Atwasat

خميس تشوبه رائحة الدم والاشتباكات

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 25 يوليو 2014, 12:00 مساء
WTV_Frequency

شهد يوم أمس الخميس، توترًا عسكريًا وأمنيًا في ليبيا، وصفه المبعوثون الأوروبيون بـ«المرحلة الحرجة»، مضيفين أن «ثمة قلق عميق إزاء استمرار العنف في جميع أنحاء البلاد وعدم الانصياع لمطالبات وقف إطلاق النار».

«معركة المطار»
وفي استمرار لتأزم الوضع في محيط مطار طرابلس، تضررت، أمس، طائرة تابعة لشركة الخطوط الليبية، خلال اليوم الرابع عشر للاشتباكات الدائرة هناك. وتجدَّدت الاشتباكات في الثامنة صباح يوم الخميس تقريبًا، بين التشكيلات المسلّحة التي تنتمي معظم قواتها لكل من مدينتي مصراتة والزنتان، فيما عُرف بمعركة المطار، وأدت إلى تدمير 90 % من الطائرات التي كانت رابضة هناك حسب التصريحات الرسمية.

وفي مناطق بن عاشور والسبعة وسوق الجمعة التي تبعد عن منطقة الاشتباك حوالي عشرين كيلومترًا على الأقل، سُمعت أصوات انفجارات قوية هزّت أبواب ونوافذ المنازل السكنية، ما أدّى إلى حالة من الهلع انتابت سكان هذا المناطق.

من جانبها، عقدت الحكومة الليبية الموقتة اجتماعًا برئاسة عبد الله الثني وأعضاء مجلس النواب عن مدينة طرابلس ووزيري الاتصالات والثقافة وعدد من شباب المدينة ونشطائها، لمناقشة جهود وقف الاقتتال في المنطقة المحيطة بمطار طرابلس الدولي، حسب ما جاء ببيان للحكومة الليبية مساء الخميس.

وأصدرت الحكومة قرارًا بتكليف فريق عمل برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، لوضع آلية لفك الاشتباكات المسلحة وإيقاف القتال في مدينة طرابلس، والتواصل بشكل فوري مع الأطراف المتقاتلة في طرابلس وما حولها.

ولم يهدأ الوضع في طرابلس مع ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة، إذ تعرض الناشط المدني عبد المعز بانون للخطف من أمام منزله صباح اليوم، في منطقة صلاح الدين، كما تعرض محيط مبنى السفارة الأميركية بشارع ولي العهد بطريق المطار إلى سقوط قذيفتين صاروخيتين، لم يتسنى الحصول على معلومات عن حجم الأضرار التي تسببتا بهما. لكن شهود عيان أفادوا بأن مبنيين يجاوران السفارة استهدفهما القصف بشكل مباشر.

الدم في بنغازي
وبعد أن استقبل مركز بنغازي الطبي، الأربعاء، 9 قتلى وأكثر من عشرين جريحًا، أغلبهم مدنيين أصيبوا في اشتباكات مسلحة اندلعت في عدة مناطق في مدينة بنغازي أبرزها منطقة «بوعطني»، التي يتواجد بها معسكر القوات الخاصة (الصاعقة)، أعلن قائد كتيبة حماية مطار بنينا عزالدين الوكواك، عبر صفحته على «فيسبوك»، الخميس، أن الطيران الحربي بدأ في العمل، وأن سلاح الجو بقاعدة «بنينا» الجوية سيشرع في قصف أهداف لم يحددها.

وأكد مصدر عسكري بقاعدة بنينا الجوية، الخميس، لـ«بوابة الوسط»، أن طائرات شنت غارات جوية على مقر مُعسكر كتيبة 17 فبراير في منطقة قاريونس، وعلى تجمع عسكري بمنطقة قنفودة غرب مدينة بنغازي، وأضاف المصدر: «إن سلاح الجو سيستمر في طلعاته الجوية وتسديد الضربات لمقرات المتشددين».

ولم تسلم بنغازي من مسلسل الاغتيالات الذي تصاعدت وتيرته وطالت الإعلاميين ونشطاء وضباط جيش وخطباء مساجد، إذ اغتال مجهولون، أمس، راضي إبراهيم قنديل الزوي، بمنطقة الحدائق. وقنديل إعلامي عمل في بدايات الثورة بقناة ليبيا الحرة، وكان أسيرًا لدى كتائب القذافي أثناء الحرب، ثم أخيرًا كان أحد المرشّحين لمجلس النواب.

وعن خسائر المعارك ببنغازي، انتشل فريق إدارة الجثث بالهلال الأحمر في بنغازي ثلاث جُثث من منطقة بوعطني التي شهدت اشتباكات عنيفة منذ أول من أمس الأربعاء. وأكَّد رئيس الهلال الأحمر الليبي قيس الفاخري، لـ«بوابة الوسط»، أنَّ الفريق قام بعملية تمشيط واسعه بمنطقة المُعسكرات لانتشال الجُثث ونقلها إلى مركز بنغازي الطبي، بعد ورود معلومات عن وجود جُثث بالمنطقة، وأنَّ الهلال الأحمر أخرج عائلة من تلك المنطقة لم تستطع الخروج الأيام الماضية بسبب شدة الاشتباكات.

المطارات
وفي معلومات وردت إلى «بوابة الوسط»، تبين أن مطاري طبرق والأبرق سيستمران في استقبال الرحلات، كما أفاد مدير مطار طبرق الدولي محمد منفور، أن قرار منظمة الطيران المدني الدولية لا يسري على مطار طبرق وكذلك الأبرق، وأن جداول الرحلات سيستمر وفق المعتاد.

