Atwasat

تفاهم «ليبي - أوروبي» مكتوم حول تجاهل «منشأ المهاجرين» في «المتوسط»

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الثلاثاء 28 مايو 2024, 08:28 مساء
WTV_Frequency

استنفرت الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد عبر مؤتمر أفريقي - أوروبي الحضور لمحاربة ظاهرة الهجرة غير النظامية، مع أن أرقام وزارة الداخلية الإيطالية تؤكد أن أغلب أعداد وجنسيات المتدفقين من سواحل ليبيا ليسوا أفارقة وإنما مصدرهم آسيا، الأمر الذي يثير جملة من الاستفهامات حول خلفيات تركيز الحكومات الغربية على حاملي الجنسيات الأفريقية كسبب لأزمة الهجرة، في وقت تستغل بنغازي وطرابلس هذه الورقة سياسيًا للضغط على بروكسل.

تدفقات المهاجرين إلى أوروبا
وكشفت وزارة الداخلية الإيطالية في إحصاءات لها غطت ما بين مطلع يناير ومنتصف أبريل 2024 أن معظم المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحلها جاءوا من بنغلاديش بحوالي 3 آلاف و330 شخصًا، ومن سورية ألفان و386 هما جنسيتان تبحران عمومًا من ليبيا، ثم يليه 2144 تونسيًا (زيادة بنسبة 197% في شهر واحد) و1628 غينيًا، من المفترض أنهم غادروا من الساحل التونسي.

وبالنسبة إلى المهاجرين البنغال والسوريين أغلبهم خرجوا من ليبيا وجميعهم دخلوها عبر المطارات وبشكل قانوني يسمح لهم بالدخول وهم أعلى نسبة تصل إلى أوروبا هذه الأيام.

وعلى مدى ثلاثة أيام منذ السبت الماضي، استضافت مدينة بنغازي بشرق ليبيا مؤتمرًا إقليميًا بمشاركة دول أفريقية وأوروبية وعربية لبحث مسائل الهجرة غير النظامية وطرح حلول لوقف التدفق المستمر لموجات المتسربين عبر الحدود، حيث انتهت فعاليات أعمال المؤتمر الأفريقي - الأوروبي بتوصيات من بينها إطلاق «صندوق لتنمية أفريقيا» سيمول من خلال المساهمات المالية لشركاء القارتين.

وفي بيان ختامي اتفق مسؤولون حكوميون أفارقة وأوروبيون على أهمية المقاربة الشاملة لقضية الهجرة المرتكزة على دراسة الأسباب الواقعية للهجرة، التي تنطلق من التنمية الشاملة، والتشغيل، والاستقرار.

إنشاء وكالة ومرصد معنيان بالهجرة بين أفريقيا وأوروبا
وبحضور رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، ورئيس البرلمان الأفريقي، فورتين زيفانيا شارومبيرا، وممثلي المنظمات الإنسانية الدولية شدد الحضور على أهمية إنشاء «الوكالة الأورو - أفريقية للتشغيل» كإطار للتعاون واستقطاب العمالة ويكون مقرها ببروكسل، بالإضافة إلى الموافقة على إنشاء «المرصد الأفرو - أوروبي للهجرة»، ويكون مقره بمدينة بنغازي.

وكشف حماد في كلمة له أمام المؤتمر عن «وجود عصابات تستغل خطوط ومسارات الهجرة غير النظامية في تهريب الممنوعات وأفراد الجماعات الإرهابية، وذلك على هيئة مهاجرين».

- مناقشات «أمنية» ليبية - أوروبية لدعم تأمين الحدود
- الدبيبة ومسؤولة ألمانية يتفقان على دعم جهود البعثة الأممية ومؤتمر الهجرة
- حماد: نرصد عصابات تستغل الهجرة غير النظامية في تهريب الممنوعات والإرهابيين
- حماد يفتتح المؤتمر الأفريقي - الأوروبي حول الهجرة

وحوّل آلاف المهاجرين الأراضي الليبية إلى بلد عبور لمحاولة الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، فيما تقطعت بعدد كبير منهم السبل للعودة إلى بلدانهم ما دفع منظمة الهجرة الدولية إلى إطلاق برنامج الهجرة الطوعية، والذي أسهم في ترحيل 80 ألف مهاجر غير نظامي ينتمون إلى 49 دولة أفريقية وآسيوية، من ليبيا إلى دولهم الأصلية منذ العام 2015.

