قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الخميس: إن «خطة ماتي» التي ستطلقها بلاده رسميًّا في الخريف المقبل ستكون «جزءًا من خطة مارشال الأوروبية العظيمة» لأفريقيا، مشددًا على ضرورة أن تظل بلاده «حاضرة» في منطقة الساحل الأفريقية، وبالتالي «لن تغادر» سفارتها النيجر التي تشهد اضطرابات حاليًا.

وأوضح تاياني، في تصريحات إذاعية: «يجب أن تظل إيطاليا حاضرة في منطقة الساحل.. سنفتح قريبًا سفارة في موريتانيا، وسنبقي سفارة النيجر مفتوحة»، حسبما أفادت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء.

وأضاف: «نريد استعادة الديمقراطية ولكننا لا نؤيد استخدام السلاح، ونأمل أن تسود الديمقراطية»، متابعًا: «بعثتنا الدبلوماسية ستبقى مفتوحة وفي خدمة مواطنينا».

وتضع السلطات الإيطالية الحالية الأكثر تشددًا في قضية الهجرة، السواحل الليبية كـ«نقطة سوداء» في الحد من الظاهرة، في حين اعتبرت ميلوني في تصريحات سابقة أن «خطة ماتي» مثالًا للنهج التعاوني مع دول جنوب الصحراء الكبرى والمتوسط.

- وزير إيطالي: ميلوني ناقشت «خطة ماتي» في ليبيا

تاياني: «خطة ماتي» ستكون جزءًا من خطة مارشال الأوروبية لأفريقيا
وفي تصريحات تليفزونية أخرى قال تاياني، أمس الأربعاء: إن «خطة ماتي لأفريقيا، التي ستطلقها الحكومة الإيطالية رسميًّا في الخريف المقبل، تعد جزءًا من خطة مارشال الأوروبية العظيمة، وتتوخى الاستثمارات، وإنشاء علاقات ثقافية ومشاريع لتدريب القادة الأفارقة الشباب الذين يمكن أن يكونوا محاورين لبلدنا».

وتابع: «في إفريقيا، نريد الاستثمار من خلال شركاتنا الكبيرة. نعمل، على سبيل المثال، على خط كهرباء كبير يربط إيطاليا وتونس. نفكر بعناية في المبادرات التي يجب اتخاذها لتعزيز الوجود السياسي لإيطاليا في جميع أنحاء القارة».

وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بقضية الهجرة غير الشرعية «وهي أمر مهم أيضًا»، مشيرًا إلى الحاجة لـ«حل المشكلة من جذورها»، معتبرًا أن «القرار الروسي بوقف تدفق الحبوب إلى إفريقيا لا يساعد، بل يخلق المزيد من عدم الاستقرار».

«خطة ماتي» ضمن نهج ميلوني بشأن الهجرة
وخلال زيارتها إلى ليبيا والجزائر مطلع العام الجاري، ناقشت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «خطة ماتي»، بحسب وزير العلاقات مع البرلمان الإيطالي لوكا تشيرياني، الذي أكد وقتها أنه «لا يمكن لإيطاليا أن تكون محطة وصول لجميع تدفقات الهجرة القادمة من شمال أفريقيا».

وتضع التقارير مسألة منع قوارب المهاجرين من «دول العبور» على رأس اهتمامات رئيسة الوزراء الإيطالية بعد تخليها عن خطة فرض «حصار بحري» على ليبيا كانت قد روجت لها خلال حملتها الانتخابية، لكن عوضتها بخطة أخرى بشأن الهجرة على جبهة جنوب البحر المتوسط ذات أبعاد شاملة تسمى «خطة ماتي» للحد من عمليات مغادرة المهاجرين، في إشارة إلى مؤسس مجموعة «إيني» للطاقة، إنريكو ماتي الذي كسر هيمنة شركات الطاقة الغربية السبع الكبرى على القطاع ووضع خططًا للتنمية.