أكدت تنسيقية الأحزاب والتكتلات السياسية في ليبيا وجوب احترام سيادة الدولة وضرورة بسط سلطتها على كامل تراب الوطن، معبرة في الوقت نفسه عن إدانتها أشكال الفساد كافة ونهب المال العام، محذرة أيضًا من مغبة «قرارات غير مسؤولة».

جاء ذلك في بيان مُوقَّع من تسعة أحزاب وتكتلات سياسية، حصلت «بوابة الوسط» على نسخة منه، تعليقًا على الأحداث الأخيرة بمنفذ رأس اجدير.

وقالت التنسيقية إنها تتابع «ببالغ القلق والأسف» حالة «التردي المتسارعة والمستمرة والخطيرة» التي تعايشها البلاد، على الصعد كافة، بدءًا بالانسداد السياسي المزمن مرورًا بالتردي المخيف للأوضاع الاقتصادية، وصولاً إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في معبر رأس اجدير الحدودي.

«تنسيقية الأحزاب» تشير إلى بطء إدارة حكومة الدبيبة لأزمة رأس اجدير
وأشارت إلى بطء إدارة حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» للأزمة، ترتب عنه إقفال المعبر وإلحاق الضرر بمصالح المواطنين.

وأكدت التنسيقية «إيمانها المطلق بوجوب احترام سيادة الدولة وضرورة بسط سلطتها على كامل تراب الوطن وتطبيق قوانينها على كل المواطنين دون انتقاء أو تمييز أو مفاضلة».

وحذرت كذلك «من مغبة تسخير أدوات الدولة وسلطاتها في حسابات شخصيه أو سياسية أو جهوية أو قبلية لتغليب طرف ليبي على آخر، ما قد يؤزم الأوضاع الحالية في ليبيا ويؤدي لنتائج لا تحمد عقباها».

- «لوموند»: رأس اجدير في قلب الصراع على السلطة في ليبيا
- الطرابلسي يشكل غرفة مشتركة مع «رئاسة الأركان» لبسط الأمن على الحدود مع تونس
- في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام الأمنية على الحدود مع تونس

«تنسيقية الأحزاب» تدين «التعدي على أصول ومؤسسات الدولة»
وعبرت التنسيقية عن «شجبها وإدانتها لكل أشكال الفساد ونهب المال العام للبلاد، سواء بالتهريب أو الرشوة أو الاختلاسات أو التلاعب المالي»، وإدانتها كذلك «التعدي على أصول ومؤسسات الدولة من أي كان وتحت أي ظرف ومكان».

وأكدت ضرورة «تفعيل دور جميع المؤسسات الرقابية بالدولة لتقوم بدورها بكفاءة ومسؤولية في مكافحة الفساد، وإنفاذ القانون لحماية المال العام في مرافق الدولة كافة»، و«ضرورة الالتزام بتوفير أعلى قدر من معايير الحرفية والنزاهة والحرص فيمن يتم تكليفهم بمسؤوليات إدارة الأموال العامة، وكل من توكل لهم مسؤوليات إدارة المنافذ البرية والبحرية والجوية للدولة».

«تنسيقية الأحزاب» تثمن جهود «وأد بذور الفتنة»
وفي الوقت نفسه ثمّنت تنسيقية الأحزاب «جهود العقلاء ودورهم في تغليب روح التسامح والتآخي، ووأد بذور الفتنة في مهدها»، محذرة من «مغبة تكرار مأسي الماضي، بسبب قرارات وممارسات غير مسؤولة».

وفي ختام بيانها دعت التنسيقية «أبناء الشعب الليبي بجميع أطيافهم وانتماءاتهم إلى ضرورة التكاتف والعمل معا من أجل الإسراع في بناء شرعية وطنية جديدة تخرج الوطن من محنته».

الأحزاب الموقعة على البيان:
1- حزب ليبيا الأمة الليبي
2- حزب تحالف القوى الوطنية
3- الحزب المدني الديمقراطي
4- حزب السلام والازدهار
5- الحزب الوطني الوسطى
6- حزب شباب التغير
7- حزب التكتل الوطني للبناء الديمقراطي
8- تجمع الإرادة الوطنية
9- الحراك الوطني الليبي

أحداث رأس اجدير
وشهد معبر رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس توترًا أمنيًا، مما تسبب في إغلاقه الأسبوع الماضي، ما دفع وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عماد الطرابلسي، إلى سحب الأعضاء العاملين في مديرية الأمن ومركز الشرطة ومصلحة الجوازات والجنسية من منفذ رأس اجدير، وذلك «حفاظا على الأرواح والممتلكات».

وأمس الأربعاء، أعلن الطرابلسي تشكيل غرفة مشتركة بالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة ومكتب النائب العام، تتولى بسط الأمن والنظام في المنطقة الحدودية مع تونس.