مؤتمر ثانٍ حول الهجرة وأمن الحدود في طرابلس
بدورها، تحضر حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة لاحتضان مؤتمر مكافحة الهجرة غير النظامية وأمن الحدود في 17 يوليو المقبل بمدينة طرابلس، وهو ما يعتبر تشتيتا لجهود مكافحة الظاهرة التي تتطلب توحيدًا في الإجراءات الرسمية لمنع تدفق المهاجرين.

وأكد الباحث في قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا طارق لملوم قضية التركيز على مسألة أن أصل أزمة تدفقات المهاجرين إلى أوروبا منبعها أفريقي حقيقة، فحتى على الصعيد الليبي والشارع والسلطات والإعلام دائمًا ما يركز على أن المشكلة تأتي من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، منبهًا لملوم في تصريحات لـ«الوسط»، إلى أن التدفقات إلى ليبيا عادة ما تتسرب من المنافذ الجوية والبرية برحلات منتظمة وحتى عبر شركات للعمل والاستثمار العسكري في ليبيا، إذ كانت تخرج من آسيا وتضم بنغاليين وسوريين لكن لا يجري الإشارة إليهم.

ويؤكد طارق لملوم أن ملف الهجرة محل استغلال من الجانب الأوروبي، حيث يزعم أن الأزمة تأتي من أفريقيا والتي يعود أصل مخاوفه إلى المشاكل الحاصلة بين روسيا والاتحاد الأوروبي في ظل حرب موسكو مع الغرب. وفي هذا السياق يروج أن الروس موجودون في القارة السمراء وأنهم يقومون بتسهيل دخول هؤلاء المهاجرين إلى ليبيا من خلال الحدود الشاسعة، ومع أن الباحث الليبي استدرك بالقول «أنه لا ينفي هذه المسائل لكن الموضوع مبالغ فيه، خصوصا عندما ندرك عدم إشارة لا الخارجية الإيطالية أو الاتحاد الأوروبي إلى جنسيات آسيوية تتدفق إلى ليبيا بينما يتحدثون فقط عن الأفارقة السود».

لذلك تجد الأجهزة الأمنية في الشرق والغرب الليبي تركض خلف الضعفاء من العمال والمهاجرين الأفارقة ولا ترحم حتى الأطفال والنساء ويستعرضون عضلاتهم عليهم ويحمون غيرهم ممن يدفع الأموال ويرسل الحوالات وفق تعبير الباحث الليبي.

تنافس بين طرابلس وبنغازي حول الهجرة
من جانبه، يرى الناشط السياسي والبرلماني التونسي المهتم بشؤون الهجرة مجدي الكرباعي، في تصريحات إلى «بوابة الوسط»، أن المعطيات التي أوردتها وزارة الداخلية الإيطالية تؤكد تسييس القضية، إذ لا يأتي أغلبية المهاجرين الأفارقة من ليبيا بل يأخذون مسالك أخرى في حين القادمين من جنوب الصحراء غينيا ومالي وتونس عددهم قليل. كما لفت إلى تنافس طرابلس وبنغازي منذ عشر سنوات على من يكون الأقرب إلى أوروبا وينال الشرعية مستخدمين ورقة الهجرة.

ويقود هذا الأمر، إلى تحقيق أوروبي نشرته جرائد دولية مع منظمة «لايت هاوس ريبورت» المعنية بقضايا حقوق المهاجرين الذي أزاح الستار عن ممارسات بلدان في شمال أفريقيا، هي المغرب وموريتانيا وتونس وليبيا، ضد المهاجرين واللاجئين غير النظاميين، لمنع وصولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي حيث جرى خلق مكبات صحراوية لتكديسهم بها.

في تونس، جرى استخدام الأدلة المرئية والشهادات للتحقق من 11 مكبًا بشريًا، يضم كل منها ما يصل إلى 90 مهاجرًا في الصحراء، بالقرب من الحدود مع ليبيا والجزائر، بالإضافة إلى حالة واحدة جرى فيها تسليم المهاجرين إلى مسلحين ليبيين. وأفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 29 شخصًا، وفقدان العشرات بعد إلقائهم أو طردهم من تونس على الحدود الليبية، وفقا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
صيانة العمارات السكنية المجمعة في سرت
صيانة العمارات السكنية المجمعة في سرت
ضبط تاجر خمور في بنغازي
ضبط تاجر خمور في بنغازي
الكيلاني تبحث مع مسؤولة بالجامعة العربية خطة دعم ذوي الإعاقة
الكيلاني تبحث مع مسؤولة بالجامعة العربية خطة دعم ذوي الإعاقة
خلال لقائهم خوري.. ممثلو التجمع التباوي يشتكون من التهميش
خلال لقائهم خوري.. ممثلو التجمع التباوي يشتكون من التهميش
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى خليج بومبا
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى خليج بومبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم