Atwasat

علي زيدان: عناد الإخوان يدفع لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 15 يونيو 2014, 07:24 مساء
WTV_Frequency

حذّر رئيس وزراء ليبيا السابق علي زيدان من تقسيم ليبيا إلى ثلاث دول إذا ما استمر عناد جماعة الإخوان المسلمين التي قال إنها تريد تحويل ليبيا إلى أفغانستان أو صومال جديدة لإرساء قواعد الإرهاب ونشر العنف.

وقال في حوار لصحيفة "عكاظ" السعودية نشر الأحد إن حكومتي عبدالله الثني وأحمد معيتيق غير شرعيتين، وسيؤدي إصرارهما على فرض نفسهما بالقوة إلى انفصال ليبيا وتقسيمها من الداخل. وتابع أنه إذا أراد قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر أن يدخل مجال السياسة فعليه أن يترك العسكرية والانصراف عن الجيش كلية.

أمر متوقع
قال زيدان في مستهل الحوار: "الوضع الحالي هو أمر متوقع ومنتظر، فنحن من وجهة نظرنا أن لا تتم إقالة الحكومة، كي تواصل عملها حتى تتم الانتخابات، لكن جماعة الإخوان المسلمين وكتلة الوفاء لدم الشهداء، وهما كتلتان متطرفتان في المؤتمر الوطني، كانا يريدان من البداية تسخير إمكانيات الدولة لتوفير الأموال اللازمة للقيام بعمل سياسي يؤدي إلى الاستيلاء على ليبيا وتوليهم شؤون الحكم فيها، وتسخير هذه الدولة لخدمة الحركات المتطرفة والحركات المؤيدة للعنف والإرهاب في العالم، وجلبوا من كل حدب وصوب العديد من الذين قدموا من بلدانهم لامتهان واحتراف الإرهاب، من أفغانستان وقندهار ومن الصومال، أو محاكاة ما يحدث في نيجيريا وغرب أفريقيا، ليتجمعوا في ليبيا، حتى تكون معبرًا ما بين مالي وسورية، تزود بالسلاح وبالذخائر والمتفجرات لنشر الإرهاب في العالم".

زيدان: الحكومة وقفت منذ البداية أمام هذه الفئات وحاولت أن تحول بينها وبين التمكين من الدولة.

وتابع: "وقفت الحكومة من البداية أمام هذه الفئات، وحاولت أن تحول بينها وبين التمكن من الدولة، فتمردت مع مجموعة من المؤيدين لها في داخل المؤتمر، وحاولوا أن يقيلوا الحكومة بإجراءات باطلة، وتوخيًا لعدم إشعال فتنة تتسبب في سفك دماء الليبيين، ابتعدنا لأكثر من شهرين. ولكن الوضع ظل يتطور دراماتيكيًا بشكل مؤسف، حيث تداعت الدولة ومؤسساتها، وانقسم المؤتمر بعد أن شكلت الحكومة الأولى التي كلف بها عبدالله الثني بإجراءات باطلة طعن فيها، أيضًا كلف أحمد معيتيق لاحقًا بإجراءات أكثر مخالفة وكلها باطلة، وهذا المشهد هو بكل المعايير مهزلة وسخرية ويمثل عارًا في تاريخ ليبيا، بدليل صدور حكم المحكمة بعدم شرعية حكومة معيتيق مؤخرًا".

زيدان: "المشهد الآن مشهد متداع، فالمنطقة الشرقية من البلاد خارج سيطرة الدولة، والمنطقة الغربية تتحكم فيها ميليشيات مسلحة متفرقة،

مشهد متداع
وواصل زيدان: "المشهد الآن مشهد متداع، فالمنطقة الشرقية من البلاد خارج سيطرة الدولة، والمنطقة الغربية تتحكم فيها ميليشيات مسلحة متفرقة، والحكومة التي يرأسها عبدالله الثني «باطلاً» معاقة بسبب محافظ البنك المركزي الذي ضبط من قبل أحد التيارات التي يميل إليها، فقرر تعطيل ومنع عمليات الصرف والإنفاق على الحكومة، وتم أيضًا الاستحواذ على المؤتمر من خلال السيطرة على رئيسه، وأصبحت هذه الحوادث المشينة والمعيبة تشكل عارًا في تاريخ السياسة الليبية، بعد انتشار الاتهامات والمشاهد الفضائحية التي باتت تطغى على سير بعض أعضاء المؤتمر، ونتيجة لذلك أعلن جزء من الأعضاء انفصالهم وإعلان انتهاء صلاحياته، واتجهوا برؤيتهم إلى المنطقة الشرقية والتقوا بالعديد من الوجهاء والأعيان في مختلف المناطق، وتفاعلت بنغازي مع الأمر ومنعت أعضاءها من حضور المؤتمر، وقرروا أيضًا منع من قرر حضور المؤتمر من الذهاب إلى بنغازي. وبالتالي فإن المشهد من جميع الجوانب أصبح مشهدًا مرتبكًا، منذ أن أقدمت كتلتا (الإخوان والوفاء لدم الشهداء) على خطوات غير عاقلة وغير مسؤولة أدت إلى تداعي الظلم".

