يرى الباحث الفرنسي في شؤون الوطن العربي، صامويل لوران، أن ليبيا بمثابة عش الدبابير الذي يستحيل التدخل فيه في إشارة إلى طلب البرلمان الليبي الجديد للمجتمع الدولي للتدخل عسكريا لإنقاذ ليبيا من الفوضى.
كان البرلمان الليبي الجديد صوت الأربعاء الماضي بحل جميع المليشيات الموجودة في البلاد، كما طالب بتدخل عسكري خارجي لحماية المدنيين من أعمال العنف التي تعيشها ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011.
وفي حواره مع صحيفة "فرانس 24"، أوضح لورا أن البرلمان لا يمتلك وسائل تمكنه من تنفيذ سياسته، حتى أنه يعقد جلساته على بعد 1000 كم من العاصمة، في مدينة طبرق، لتجنب أعمال العنف التي تقوم بها هذه المليشيات والخوف من اختطاف النواب.
وتابع الباحث الفرنسي إن المشكلة أن البرلمان الليبي الجديد يفتقد الشرعية بقوة خصوصا أنه انتخب بنسبة مشاركة أقل من 15%، إضافة إلى القيود التي تم فرضها من أجل تشكيل برلمان معادي للإسلاميين، على حد تعبيره.
ونوه لورا بأن الأزمة حدثت حينما طالبت بعض المليشيات ببقاء الإسلاميين على رأس البلاد، ففي طرابلس على سبيل المثال، كانت تتقاسم مليشيات مصراته والزنتان السيطرة على الأحياء، كذلك السيطرة على دخل المدينة، ونتيجة لانتخاب برلمان معادي للإسلاميين، شعرت مليشيات مصراته أنها في موقف ضعيف ما دفعهم إلى الدخول في الحرب ضد الزنتان.
وبحسب الباحث فإن أي تدخل عسكري في ليبيا سيتطلب أولا البحث عن عدو، لذا فإن القوات الأجنبية ستتحالف مع طرف معين ضد الطرف الآخر، فعلى سبيل المثال في العراق، العدو محدد وهو " تنظيم الدولة الإسلامية" أما في ليبيا فهي حرب قبائل من أجل المال والبترول.
يضيف "لذا فإنه ليس هناك طرفا جيدا وطرفا سيئا، كما أن الشعب نفسه متورط بقوة في هذه الصراعات القبلية، بالتالي فإن الشعب جبهة أخرى تؤيد هذه المليشيات"، مشيرا إلى أن أي تدخل عسكري في ليبيا سيكون مستحيل خصوصا أن المشكلة ليست فقط في طرابلس فقط، ففي بنغازي لا يزال الوضع معقدا أيضا.
تعليقات