طالبت عضوة ملتقى الحوار السياسي الزهراء لنقي، بمحاسبة الجناة والمسؤولين عن وقائع الاغتيال أو الإخفاء في كافة أنحاء ليبيا، خاصة المناضلين السياسيين، أمثال الناشطة والمحامية سلوى بوقعيقيص في بنغازي وفريحة البركاوي في درنة، وانتصار الحصائري في طرابلس، بالإضافة إلى إخفاء النائبة سهام سرقيوة قسريًا.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها منبر المرأة الليبية من أجل السلام، بالتعاون مع منظمة «Karama» وبمشاركة عدد من الخبراء الحقوقيين البارزين، لإحياء ذكرى الناشطة الحقوقية والسياسية والمحامية الراحلة سلوى بوقعيقيص التي اغتيلت في 25 يونيو 2014.

وناقش المشاركون في الندوة العالمية «أسباب فشل إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة وإقامة انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا والتي من دونها لا يمكن تحقيق استقرار البلاد»، بحسب ما نشره منبر المرأة الليبية عبر صفحته على «فيسبوك».

- ندوة عالمية عن الإفلات من العقاب والانتخابات في ذكرى اغتيال سلوى بوقعيقيص
- في ذكرى اغتيال سلوى بوقعيقيص.. عضوة مفوضية الانتخابات: رصدنا 38 ألف حالة عنف إلكتروني ضد المرأة
- مقررة أممية تطالب بتعزيز الإطار القانوني لحماية المرأة الليبية من «العنف الممنهج»
- في ذكرى اغتيالها.. إيمان بوقعيقيص: قضية سلوى ماتت في مهدها
- الجهاني يطالب بمحاسبة قتلة سلوى بوقعيقيص.. ويحمل الأمم المتحدة المسؤولية

إفلات الجناة من العقاب
وأشارت لنقي، التي ترأس منبر المرأة الليبية من أجل السلام، إلى أن إحياء الذكرى التاسعة لاغتيال سلوى بوقعيقيص، تذكر بحالات إفلات الجناة من العقاب، خاصة أن قضية الناشطة مقيدة ضد مجهول، وبعدها بثلاثة أسابيع جرى اغتيال فريحة البركاوي في درنة، وبعدها بأربع سنوات وفي نفس يوم اغتيال فريحة، 17 يوليو، جرى إخفاء النائبة عن البرلمان الليبي سهام سرقيوة، فضلاً عن اغتيال الناشطة انتصار الحصائري في العاصمة طرابلس في العام 2015.

وأشارت إلى أن الحوادث الكثيرة في شرق البلاد وغربها وجنوبها، تشير إلى أن المدافعات عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة كافة في مرمى نيران الجناة الذين لا يزالون أحرارًا، ولم يبدأ التحقيق في هذه القضايا.

واستذكرت لنقي يوم الانتخابات الدامي الذي شهد آخر انتخابات برلمانية في ليبيا والتي أنتجت برلمانًا مستمرًا كجهة تشريعية يماطل، مع خمس حكومات متعاقبة غير منتخبة، في ظل تداول ثمانية مبعوثين أمميين على ليبيا.

الزهراء لنقي تصف الساعات الأخيرة من حياة سلوى بوقعيقيص
ووصفت اللحظات الأخيرة في حياة سلوى بوقعيقيص، خاصة قبل ساعة من اغتيالها، حيث حرصت على أن تكون في مدينة بنغازي التي وصفتها بوقعيقيص وقتها بأنها مدينة التناقضات، حيث تشهد يوميًا، آنذاك، سلسلة من الاغتيالات وفي الوقت نفسه كانت تشهد مظاهر الاحتفال استعدادًا بشهر رمضان.

وقالت لنقي: «تحدثنا عن مخاوفنا من نتائج الانتخابات، كنا نحارب على طاولة الحوار السياسي حتى يجري إلغاء المؤتمر الوطني، لكن كانت تواجهنا نفس المشكلة حول ضمانات قبول نتائج الانتخابات».

وأشارت إلى أن بوقعيقيص كانت حريصة على الوجود في بنغازي، وتحرّض الناس على المشاركة في الانتخابات، بقولها «لن نمكنهم من إفشال العملية السياسية في بنغازي.. عليكم بالنضال السلمي من خلال صناديق الاقتراع»، متابعة: «أخبرتني عن مخاوفها وقالت إن أهم مُنجز لثورة 17 فبراير هو التداول السلمي للسلطة»، وبالتالي رأت لنقي أن «الانتخابات تظل الآلية لتعزيز الشرعية والتداول السلمي للسلطة».

وعُرفت سلوى بوقعيقيص بأنها «أيقونة ثورة 17 فبراير» وأحد رموزها، وكانت نائب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وأحد مؤسسي منبر المرأة الليبية من أجل السلام، وجرى اغتيالها في يوم 25 يونيو من العام 2014، بعد قليل من إدلائها بصوتها في الانتخابات البرلمانية، ومنذ ذلك الحين لم يجرِ تقديم أحد إلى العدالة بتهمة قتلها.

وشاركت المحامية المغدورة قبيل اغتيالها بساعات في الانتخابات التشريعية، ونشرت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورًا وهي تُدلي بصوتها في أحد مراكز الاقتراع في بنغازي.