نفى تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت التهمة الموسومة باسمه «بارون السلاح»، وذلك بعد إفراج الولايات المتحدة الأميركية عنه الشهر الماضي، مشيرا إلى عمله مع دولة ليبيا في مجال معدات الطيران فقط.

وعاد «فيكتور بوت» إلى روسيا خلال شهر ديسمبر الماضي، نتيجة اتفاق مع الولايات المتحدة لمبادلته بلاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر التي أدينت في روسيا بتهمة تهريب المخدرات. واليوم الأربعاء قال «بوت» وهو الضابط السابق في جهاز «كي جي بي» قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، إنه لم يشارك في تجارة الأسلحة مطلقا، ساخرا من الصورة الخيالية لـ«بارون السلاح» التي ينسبها إليه الأميركيون.

فيكتور بوت: لم أعمل أبدا في مجال تجارة الأسلحة
وفي مقابلة مع إذاعة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية أوضح: «لم أكن أعمل أبدا في مجال تجارة الأسلحة كل هذه ادعاءات.. لقد عملت مع ليبيا وزودتها بمعدات الطائرات وهذه خدماتنا وعملنا على وجه التحديد»، وهو ما عمله أيضا في أفريقيا، مع عديد الدول.

وأضاف: «.. حاول الأميركيون أن يلصقوا بي صفة بارون أسلحة وهو خيال مطلق ومنفصل عن الواقع». وفي الوقت نفسه أشار «بوت» إلى أنه سيكون سعيدا بمواصلة العمل في قطاع النقل والطيران.

- وصول فيكتور بوت إلى روسيا بعد الإفراج عنه في صفقة تبادل مع واشنطن

واحتُجز فيكتور بوت في بانكوك عاصمة تايلاند في العام 2008 بموجب أمر صادر عن محكمة محلية بناء على طلب من الولايات المتحدة. ووجهت إليه تهمة تقديم أسلحة بشكل غير قانوني إلى جماعة متمردة تعرف باسم القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، والتي صنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية. وجرى تسليم «بوت» إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد ذلك بعامين. وفي أبريل 2010، حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما وغرامة قدرها 15 مليون دولار.

وفي التاسع من ديسمبر الماضي، أعلنت كل من السعودية والإمارات نجاح وساطتهما بشأن تبادل الولايات المتحدة وروسيا السجينين «فيكتور بوت» وغراينر (32 عاما)، وهي لاعبة في رابطة كرة السلة الأميركية، اعتقلت في فبراير الماضي بعد أن قالت السلطات الروسية إنها عثرت بحوزتها على زيت الماريغوانا (مخدر نباتي).

تاريخ فيكتور بوت مع تجارة السلاح
وتدخلت أبوظبي لإطلاق «فيكتور بوت» ومبادلته وهو المتهم بالتورط في تهريب السلاح إلى ليبيا وإرتيريا وجنوب السودان وإلى دول أميركا الجنوبية. وعقب انهيار الاتحاد السوفياتي تمكن من الحصول على مخلفات السلاح والطائرات السوفييتية في أوروبا الشرقية، فنقل معظمها إلى الإمارات، كما يشير تقرير سابق للأمم المتحدة خلال سنوات التسعينيات.

كما تشير تقارير أميركية إلى تقديم «بوت» مساعدة إلى التحالف الدولي أثناء الحرب على العراق، وتعاون مع أحمد شاه مسعود في تحالف الشمال في أفغانستان تحت معادلة السلاح مقابل المخدرات والأحجار الكريمة. وإلى ليبيريا وأنغولا وسيراليون وغوايانا وموزمبيق قايض السلاح مقابل الماس.

وعلى مدى أكثر من 20 سنة تمكن «بوت» بشكل غامض من تفادي عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على الكثير من الدول الممنوعة من استيراد السلاح. وجسَّد الفيلم الهوليوودي «Lord Of War»، الذي جرى إنتاجه عام 2005، جانبا من شخصية «فيكتور بوت»، وهو يقدم بصورة غير مباشرة جانبا خفيا عن كيفية تدفق السلاح وأشياء ممنوعة أخرى إلى ليبيا حتى الآن.

فيكتور بوت أثناء منحه بطاقة عضوية من رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي بروسيا خلال مؤتمر الحزب في موسكو، 12 ديسمبر 2022 (أرشيفية: الإنترنت)