ومن المعلوم أن منظمة الطيران المدني الدولية ستشرع في حظر الطيران في المجال الجوي الليبي، نظرًا لما تشهده مدينتا طرابلس وبنغازي من أحداث وتحديدًا قصف مطار طرابلس الدولي وذلك اعتبارًا من 28 يوليو الجاري.
وفي سابقة من نوعها، مُنع رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني، الخميس، من السفر عبر مطار معيتيقة.

وجاء في الموقع الرسمي للحكومة، أنه «في انتهاك لشرعية الدولة منعت الخميس المجموعات المسيطرة على مطار معيتيقة رئيس الحكومة الموقتة المكلف السيد عبدالله الثني وعددًا من الوزراء من السفر عن طريق المطار إلى مدينة طبرق حيث كان من المقرر أن تكون له عدة لقاءات واجتماعات في المنطقة الشرقية». وتابع الموقع: «ويؤكد هذا على أن مطار معيتيقة خارج سلطة الدولة ويبين للمواطن أن ما جرى الأيام الماضية من مراسم تسليم للمطار ما هو إلا إجراء شكلي الغرض منه إيهام الرأي العام بأن المطار أضحى تحت سيطرة الدولة».

ردود فعل محلية ودولية
وفي ردود فعل محلية ودولية على استمرار موجات العنف والتوتر التي تشهدها البلاد وتهدد استقرارها ووصولها إلى انتقال ديمقراطي حقيقي يتمناه وينشده أبناء الوطن الليبي، أعلن أفراد الكتيبة «14 مشاة» المتواجدون حاليًا في دورة تدريبية ببريطانيا تضامنهم وتأييدهم للجيش الليبي، وتأييدهم للواء خليفة حفتر وعمليته في بنغازي.

وأظهر شريط فيديو بُثّ على موقع «يوتيوب» أفراد الكتيبة وهم في حالة امتناع عن التدريب احتجاجًا على ما يجري في ليبيا. كما أكدت قبائل مصراتة بالجبل الأخضر، أن ولائها للوطن أولاً ولمناطقها التي تتواجد بها ثانيًا، وأنها ستكون ضد أي عابث بهذه المنطقة مهما كان.

وجاء في بيان لهم، عُمم على وسائل الإعلام وصفحات التواصل، أن ما يصدر عن المجالس المحلية التي تتواجد بها هذه القبائل المنتمية لمصراتة، هو ما يعبر عنها وأن ما يصدر في مدينة مصراتة هو أمر خاص بها. وأوضح البيان أن هذه القبائل مع الجيش الليبي ومع ضرورة تفعيل الأمن، كما شجب البيان الاقتتال الدائر في طرابلس ووصفه بأنه جالب للدمار والخراب، وطالب بضرورة محاسبة المتسببين فيه وبسرعة.

وفي بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الخميس، أعربت المملكة المغربية عن تثمينها للجهود الحثيثة التي يبذلها الشعب الليبي في مسار الانتقال الديمقراطي ومساعيه المتواصلة لبناء المؤسسات وترسيخ دولة الحق والقانون. كما أشادت المملكة بالجهود التي بذلتها اللجنة الوطنية للانتخابات لضمان نجاح هذا الاستحقاق، متقدمة بهذه المناسبة بخالص التهاني للشعب الليبي على هذا الإنجاز التاريخي، حسب ما جاء بالبيان.

ورحَّب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الليبية التي أُقيمت في 25 يونيو الماضي. وشدد المجلس في بيان له اليوم على ضرورة الانتهاء من تكوين المجلس للبدء في العمل الجاد لبناء الدولة، وحث على سرعة الانتهاء من كتابة دستور يستجيب لطموحات الشعب الليبي، معلنًا دعمه لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

كما دان البيان أعمال العنف المتصاعدة التي تشهدها ليبيا، خاصة المعارك في أرض المطار، والتي تُستَخدم لتحقيق أهداف سياسية -حسب البيان- مشيرًا إلى ضرورة اللجوء إلى حوار فعَّال ونبذ الخلافات والعنف. وقال رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات: «إنه سيكون على المجتمع الدولي اتخاذ خطوة شجاعة بالتدخل لاستعادة الأمن في ليبيا سريعًا إذا كان الليبيون فعلاً يريدون ذلك».

وجاءت تصريحات موسكات عقب لقائه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، حيث كانت ليبيا محل نقاش الوزيرين اللذين بحثا كيفية تعاون البلدين مع المجتمع الدولي لحل مشاكل ليبيا، حسب ما أوردت جريدة «تايمز أوف مالطا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حكم بالإعدام في جريمة قتل ببني وليد
حكم بالإعدام في جريمة قتل ببني وليد
«اقتصاد بلس» يناقش: ماذا بعد رفع الوقف الاحتياطي عن عون؟
«اقتصاد بلس» يناقش: ماذا بعد رفع الوقف الاحتياطي عن عون؟
موسكو تكشف «نوايا» تأسيس قاعدة عسكرية دائمة في ليبيا
موسكو تكشف «نوايا» تأسيس قاعدة عسكرية دائمة في ليبيا
شاهد في «وسط الخبر»: «عملية الكرامة».. البدايات والمسارات والمآلات
شاهد في «وسط الخبر»: «عملية الكرامة».. البدايات والمسارات ...
غانيون: الأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز التنمية المستدامة في ليبيا
غانيون: الأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز التنمية المستدامة في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم