أعلنت في أقل من أسبوع كبرى شركات الطاقة العالمية اعتزامها استئناف إنتاجها للمحروقات في ليبيا عن قريب، حيث أغرى الاستقرار النسبي في حقول النفط والغاز عودة «شل» و«تاتنفت».

ونقلًا عن المؤسسة الوطنية للنفط، فقد أبدى مسؤولو شركة «شل» متعددة الجنسيات، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة وتعد ثاني كبرى شركات الطاقة عالميًّا، عزمها على العودة إلى ليبيا بعد زيارة مسؤوليها للمؤسسة، مؤكدين أن «ليبيا تعد سوقًا واعدة».

كما أكد مسؤولو «شل» خلال اللقاء نفسه، أن ليبيا من أهم البلدان التي تتطلع الشركة لأن تفتح باب الشراكة معها عبر المؤسسة الوطنية للنفط، فيما ناقش الجانبان إمكانية مساهمة الشركة في تطوير الحقول وزيادة نشاطها في التسويق وتطوير المصافي.

مؤسسة النفط ترحب بالتعاون مجددًا مع «شل»
من جانبه، رحب رئيس مؤسسة النفط، مصطفى صنع الله، بفتح باب التعاون مجددًا مع «شل»، وذلك بالتواصل مع الإدارات المختصة بالمؤسسة لإمكانية التعاون في تطوير بعض القطع الاستكشافية واستكشاف بعض القطع الأخرى والمساهمة في الاستثمار وتطوير صناعة النفط والغاز في ليبيا.

وشدد صنع الله على ضرورة نقل الخبرات وتنمية الموارد البشرية وتطوير المصافي ومشاريع الطاقة المتجددة ومساعدة مؤسسة النفط في مشاريع زيادة القدرة التخزينية لخزانات النفط،وغيرها من المشاريع الاستثمارية، إضافة إلى تنفيذ برامج التنمية المكانية.

- مؤسسة النفط تبحث مساهمة «شل» في تطوير الحقول والمصافي وزيادة نشاطها بالتسويق
- «إيرادات قياسية».. مليارا دولار وأكثر من 3 ملايين يورو إجمالي إيرادات النفط والغاز خلال يونيو
- مؤسسة النفط و«تاتنفت» الروسية تبحثان تطوير قطعتي استكشاف بحوضي غدامس وسرت

ويرى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، أن الوضع أصبح أفضل حالًا الآن في ليبيا بوجود حكومة وحدة وطنية، وأن الظروف مهيأة لعودة نشاط الشركة، خصوصًا أن الشركة تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.

«تاتنفت» تبدي استعدادها لاستئناف إنتاج النفط في ليبيا
وقبلها بأيام أعلن أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة إنتاج النفط الروسية «تاتنفت»، نايل ماجانوف، أنهم مستعدون لاستئناف إنتاج النفط في ليبيا.

وقال ماجانوف، في تصريحات حسب وكالة «تاس» الروسية، إنهم جاهزون للعودة إلى ليبيا واستئناف الإنتاج هناك في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن «تاتنفت» تعمل في ليبيا منذ 2005 بموجب اتفاقية امتياز وأوقفت نشاطاتها في 2014.

وسبق لرئيس المؤسسة الوطنية للنفط أن ناقش في يونيو الماضي مع «تاتنفت» استئناف الشركة عملياتها من جديد لتطوير القطعتين الاستكشافيتين بحوضي غدامس وسرت (4/82 – 69).

وتوصل الطرفان إلى اتفاق على بناء القدرات وتدريب المتفوقين من خريجي معهد النفط للتأهيل والتدريب، إضافة إلى عقد ورش عمل واجتماعات تقابلية مستمرة بينهما، للرفع من كفاءة المهندسين والفنيين بالإدارات الفنية بالمؤسسة وشركاتها.

قطاع النفط الليبي ينتظر التمويل
يأتي ذلك في وقت لا زالت وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط تنتظران تمويلًا إضافيًّا من حكومة الوحدة، تعثر على خلفية رفض النواب إقرار الميزانية، رغم تسجيل الإيرادات النفطية زيادة كبيرة خلال النصف الأول من العام الحالي بـ9.53 مليار دولار، وهي زيادة نسبتها 55 في المئة في مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، حين بلغت 5.25 مليار دولار، وفقًا لبيانات المصرف الخارجي.

تعافٍ تدريجي لإيرادات النفط في ليبيا
وتشير البيانات إلى أن الإيرادات النفطية خلال العام الحالي تتعافى تدريجيًّا منذ شهر مارس الماضي مع زيادة أسعار النفط في الأسواق الدولية والاستقرار السياسي لتتجاوز ملياري دولار، لكنها انخفضت في أبريل إلى 1.303 مليار دولار، وسجلت في مايو 1.389 مليار دولار، لترتفع في يونيو إلى 2.138 مليار دولار.

وبلغ متوسط إنتاج ليبيا من النفط الخام 1.163 مليون برميل يوميًّا في يونيو، ارتفاعًا من 1.157 مليون برميل يوميًّا في شهر مايو. وتوقعت المؤسسة الوطنية للنفط تحقيق إيرادات نفطية بقيمة 25 مليار دولار في العام الجاري.