Atwasat

الجيش الجزائري: آلية التشاور مع ليبيا وتونس كفيلة بقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأحد 12 مايو 2024, 09:57 مساء
الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني

رحَّب الجيش الجزائري بإحداث آلية مغاربية للتشاور تضم بلاده وليبيا وتونس، واصفًا الخطوة بـ«المهمة» في إطار توحيد المواقف ومنع التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة.

وأكدت مجلة الجيش الجزائرية لسان حال وزارة الدفاع في عددها لشهر مايو، أن الاجتماع التشاوري الأول بين قادة الجزائر وتونس وليبيا المنعقد بتونس يوم 22 أبريل الماضي، يعد خطوة مهمة على نهج التأسيس لآلية جديدة خاصة بدول المنطقة.

تنسيق المواقف بين دول المغرب العربي
وأشارت المجلة إلى أن هذا الاجتماع عُقِد في ظرف حساس تمر به المنطقة، وفي ظل تطورات خطيرة على الصعيد الإقليمي وأزمات دولية غير مسبوقة، تستلزم تنسيق المواقف بين دول المغرب العربي وتعزيز الجهود وتكثيف التشاور وتعميقه لرفع جملة من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية بفعالية وذلك للحيلولة دون التأثر بالمتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم.

- توضيحات جزائرية جديدة في هدف المبادرة الثلاثية مع ليبيا وتونس
- اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
- انطلاق الاجتماع التشاوري بين المنفي وسعيد وتبون في تونس

وذكَّرت المجلة بإلحاح رئيس الجزائر عبدالمجيد تبون في مناسبات عديدة على ضرورة إيجاد آلية للتشاور المنتظم والدوري، خاصة بدول شمال أفريقيا، تسعى من خلالها لبلورة حلول مناسبة للمشاكل التي تعترضها على نحو يجعل المنطقة بمنأى عن التهديدات الحقيقية التي تحيط بها.

أهم إيجابيات آلية التشاور مع تونس
وأبرزت افتتاحية المجلة أهم إيجابيات هذه الآلية الجديدة التي قالت إنها «ستقطع الطريق نهائيًا أمام التدخلات الخارجية وما ينجر عنها من مخاطر على دول المنطقة التي تصر على تمسكها المشروع باستقلال قرارها الوطني وإقامة نظام دولي متعدد الأطراف وعلاقات دولية تستند لمبادئ التعاون والتضامن والعدل ومساواة جميع دول المعمورة أمام القانون الدولي خلافًا لما هو حاصل حاليًا».

وعلى الأصعدة الأمنية والاقتصادية، ولا سيما ما تعلق بضمان الأمن الغذائي والمائي، بدأ تجسيد مشروع إنشاء آلية تشاور بين الجزائر وتونس وليبيا حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بينها بالصحراء الشمالية.

وتعد ليبيا مثالًا على العواقب الوخيمة للتدخل الأجنبي في منطقة المغرب العربي والساحل الأفريقي، منذ اغتيال العقيد الراحل معمر القذافي إثر التدخل الغربي في البلد العام 2011، إذ لم تستعد ليبيا الاستقرار، مع وجود عدة قوى أجنبية، بشكل مباشر أو غير مباشر، على أراضيها.

نهاية لاتحاد المغرب العربي
ويشكل إطلاق الآلية الثلاثية بين الجزائر وتونس وليبيا نهاية لاتحاد المغرب العربي الذي يتكون، بالإضافة إلى هذه البلدان الثلاثة، من المغرب وموريتانيا. وتأسس اتحاد المغرب العربي العام 1989، وظل حبيس التوترات على خلفية النزاع في الصحراء الغربية المحتلة.

لكن بسبب توترات أخرى بلغت ذروتها في أغسطس 2021 قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، إثر سلسلة من «الأعمال العدائية» التي قامت بها المملكة تجاهها وفق وصفها. ومن بين هذه الأفعال، التهديدات التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي من المملكة ضد الجزائر.

ومنذ أغسطس 2021، لا تقيم الجزائر أي علاقات سياسية مع المغرب، كما مُنعت طائرات المملكة من التحليق فوق التراب الجزائري منذ سبتمبر من العام نفسه.