دور الإخوان
وعن دور الإخوان المسلمين فيما يجري في البلاد، أضاف: "لجماعة الإخوان تاريخ مشهور بالمؤامرات والدسائس والإساءة لمن يحسن إليها، والمملكة (االسعودية) خير دليل على ذلك، وأصبحت هذه الجماعة تستخدم كل الوسائل دون أي حياء من أجل أن تطور وتحول المشهد في ليبيا إلى مشهد مأساوي يعيدها ليس إلى المربع الأول بل إلى أدنى الدرجات تحت المربع الأول، لتتمكن من السيطرة على البلاد، لكن هذه الفئة قوبلت بغضب شعبي في كل المناطق من خلال المظاهرات، والدلائل تشير إلى أن ليبيا لا تريد الإخوان وتنبذ التطرف واستغلال الدين كوسيلة للوصول إلى مكاسب سياسية، هذا هو المشهد الفعلي، وليبيا لن تستقيم إلا بنظام مدني ديمقراطي معتدل".

زيدان: إذا أصر الإخوان في المنطقة الغربية على موقفهم، فأتوقع ليس أن تنقسم ليبيا إلى جزءين بل من الممكن أن تنقسم إلى ثلاثة أجزاء

وأكمل: "إذا أصر الإخوان في المنطقة الغربية على موقفهم، وإذا استمرت الفئة التي تدعم الحكومة التي يراد أن تقر باطلاً وبهتانًا وتفرض على الشعب الليبي، فأتوقع ليس أن تنقسم ليبيا إلى جزءين بل من الممكن أن تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، لأن أهل الشرق والجنوب في غاية الاستياء مما يحدث في طرابلس، خاصة أن هناك فئات في طرابلس ترى أن ليبيا منحصرة في 100 كلم حول العاصمة فقط، وتنظر إلى بقية المناطق في ليبيا بنظرة تهميشية".

محاربة الإرهاب
وقال زيدان: "محاربة ومواجهة الإرهاب والكتائب المسلحة التي أصبحت خارجة عن سلطة الدولة هو أمر نتفق عليه... اللواء حفتر يحظى بالشكر لمكافحة الإرهاب والتطرف والعنف وفي إعادة بناء الجيش وتنظيمه، وكل الناس ترحب بعملية الكرامة التي يقودها، ولكن إذا أراد أن يدخل مجال السياسة فعليه أن يترك العسكرية وينصرف عن العمل بالجيش كلية، ثم يتقدم ويرشح نفسه".

زيدان: خروج ليبيا من هذا النفق المظلم يتطلب أن تستمر الحكومة الحالية حتى نهاية الانتخابات

سيناريوهات الأزمة
وتحدث زيدان عن السيناريوهات المطروحة لخروج ليبيا من هذه الأزمة، فقال: "خروج ليبيا من هذا النفق المظلم يتطلب أن تستمر الحكومة الحالية حتى نهاية الانتخابات (حكومة عبدالله الثني أو الحكومة التي ترأستها)، وقد تقدمت بالطعن في حكومة الثني، وفي حال قبول الطعن سيكون لي رأي في هذا الموضوع لاحقًا، لكن الحكومة الشرعية هي الحكومة التي أرأسها حتى لو قررت ألا أرأسها في المستقبل، وهذه الحكومة هي التي يجب أن تستمر لأنها هي التي انتخبت مع المؤتمر الوطني العام من بدايته، ولكن لا أريد لحكومتي أن تقال باطلاً بطريقة مخالفة للنظام الأساسي للمؤتمر الوطني العام واللائحة الداخلية. ولذلك كانت حكومة أحمد معيتيق مرفوضة على مستوى الشارع، حيث شاهدنا المظاهرات في طرابلس والبيضاء وبنغازي وفي مختلف المناطق، وإذا هي فرضت نفسها بالقوة رغم الاعتراف بعدم شرعيتها، فالنتيجة الحتمية هي التقسيم والانفصال، لأن من يتردد في التعامل معهم سيكونون أبطالاً في نظر عامة الشعب، وسيتقدمون المشهد، وستذهب ليبيا حينها مذهبًا آخرًا".

