Atwasat

مراسلات «طباخ بوتين» تتحدّث عن تدخّله لصالح شخصيتين نافذتين في ليبيا

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأحد 26 فبراير 2023, 01:02 مساء
WTV_Frequency

كشفت وثائق ومراسلات عن العلاقات الوثيقة بين مؤسس المجموعة شبه العسكرية «فاغنر» والحكومة الروسية، حاول من خلالها ناشروها تأكيد تلك العلاقة طويلة الأمد بين الجانبين، ومن ضمن ما كشفته أن الملقب بـ«طباخ بوتين» تدخّل لصالح طرفين فاعلين في ليبيا.

وفي تحقيق نشرته صحف ومجلات فرنسية هذا الأسبوع، من بينها مجلة «باري ماتش»، فإنه بفضل ألف وثيقة أرسلها إليهما «قراصنة» إنترنت، جرى توثيق الأعمال العديدة عبر مراسلات داخلية قام بها يفغيني بريغوجين، مؤسس «فاغنر»، والملقب بـ«طباخ بوتين»، منها التدخلات والتجاوزات والشبكات المالية.

مذكرات بريغوجين
وتمكنت المجلة على وجه الخصوص من الاطلاع على مذكرات بريغوجين من العام 2012 إلى 2021، إذ أجرى 37 زيارة إلى الكرملين وستة لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما تذكّر «باريس ماتش»، تصريحات الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في العام 2020 خلال مؤتمر صحفي إنه لا يعرف الشركة شبه العسكرية، متسائلا «ما هي فاغنر؟ لا توجد في روسيا شركة عسكرية خاصة، فهذا أمر غير قانوني». ومع ذلك تؤكد مذكرات بريغوجين العكس حيث التقى الرجلان على الأقل 62 مرة.

كما أن الروابط بين الحكومة الروسية وشركة «فاغنر» منذ إنشائها حقيقية للغاية، إذ توضح قائمة الأسلحة التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية في الفترة من 2014 إلى 2015، الأمر وعلى وجه الخصوص قاذفات صواريخ متعددة ودبابات خفيفة.

بالإضافة إلى هذه الروابط، هناك وثائق أخرى تحدد تدخلات مؤسس «فاغنر» لصالح الكرملين، وحسب مقتطفات من حسابات بريغوجين، فإن الأخير استثمر أعمالا لم تبيّنها المجلة لصالح أحد أبناء معمر القذافي سيف الإسلام، وكذلك لصالح معسكر خصمه المشير خليفة حفتر.

«مزرعة الترول»
وفي مبنى من أربعة طوابق يُعرف باسم مزرعة الترول في سانت بطرسبرغ بروسيا، كان هناك مبنى وكالة أبحاث الإنترنت، المعروف باسم «مزرعة الترول»، حيث تقوم شبكة بريغوجين أيضا بحملات تضليل في جميع أنحاء العالم، في محاولة لتعزيز المصالح الجيوسياسية الروسية ونشر المشاعر المعادية للغرب. وقد ثبت أن سبعة موظفين في المكسيك قاموا بتغذية معلومات مضللة عبر الإنترنت تحسبا للانتخابات الأميركية.

ومرة أخرى، لم يخفِ بريغوجين ذلك بعدما أعلن الرجل الأمر «نعم تدخلنا نحن نفعل ذلك وسنواصل القيام بذلك». لهذا لا يتردد في تحديد السعر: فقد أنفق على وجه الخصوص 1676.970 يورو لشهر ديسمبر 2019 وحده لتمويل حملته التضليلية وعمليات نفوذه.

أعمال التعذيب
كما ورد في التحقيق أعمال التعذيب التي ارتكبتها المجموعة السرية شبه العسكرية. فمنذ العام 2014 نشطت «فاغنر» في عدة قارات سواء في دونباس وسورية وجمهورية إفريقيا الوسطى، السودان، ليبيا ومالي بعد انسحاب عملية «برخان» الفرنسية. وفي طريقهم يتركون انتهاكات مروعة. وختمت مجلة «باري ماتش» بالقول: إن رجل الظل يخوض معركة ضد هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع الروسية. واتهم الثلاثاء الماضي هيئة الأركان العامة الروسية بخيانته برفضها على حد قوله، تزويد مرتزقته بالمعدات اللازمة على خط المواجهة بشرق أوكرانيا.

يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعترف في العام 2021 بأن المرتزقة موجودون في ليبيا «لأسباب تجارية» إلا أنه أعاد التأكيد على موقف موسكو بأن المجموعة لا علاقة لها بالحكومة الروسية. وفي مايو 2022 أكد محققون تابعون للأمم المتحدة أن المرتزقة الروس في ليبيا خرقوا القوانين الدولية من خلال زراعة الألغام في المناطق المدنية دون تحديد مواقعها أو محاولة إزالتها.

- مع استمرار نشاط شركته في صربيا وأوكرانيا وليبيا.. «طباخ بوتين» يرد على قرار أميركي 
- بعد دورها المكشوف في ليبيا.. تحقيق استقصائي يكشف عن دور سوداني لتمكين «فاغنر» من الذهب
- محكمة أوروبية تؤيد عقوبات على «طباخ بوتين» لدعمه نشاط «فاغنر» في ليبيا

وجاء في تفاصيل التقرير السري للأمم المتحدة أن المرتزقة ضمن المجموعة المعروفة باسم «فاغنر» التي أشار مسؤولون في دول الغرب مرارا إلى ارتباطها بالكرملين، زرعوا عبوات مضادة للدبابات برفقة ألغام، وأنهم كانوا مسؤولين عن مقتل عاملي مناجم كانوا موظفين لدى منظمة غير حكومية. ويرجح المحققون أن مرتزقة «فاغنر» زرعوا متفجرات في دمية محشوة على شكل دب بحي سكني في مدينة طرابلس، وفقا لما نقلته «ذا غارديان» البريطانية عن التقرير السري.

وشمل التقرير 13 شهرا، من مارس العام 2021 إلى أبريل من العام 2022، إلا أن الاتهامات بزرع الألغام في المناطق السكنية تعود إلى الفترة التي دعمت بها المجموعة محاولات الجيش الوطني الليبي دخول طرابلس في بداية العام 2020.

«فاغنر» ومواقع الألغام
واستخدمت عناصر «فاغنر» كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمضادة للدبابات لحماية مواقعهم في تلك الفترة. ووفقا للقانون الدولي كان يتوجب على «فاغنر» أن تحدد مواقع الألغام وأن تحذر سكان الأحياء، وأن تزيلها بعد الانسحاب من المنطقة خلال الأسابيع التالية.

وكشفت اللجنة الأممية أن مرتزقة «فاغنر» تجنبوا اتخاذ الاحتياطات السابقة عندما زرعوا 35 لغما أرضيا في المناطق المدنية التابعة لبلدية عين زارة في طرابلس، وذكرت أن «الفشل في تجنب أو على الأقل التقليل من أضرار الحوادث لانفجار الذخائر المستخدمة للسكان المدنيين.. يؤكد أن أسلوبهم في الحرب غير قانوني»، وفقا للتقرير.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«تكالة» يبحث مع وفد تركي مستجدات الوضع السياسي الليبي
«تكالة» يبحث مع وفد تركي مستجدات الوضع السياسي الليبي
مصادرة سلع ومواد غذائية منتهية الصلاحية في القطرون
مصادرة سلع ومواد غذائية منتهية الصلاحية في القطرون
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. وتطالب بالتحقيق في «تضارب مصالح»
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم