

تسعة قتلى و15 مصابًا في معارك عين مارة
وعن المعارك على الأرض، ركَّزت جريدة «الجمهورية» المصرية، على الاشتباكات العنيفة في منطقة عين مارة بغرب مدينة درنة، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة جنود من الجيش الليبي وأربعة آخرون من مسلحي ما يُعرف بـ «مجلس شورى مجاهدي درنة»، كما أُصيب 15 آخرون من الجانبين.

كما لفتت الجريدة إلى إدانة تحالف القوى الوطنية الليبية استمرار عمليات الاغتيال التي تطال عسكريين ومدنيين في البلاد. وكان مسلحون مجهولون اغتالوا 12 جنديًّا من الكتيبة 168 مشاة بالجيش الليبي عند بوابة الفات في مدينة سوكنة التي تبعد أكثر من 600 كيلو متر عن العاصمة (طرابلس).

وعما أطلقت عليه اسم «الفرصة الأخيرة»، نقلت جريدة «الخبر» الجزائرية عن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فدريكا موغريني، قولها إنَّ اجتماعًا سيُعقد الأسبوع المقبل بجنيف في محاولة لإحياء الحوار الوطني الليبي، وذلك بمبادرة من الأمم المتحدة، مضيفةً أنَّ الاجتماع يشكِّل «الفرصة السانحة لجمع الأطراف الفاعلة في ليبيا من أجل حل سليم يعتمد على الحوار».

ونقلت جريدة «الخليج» الإماراتية، عن البعثة الأممية في ليبيا، أنَّ الممثل الخاص برناردينو ليون، أجرى محادثات مع أطراف الصراع في طبرق وفي طرابلس، الخميس، مؤكدًا الحاجة لعقد جولة جديدة من الحوار.
وأشارت البعثة إلى أنَّ ليون اقترح تجميد القتال لفترة قصيرة لخلق بيئة ملائمة لعقد جلسات الحوار.

الدايري يشدد على ضرورة وقف القتال
إلى ذلك، أوردت الجريدة نقلاً عن وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، أنَّ دعم الجيش الليبي من دول عربية على رأسها الإمارات والسعودية ومصر سيُمكِّنه من مواصلة الحرب على الإرهاب.

وأوضح في تصريحات خاصة لبرنامج «بصراحة» مع قناة «سكاي نيوز عربية» يبث اليوم الأحد، أنَّ الجامعة العربية لا تمانع من تسليح الجيش، لكن أطرافًا دولية تعترض على ذلك.

وذكر الدايري أنَّ قطر تدعم حاليًّا الحوار في ليبيا، وتتوسط بين الحكومة وقوات «فجر ليبيا»، وأوضح أنَّ الدعم السوداني لبعض الميليشيات الليبية توقَّف منذ زيارة رئيس الحكومة الليبية الخرطوم.

وشدد الدايري على أهمية التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا لتعزيز الحوار التفاوضي، مضيفًا: «هناك صقورٌ من جانبنا وصقورٌ في الجانب الآخر».

وبيَّن أنَّ هناك محاولات من تيار الإسلام السياسي للسيطرة على السلطة في ليبيا من خلال فرض الأمر بقوة السلاح، وأنَّ الشعب الليبي ضاق ذرعًا بممارسات التيارات المتطرفة. وقال إنَّ الحوار السياسي في ليبيا لا يمكن أنْ يشمل الجميع، خاصة العناصر المتطرفة في قوات فجر ليبيا.