Atwasat

امتحان للتحالفات العسكرية.. كيف رأت الصحافة العالمية اشتباكات طرابلس؟

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأحد 28 أغسطس 2022, 11:21 مساء
WTV_Frequency

تناولت الصحافة العالمية، اليوم الأحد، تداعيات اشتباكات طرابلس التي وقعت اليومين الماضيين، ومخاطر انتهاء الهدوء النسبي الذي تمتعت به ليبيا خلال العامين الأخيرين، في حين وصفت محاولة دخول القوات الموالية للحكومة المكلفة من مجلس النواب للعاصمة بـ«الفاشلة»، ورأت أن حكومة الوحدة الوطنية الموقتة لا يزال بإمكانها الاعتماد على «تحالف عسكري قادر على التصدي لمناوئها».

الإذاعة الفرنسية: صراع على السلطة يخلف دمارا
وخصصت الإذاعة الفرنسية حيزًا من تغطيتها لنداء وجهته سفارات أجنبية، وكذلك الأمم المتحدة للأطراف الليبية بالابتعاد عن أعمال العنف، والتعبير عن قلقها بشأن «استئناف محتمل للحرب»، وذلك بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 159 مصابًا، بحسب بيان لوزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة.

ورصدت الإذاعة الرسمية في باريس آثار الاشتباكات، التي خلفت «سيارات محترقة وواجهات اخترقتها طلقات الرصاص ومباني احترقت»، في حين كانت شوارع طرابلس مهجورة مساء السبت، إذ لم تتم مشاهدة سوى عناصر مسلحة بالمدينة مع تصاعد الدخان الأسود المنبعث في سماء العاصمة بعد 24 ساعة من القتال العنيف، استُخدمت خلاله مجموعة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

- بريطانيا: لا يوجد حل عسكري للأزمة المستمرة بشأن الشرعية في ليبيا
- باشاغا: الفوضى الأمنية في طرابلس أحدثتها مجموعات إجرامية تأتمر بأمر الدبيبة
- الدبيبة: تكليف وزارة الدفاع وضع خطة لإخراج المعسكرات من وسط طرابلس

وذكَّرت بأن القتال اندلع في عدة مناطق سكنية، ليل الجمعة والسبت، على خلفية احتدام صراع على السلطة بين رئيسي الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، وحكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، مشيرة إلى أن «المستشفيات لم تسلم حتى من الرصاص».

وأشارت الإذاعة إلى تبادل الاتهامات والمسؤولية، ففي حين شجبت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة «تنفيذ القوات الموالية لفتحي باشاغا تهديداتها للسيطرة على المدينة»، اتهم من جهته المكتب الإعلامي للأخير حكومة الوحدة بأنها «غير الشرعية»، و«تتمسك بالسلطة».

«واشنطن بوست»: نذر الحرب تهدد العملية السياسية
أما جريدة «واشنطن بوست» الأميركية، فقد اعتبرت أن الاشتباكات الدامية التي هزت العاصمة طرابلس «تنذر بعودة أعمال العنف وسط جمود سياسي يخيم على البلاد»، مشيرة إلى أن «التصعيد يهدد بزعزعة الهدوء النسبي الذي تتمتع به ليبيا»، معتبرة في الوقت نفسه أن الأعمال الأخيرة ترقى إلى «جرائم حرب»، على خلفية ما كشفته وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة من تعرض مستشفيات ومراكز طبية في العاصمة للقصف، ومنع فرق الإسعاف من إجلاء المدنيين.

ووسط ذعر أصاب المواطنين في طرابلس، نقلت «واشنطن بوست» لقطات جرى تداولها على الإنترنت لمنازل ومنشآت حكومية ومركبات تضررت جراء القتال، إلى جانب مقاطع أخرى لانتشار المجموعات المسلحة، وتبادل إطلاق النار بكثافة، لافتة إلى أن الاشتباكات وقعت بين ما يسمى «لواء ثوار طرابلس» بقيادة هيثم التاجوري، ضد مجموعة مسلحة متحالفة مع عبدالغني الككلي المعروف باسم «غنيوة»، قبل أن تنضم كتائب ومجموعات أخرى للقتال.

