علق عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني على الإجراءت السياسية الأخيرة التي أقرها مجلس النواب خلال جلسته التي عقدها في مدينة بنغازي أول من أمس الإثنين، مشيرا إلى انقسام ليبيا، وعدم قدرة المجلس الرئاسي على استخدام صفة القائد الأعلى للجيش، التي رأى أنها «رمزية»، ومنتقدا الأداء السياسي لكل الأطراف في شرق البلاد وغربها، محملا إياهم مسؤولية استمرار الأزمة.
وأعلن الناطق باسم مجلس النواب، عبدالله بليحق، أن المجلس صوت بالإجماع على إنهاء ولاية السلطة التنفيذية التي اختارها أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي خلال اجتماعاتهم بجنيف في فبراير 2021، لإدارة المرحلة التمهيدية للحل الشامل بموجب خارطة الطريق التي أقرها الملتقى خلال اجتماعاته بتونس في نوفمبر 2020، واعتبار الحكومة المكلفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حماد، هي الحكومة الشرعية حتى اختيار حكومة موحدة، واعتبار القائد الأعلى للجيش هو رئيس مجلس النواب، كما جاء بالإعلان الدستوري وقرار مجلس النواب بالخصوص.
الكوني: الجميع يتحمل مسؤولية الصراع والأزمات
وقال الكوني خلال مؤتمر صحفي، عقده اليوم الأربعاء في طرابلس، معلقا على إجراءات النواب: «نحن جميعاً كمسؤولين وسياسيين ليبيين نتحمل مسؤولية الصراع والأزمات، ولم نستطع إنهاء أسبابها»، لافتا إلى أن «ليبيا الآن مقسمة، وما يجمع الليبيين جواز السفر والعلم فقط، وكلما اقتربنا من الوصول إلى حالة من الاستقرار نجد طرفا معينا يجرنا إلى الوراء».
- بعد تصويت «النواب».. البعثة الأممية تحذر من «تصعيد التوتر»
- شاهد.. رئيس حزب صوت الشعب: مجلس النواب لا يملك نزع الشرعية
- شاهد: النائب العرفي يوضح مبررات التصويت بإنهاء مهمة الرئاسي وحكومة الدبيبة
- اللافي: أي خطوات تخالف الاتفاق السياسي «هي والعدم سواء»
وأضاف: «كل الأطراف تتشبث بالسلطة، حتى البرلمان والمؤتمر الوطني الذين هم أول من سرقوا وعرقلوا الذهاب لصندوق الاقتراع»، مؤكدا أنهم في المجلس الرئاسي أردوا البقاء على الحياد بين كل الأطراف السياسية، لكن تبين له أنهم مارسوا «الحياد السلبي»، ولم يمارسوا سلطاتهم، وواصفا الوضع الراهن بالقول: «نحن حاليا طوائف مثلما حدث في الأندلس، عندما كان يقاتل الأخ أخاه، وأصبحنا مجرد أمراء طوائف».
الكوني: المجلس الرئاسي ولد جسما غريبا لتجسيد حالة الانقسام
وتحدث الكوني عن تصويت مجلس النواب على سحب صفة القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي، معتبرا أن «الرئاسي ولد جسما غريبا لتجسيد حالة الانقسام الراهن في ليبيا»، وأن «صفة القائد الأعلى للجيش صفة رمزية، منحت لنا بالمجلس الرئاسي لمنع الحرب، وعدم استخدامها في حروب سياسية، حيث إن الجيش في الشرق لا يأتمر بأمرنا، وفي الغرب مجموعات تحكمها أهواء وجهويات»، ومؤكدا أنهم في المجلس الرئاسي يملكون «صفة القائد الأعلى للجيش، ولكننا لا نستطيع استخدامها»، لأنهم يعلمون بـ«أنه لا جدوى من إصدار أوامر للقوات العسكرية شرقا، لذلك لم نصدر له أي أوامر».
كما أكد الكوني أنهم في المجلس الرئاسي «مستعدون لتسليم المجلس لعقيلة صالح»، وقال: «المهم وحدة الدولة. البرلمان يريد أن يكون القائد الأعلى. أقول لعقيلة صالح إنه يجب أن يشعر الشعب بأنه يمثل الدولة الليبية ككل، وليس جزءا من الدولة فقط»، داعيا مجلسي النواب والدولة إلى «أن يكونا مثالاً يُقتدى به، وألا يتشبثا بالسلطة كل تلك المدة»، ومنتقدا إخلالهما بوعودهما في ذهاب البلاد إلى الانتخابات من خلال اكتفائهم بـ«ترويض الوضع الليبي لمصلحتهم، وحرمان الليبيين من الوصول إلى صناديق الاقتراع».
تعليقات