دعا السودان إلى إعادة النظر في جميع الاتفاقات الموقعة مع ليبيا بعد العام 2011 بغرض تفعيلها، خصوصًا في فترة ما بعد ثورة ديسمبر في السودان، وثورة 17 فبراير في ليبيا، مؤكدة متابعتها عن كثب للتطورات الجارية في ليبيا.

وخلال إحاطة إعلامية للرأي العام حول نشاط الدبلوماسية السودانية بشأن الملفات الإقليمية والدولية بما فيها الوضع في ليبيا، قالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، إن «نتائج الكم الهائل من الاتفاقات التي تم توقيعها في إطار ذلك التكامل عبر السنوات الماضية قد ظل دائمًا دون الطموح» رغم ما يجمع البلدين من روابط الجوار والتداخل الجغرافي والثقافي والمصالح المشتركة وعلى الرغم من وجود الأطر المؤسسية لتقنين علاقات التعاون المشترك، ممثلة في التكامل بين السودان وليبيا، وفق الكلمة التي نشرتها وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد.

أسباب عدم تفعيل الاتفاقات المبرمة بين ليبيا والسودان
وأرجعت وزيرة الخارجية السودانية عدم تفعيل الاتفاقات الموقعة بين السودان وليبيا إلى ما وصفته بـ«الإرادة الفوقية»، معتبرة أنه «ليس نابعًا من معطيات واقعية عبر إرادة شعبية مشتركة حقيقية»، داعية إلى ضرورة إعادة النظر في جميع تلك الاتفاقات بغرض تفعيلها.

- وزيرة الخارجية السودانية: الخرطوم لن تدخر جهدًا في محاصرة الصراع الليبي
- القوات السودانية - التشادية المشتركة تضبط 30 متسللًا قبل دخولهم ليبيا
- الكوني يكشف توافقه مع مسؤولين سودانيين وتشاديين على ضبط الخروقات الأمنية عبر الحدود

وأعربت الصادق عن انشغال السودان بالأوضاع التي ظلت قائمة في ليبيا خلال العقد المنصرم، ومشاطرته المجتمع الدولي والإقليمي القلق على أوضاع الأمن والاستقرار في ليبيا، موضحة أن «مبعث ذلك القلق والانشغال هو الاهتمام بسلامة الشعب الليبي، وأمن ليبيا ووحدتها الترابية، فضلاً عن الانعكاسات السلبية لانفراط عقد الأمن فيها على السلم والاستقرار الإقليمي في المنطقة».

وبعدما أشارت الوزيرة إلى متابعة الخرطوم عن كثب كل ما يدور داخل ليبيا باحتفاظه بسفارته في طرابلس وقنصليته العامة في بنغازي إلى الآن، كشفت أن ليبيا تستضيف جالية سودانية ضخمة تقدر بمئات الآلاف.

وجدَّدت وزيرة الخارجية السودانية ما تضمنه البيان الختامي في مؤتمر دول جوار ليبيا الذي استضافته الجزائر مؤخرًا؛ حيث جرى فيه نقاش مستفيض بشأن سُبل إخراج العناصر الإرهابية والمسلحين الأجانب والمرتزقة منها، فضلًا عن دعم عملية الانتقال وقيام الانتخابات العامة في البلاد في ديسمبر المقبل. مؤكدة على ضرورة قيام قوة رباعية مشتركة بين السودان وليبيا والنيجر وتشاد لمراقبة المنطقة الحدودية المشتركة لحفظ الأمن بالمنطقة.

ضبط شحنة أسلحة وذخائر ومتفجرات قادمة من ليبيا
وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية، أمس السبت، ضبط شحنة أسلحة وذخائر ومتفجرات قادمة من ليبيا، كما تمكنت أيضًا من القبض على 4 مهربين من عصابات تجارة الأسلحة من بينهم أجانب على المثلث الحدودي مع ليبيا.

وقال قائد قاعدة «الشفرليت» العسكرية الحدودية، التابعة لقوات الدعم، علي أحمد محمود عووجه، في تصريحات صحفية إنه «فور وصول معلومات عن نشاط العصابات في منطقة سيف البارلي على المثلث الحدودي، تحركت دوريات الدعم السريع لتمشيط المنطقة».

وأوضح عووجه «اشتبكت الدوريات مع العصابات على بُعد 3 كيلومترات من المنطقة وتمت عملية مطاردة، تمكَّنت خلالها قوات الدعم السريع من السيطرة سيارتين ماركة (GMC) على متنهما 36 بندقية كلاشنكوف وصندوقي قنابل يدوية (قرنيت)، بالإضافة لمدفع (دوشكا، وقاذف آربي جي 7) وعدد كبير من الذخائر بمختلف أنواعها». مضيفا أن قواته ألقت القبض خلال العملية على أربعة أفراد من عصابات تجارة السلاح بينهم اثنان من الجنسية الليبية.