زيدان: ليس لحكومة الثني أي شرعية لأنني لم أسلم له الحكومة ولم أعترف بتعيينه، ولذلك قمنا بالطعن وفي انتظار رد القضاء.

حكومة الثني
وأردف: "ليس لحكومة الثني أي شرعية لأنني لم أسلم له الحكومة ولم أعترف بتعيينه، ولذلك قمنا بالطعن وفي انتظار رد القضاء. وفي مسألة مغادرتي لليبيا، فقد خرجت لأنني لم أرد أن يكون هناك اقتتال بين من كان يحرسني من الكتائب والكتائب الأخرى، والأمر الآخر هو أنني خرجت لكي أفسح المجال للآخرين إذا كانت المشكلة والخلافات تتعلق بشخصي، ولكن للأسف تفاقمت الأمور ودب الخلاف بين الحكومة والمؤتمر وبين أعضاء المؤتمر. وأنا لم استقل بالرغم من كل الضغوطات، وخاصة بعد نصيحة من مدير المخابرات السابق، الذي قال لي حرفيًا: (أنت صمام أمان لهذه البلاد وينبغي ألا تستقيل)، بالإضافة إلى أن أكثر من 94 عضوًا في المؤتمر طلبوا مني ألا أستقيل، وكان وجودي في الحكومة للحيلولة دون تمكن الجماعات المتطرفة بما فيهم الإخوان من مفاصل الدولة والاستيلاء عليها، وثانيًا الحفاظ على الوفاق الوطني والموائمة بين مختلف الفئات، وقد أفلحنا إلى حد كبير في هذا الموضوع من خلال الحكومة التي ترأستها".

زيدان: "ذهابي إلى ليبيا سيكون في الأيام القليلة المقبلة، وقضية عودتي بحاجة إلى ترتيبات إدارية فقط، وسأتحدث إلى الناس من ليبيا قريبًا"

العودة إلى ليبيا
وأضاف زيدان: "ذهابي إلى ليبيا سيكون في الأيام القليلة المقبلة، وقضية عودتي بحاجة إلى ترتيبات إدارية فقط، وسأتحدث إلى الناس من ليبيا قريبًا وألتقي بهم، وسأتنقل بين المدن لأساهم قدر الإمكان في إصلاح الوضع الحالي وتحقيق ما يتمناه الليبيون، وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر من خلال منصبي في مجلس الوزراء... إذا تم قبول الطعن، فمن حقي ومن واجبي أن أعود للرئاسة طالما أنني لم أستقل ولم أسلم الرئاسة لعبدالله الثني، ومسألة عودتي لمنصبي سيتم البت فيها في حال قبول الطعن، سأقرر حينها إما أن أقبل بهذه الحكومة أو أكلف أحدًا آخرًا بها وفق إرادتي. ولكنني في كل الأحوال سأعود إلى ليبيا لخدمة وطني، سواء قبل الطعن أم لا".

واختتم بقوله: "لقد منحوا ميزانية لحكومة معيتيق فقط دون سواها، لأنهم أرادوا تمكين كتلة (الوفاء لدم الشهداء) وحزب العدالة والبناء وهو حزب الإخوان، من استثمار هذه الأموال في محاربة الشعب الليبي واغتصاب الدولة والسلطة لفرض أنفسهم كما حدث في مصر قبل أن تخرج من قبضتهم، ويعتقد هؤلاء أن بإمكانهم تكرار ذلك في ليبيا، ولكن الشعب الليبي سيقف ضد مؤامراتهم".

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حكم بالإعدام في جريمة قتل ببني وليد
حكم بالإعدام في جريمة قتل ببني وليد
«اقتصاد بلس» يناقش: ماذا بعد رفع الوقف الاحتياطي عن عون؟
«اقتصاد بلس» يناقش: ماذا بعد رفع الوقف الاحتياطي عن عون؟
موسكو تكشف «نوايا» تأسيس قاعدة عسكرية دائمة في ليبيا
موسكو تكشف «نوايا» تأسيس قاعدة عسكرية دائمة في ليبيا
شاهد في «وسط الخبر»: «عملية الكرامة».. البدايات والمسارات والمآلات
شاهد في «وسط الخبر»: «عملية الكرامة».. البدايات والمسارات ...
غانيون: الأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز التنمية المستدامة في ليبيا
غانيون: الأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز التنمية المستدامة في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم