كشفت وثائق ايرلندية - رفع عنها السرية حديثا - عن دعوة وزير بالحكومة الأيرلندية لنظام القذافي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي للانتقام من رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر آنذاك من خلال نقل التجارة إلى بلاده بدلا من تهريب الأسلحة إلى الجيش الجمهوري.

وأشار وزير خارجية أيرلندا آنذاك جيري كولينز إلى أنه إذا أراد العقيد معمر القذافي الانتقام حقا من مارغريت تاتشر، فعليه أن ينقل التجارة إلى دول مثل أيرلندا بدلا من تزويد الجيش الجمهوري الأيرلندي بالأسلحة والمتفجرات.

والتقى كولينز بالممثل الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة أبوزيد عمر دوردة في نيويورك في خريف عام 1991، وخلال الاجتماع سرد في ملف سري لوزارة الخارجية جرى رفع السرية عنه حديثا وتسليمه إلى الأرشيف الوطني تفاصيل محادثاته مع المسؤول الليبي وفق ما نقلت جريدة « ذا إيريش تايمز» المحلية الجمعة. ووُصف الممثل الدائم لليبيا دوردة من قبل كولينز بأنه «شخص له تأثير كبير في ليبيا».

السوق الليبية مغلقة أمام الأبقار الأيرلندية
وكانت المخاوف الرئيسية التي أثارها كولينز خلال الاجتماع هي حقيقة أن السوق الليبية مغلقة أمام الأبقار الأيرلندية ولحوم الأبقار بسبب أزمة جنون البقر.

وأشار دوردة إلى أن بريطانيا كانت ثاني أكبر شريك تجاري لليبيا وأنه لا يرى أي سبب يمنع بلاده من إقامة علاقات جيدة مع المملكة المتحدة. لكنه قال إن العلاقات كانت سيئة للغاية من الناحية السياسية. وأرجع كولينز ذلك إلى الدعم الليبي لإرهاب الجيش الجمهوري الأيرلندي في الماضي، ورد دوردة بأن هذا توقف منذ عامين.

- بريطانيا لن تستخدم الأصول الليبية لتعويض ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي 
- أسر ضحايا تفجيرات الجيش الجمهوري الأيرلندي يطالبون بتسليم عبدالله السنوسي إلى بريطانيا
- سيالة يرد على دعوة السفير البريطاني للقاء متضرري الجيش الأيرلندي 
- وثائق بريطانية: ليبيا عرضت 50 مليون دولار لقتل مارغرت تاتشر

وأوضح كولينز أنه إذا كانت شحنة الأسلحة من ليبيا على متن سفينة الصيد «اسكند» قد وصلت في عام 1987 «لكانت هناك حرب أهلية في أيرلندا»، وأضاف: «ليبيا كانت تلحق الضرر بدولة صديقة». ورد الدبلوماسي الليبي أن هذا كان مجرد رد فعل على موقف السيدة تاتشر من ليبيا وكرر أنه قد توقف الآن.

وجاء في الوثيقة الأيرلندية «سأل الوزير عما إذا كانت ليبيا ترغب في الانتقام، فلماذا لم يكتفوا بتحويل تجارتهم إلى دول (مثل أيرلندا)». وسأل من جانبه، دوردة عما إذا كان بإمكان أيرلندا توفير معدات لصناعة النفط. وقال كولينز إنه لا يمكن إلا أن يكون لديه «صفقة جيدة للبيع بما في ذلك على وجه الخصوص لحوم الأبقار والماشية».

إمداد الجيش الجمهوري الأيرلندي بالأسلحة
وأوضحوا أن أيرلندا تريد علاقات جيدة مع ليبيا ولكن يجب أن تتوقف ليبيا عن إمداد الجيش الجمهوري الأيرلندي بالأسلحة. وقال الممثل الدائم إنه يستطيع أن يؤكد للوزير أن ليبيا قد أوقفت هذا الآن تماما. وتضيف الوثيقة «كان يعتقد أن الحكومة الأيرلندية يمكن أن تلعب دورا في المساعدة على تحسين العلاقات بين ليبيا والمملكة المتحدة».

وعاد دوردة إلى ليبيا في عام 1993 وأصبح فيما بعد رئيسا لجهاز المخابرات الخارجي واعتقل في 2011 خلال ثورة فبراير حيث كسر ساقيه عندما سقط من النافذة أثناء محاولة القبض عليه. ومكث بالسجن لمدة ثماني سنوات قبل إطلاق سراحه وتوفي في القاهرة العام الماضي.