احتفلت ليبيا بتسليم شهادات اعتماد 21 موقعاً أثرياً ضمن قائمة منظمة تراث العالم الإسلامي، بحضور وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة مبروكة توغي ووزير التعليم الدكتور موسى المقريف، ونخبة من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي، ولفيف من الصحفيين والمهتمين بعلوم الآثار والتاريخ. وجرت مراسم تسليم الشهادات إلى مندوبي البلديات الواقعة في نطاقها تلك المواقع الأثرية، وذلك في قاعة فندق الأندلس بالعاصمة طرابلس الإثنين.

وفي كلمتها أكدت وزيرة الثقافة مبروكة توغي أن تسجيل هذه المواقع استحقاق وطني مهم يضيف إلى رصيد ذاكرتنا الأثرية ويعزز مسألة الاهتمام بها عالمياً، مضيفة أن ليبيا تزخر برصيد أثري مهم، وموقع استراتيجي يربط بلاد العرب بأفريقيا وأوروبا، كما كانت عبر التاريخ محطة لحضارات كبرى تفاعلت معها وشكلت نسيجاً أصيلا فيها ولا تزال معالمها ماثلة في صبراتة ولبدة وشحات، وشواهد عديدة على امتداد الجغرافيا الليبية مثل (قوس ماركوس) في طرابلس، وآثار جرمة في الجنوب وجبال أكاكوس على تخوم الصحراء الكبرى، وآثار عربية وإسلامية في مدن مثل ليبية عديدة.

ومن جانب آخر، أوضحت توغي أن هذا المنجز يشكل أرضية خصبة للتواصل الثقافي والسياحي بين الدول الموجودة في قائمة تراث العالم الإسلامي ويمكن من تبادل الخبرات فيما بينها.

المواقع أنجزت بتضافر جهود وطنية
من جانبه أوضح وزير التعليم الدكتور موسى المقريف أن المواقع المعتمدة أنجزت بتضافر جهود وطنية من هيئات ووزارات وخبراء وأكاديميين وناشطين في حقل التراث.

- حفل تسليم شهادات تسجيل المواقع التاريخية على قوائم الإيسيسكو الإثنين القادم
- ترشيح 51 موقعًا ليبيًا للتسجيل في قائمة التراث الإسلامي
- إدراج 21 موقعا أثريا ليبيا بقائمة التراث في العالم الإسلامي
- ليبيا تسعى لتسجيل 21 موقعا أثريا لدى «يونسكو»
-  للاطلاع على العدد 425 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

المقريف لفت إلى أن اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم كان لها حضور دائم لتبني المبادرات والمشاركة فيها ودعمها بكل الإمكانات، وواكبت الفعاليات على المستوى المحلي والإقليمي واحتضنت البرامج المتنوعة بتعاون وثيق مع المؤسسات الوطنية ذات الصلة، وذلك ضمن المهام والاختصاصات التي استندت عليها اللجنة الوطنية والصادرة بموجب التشريعات الوطنية النافذة.

أضاف وزير التربية والتعليم «أن اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم استندت في مهامها على المواثيق التأسيسية للمنظمات الدولية بحكم عضوية ليبيا بها أو إحدى الدول المؤسسة لها، حيث رأت تلك المنظمات ضرورة إنشاء تعاون فيما بينها ضمن سياق إقليمي يهدف إلى تعزيز دور التربية والثقافة والعلوم في صنع السلام».

وأشار إلى أن اللجنة الوطنية احتضنت في مقرها الفعاليات الكاملة للنسختين الأولى والثانية لمرحلة ترشيح وتسجيل التراث الوطني على القائمة النهائية لتراث العالم الإسلامي وقدمت لها كل أسباب النجاح، وأشرفت بشكل مباشر على مراحل تسليم الترشيحات للمنظمة وتابعت كل الخطوات حتى صدور الموافقات وقرارات التسجيل على اللوائح النهائية، نتج عن ذلك تسجيل 22 موقعاً تراثياً وثقافياً وطبيعياً من مختلف مناطق ليبيا، كما شاركت اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم في النسخة الثالثة والتي نتج عنها ترشيح 21 موقعًا لمنظمة تراث العالم الإسلامي وهو استحقاق وطني يضيف إلى خصوصية التنوع الثقافي الليبي ويحملنا مسؤولية إبراز هذا التراث والتعريف به.

تسجيل المواقع تطلب جهداً كبيراً في التدقيق
وقال الباحث سعيد حامد عضو لجنة التراث الوطني «دورنا تلخص بملء الاستمارات المرسلة من المنظمة والمتضمنة مجموعة من المعلومات وهي ضمن شروط المعايير التي وضعتها المنظمة لقبول ترشيحات المواقع، تشمل الحماية القانونية والجهة المسؤولة عنها وكذلك التاريخ، وأهم المواصفات التي يحملها الموقع، وهو ما تطلب جهداً كبيراً في التدقيق وتتبع المصادر والمراجع القديمة والرجوع إلى أرشيف الصور القديمة والحديثة، وأيضاً الخرائط المتعلقة بالمعلم.

أضاف حامد في تصريحات إلى «الوسط» «كل هذه المتطلبات فرضت إجراء الرفع المساحي للمواقع ما يعني التعاقد مع بعض المكاتب للمساهمة في الرفع الهندسي لها، وقد أجيزت 21 استمارة من أصل 51 فيما أجل النظر في باقي القوائم إلى وقت لاحق». فيما أوضح يوسف الخوجة عضو لجنة التراث الوطني أنه مكلف بتسجيل المواقع الواقعة في نطاق المدينة القديمة والدفع بها في قوائم الترشيح، وقال «شكلت لجنة التراث المحلي بالمدينة وأعدت 61 استمارة لموقع داخل نطاق المدينة القديمة رشح منها السنة قبل الماضية ثمانية مواقع فيما اختير هذه السنة موقع من ضمن عشرة مواقع أرسلت إلى لجنة تراث العالم الإسلامي».