واعتبرت الجريدة الأميركية أن أعمال العنف تلك تعد جزءا من الصراع المستمر على السلطة بين الدبيبة وباشاغا، مرجحة أن يدفع القتال المستمر ليبيا مرة أخرى إلى حرب شاملة بعد عامين من السلام الذي أدى إلى عملية سياسية لم تكلل بإجراء الانتخابات.

التلفزيون البلجيكي: «محاولة فاشلة»
في حين عاد التلفزيون البلجيكي الرسمي، إلى الهدوء النسبي الذي خيم على طرابلس اليوم الأحد بعد اشتباكات. ونقل عن خبراء أن الاشتباكات انتهت بصد محاولة رئس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا دخول العاصمة طرابلس، واعتبر أن «قوة الردع» لعبت دورا حاسما في نتيجة القتال.

«دويتشه فيله»: لا مؤشرات بشأن تسوية الخلافات
أما موقع «دويتشه فيله» الألماني فتحدث عن هدوء مصحوب بالحذر بعد يوم من أسوأ مواجهات مسلحة منذ عامين في طرابلس، وذلك في ظل «غياب مؤشرات بشأن أي تحرك لتسوية الخلافات بين الأطراف المتصارعة».

وأفاد الموقع بأن الطرقات في المدينة ازدحمت بالسيارات، وفتحت المتاجر أبوابها وأزال الناس الزجاج المحطم وأنقاضا أخرى خلفتها أعمال العنف التي وقعت السبت، فيما تناثرت سيارات محترقة في بعض الشوارع، وسط طرابلس.

وأشارت إلى إعلان شركات طيران في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن الرحلات تعمل بشكل طبيعي في مطار معيتيقة في طرابلس، في مؤشر على استقرار الوضع الأمني في الوقت الحالي.

وفي رأي «دويتشه فيله» فإن ما تعتبره «فشل» محاولة باشاغا الإطاحة بالدبيبة، يظهر أن حكومة الوحدة الوطنية ما زال بإمكانها الاعتماد على «تحالف عسكري قادر على التصدي لأعدائها». ويشير إلى أن «عدة جماعات متحالفة مع باشاغا في طرابلس فقدت السيطرة على أراضٍ داخل العاصمة أمس السبت»، في حين «باءت محاولات القوات غرب وجنوب المدينة للتقدم إليها بالفشل»، متحدثا عن «عودة رتل عسكري كبير قبل أن يصل إلى العاصمة، بعد أن انطلق من مصراتة»، لكن الموقع الألماني يرى أن القوات الموالية لباشاغا «ما زالت تحتفظ بمواقع مؤثرة حول العاصمة، في حين تبدو قوات القيادة العامة متأهبة».

والأخطر من ذلك، يقول الموقع، إنه لا يوجد ما يشير إلى أي تحرك نحو تسوية بين المعسكرين الرئيسيين أو إلى وجود جهود دبلوماسية جديدة للجمع بينهما من أجل الدفع مجددا نحو إجراء انتخابات وطنية لحل الخلاف حول السلطة التنفيذية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«ميدل إيست إيكونوميك»: الدبيبة أزاح عون للمضي قدما في صفقة «توتال - كونوكو»
«ميدل إيست إيكونوميك»: الدبيبة أزاح عون للمضي قدما في صفقة «توتال...
«الأميركية للتنمية» تناقش مع سلطات محلية دعم المشاريع الريادية
«الأميركية للتنمية» تناقش مع سلطات محلية دعم المشاريع الريادية
النيابة العامة تعلن استرداد عقارات مملوكة للدولة في سرت
النيابة العامة تعلن استرداد عقارات مملوكة للدولة في سرت
جريدة «الوسط»: «ستيفاني 2» تباشر سد الفراغ الأممي في ليبيا
جريدة «الوسط»: «ستيفاني 2» تباشر سد الفراغ الأممي في ليبيا
في اليوم الوطني للمرأة الليبية.. «مكاسب نسبية» في معركة الحقوق
في اليوم الوطني للمرأة الليبية.. «مكاسب نسبية» في معركة الحقوق
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم