نقلت المجلة الإسبانية «أتلايار» تحذيرات أميركية رسمية من الآثار المزعزعة لاستقرار الدول التي تقيم علاقات مع روسيا، وذلك بعد فترة وجيزة من لقاء قائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته موسكو للمرة الأولى منذ أربع سنوات.

وعلى مدى سنوات، حافظت موسكو وحفتر على متانة علاقتهما، بينما تعتمد قوات «القيادة العامة» بشكل كبير على مجموعة «فاغنر» المنتشرة في دول أفريقية أخرى، وفق المجلة الإسبانية اليوم السبت.

مقاتلو «فاغنر» في شرق ليبيا
وعلى الرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي المتكررة التي تطالب بالانسحاب الكامل لجميع القوات العسكرية الأجنبية من ليبيا، لا يزال المئات من مقاتلي «فاغنر» في شرق البلاد، وكذلك في مناطق الصحراء الجنوبية الخاضعة لسيطرة الجيش الليبي.

وفي أعقاب وفاة زعيم المجموعة، يفغيني بريغوجين، بحادث تحطم طائرة في أغسطس الماضي، سعت موسكو إلى طمأنة شركائها الأفارقة بأن العقود الأمنية لا تزال سارية، وجددت التزامها بالدعم العسكري الروسي، حسب المصدر نفسه.

ورجحت «أتلايار» مناقشة مستقبل «فاغنر» في ليبيا بعد وفاة بريغوجين خلال الاجتماع في موسكو، مع أن بوتين وحفتر، بحسب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أكدا أن المحادثات تمحورت حول «الوضع في ليبيا والمنطقة». ويعد هذا الاجتماع الأول بين الاثنين منذ العام 2019، حينما التقى قائد قوات «القيادة العامة» أيضا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، ونائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف.

- القيادة العامة: حفتر يلتقي بوتين ووزير الدفاع الروسي في موسكو
- «تقرير الخبراء» يرصد الشبكات العسكرية والاقتصادية لصدام حفتر
- «تقرير الخبراء»: عائلة حفتر دشنت خطة للسيطرة على الجيش ومناحي الحياة في الشرق

وتطرقت المجلة إلى معرفة يفكوروف شرق ليبيا جيدا، إذ زار المنطقة بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، آخرها، على سبيل المثال، كانت في 17 سبتمبر، عندما التقى حفتر بعد أيام من الفيضانات المدمرة التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين.

والأسبوع الماضي، أعلنت قوات «القيادة العامة» زيارة حفتر موسكو، برفقة عدد من كبار المسؤولين العسكريين، مشيرة إلى أنه سيجرى محادثات مع كبار المسؤولين الروس حول تطورات الأوضاع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تحسينها، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

أميركا تحذر من تأثير روسيا على الاستقرار في أفريقيا
وبعد وقت قصير من الاجتماع بين حفتر وبوتين، حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، من الآثار المزعزعة للاستقرار جراء إقامة علاقات مع روسيا، بحسب موقع «يوروبا برس».

وخلال مؤتمر صحفي، قال ميلر: «لقد حثت واشنطن جميع الدول في جميع أنحاء العالم عند التعامل مع موسكو على أن تضع في اعتبارها التأثير المزعزع للاستقرار الذي تحدثه روسيا ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضا في أفريقيا وحول العالم». وشددت وزارة الخارجية، في تصريحاتها، على أن أي دولة تفكر في الانخراط أو تعزيز العلاقات مع روسيا، وكذلك التوقيع على اتفاقيات، يجب أن تكون «على علم بشأن التأثير المزعزع للاستقرار للأنشطة الروسية».