تابعت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت باهتمام آخر المستجدات على الساحة الليبية وبشكل خاص محاولة الاغتيال التي استهدفت شيخ قبيلة المغاربة صالح الأطيوش، وردود أفعال الليبيين على التحرك الإيطالي داخل ليبيا للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين.

سلامة يبدأ مهامه رسميًا
نبدأ من جريدة «الشرق الأوسط» التي أوردت أن المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة يبدأ أولى مهامه الرسمية بعد توليه المنصب بلقاء رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في طرابلس.

وبعد لقاء السراج ، ذكرت الجريدة أن سلامة سيتوجه إلى المنطقة الشرقية للقاء رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في طبرق.

وعلى صعيد آخر، نقلت الجريدة الأنباء حول نجاة شيخ قبيلة المغاربة صالح الأطيوش من ثاني محاولة اغتيال يتعرض لها خلال العام الجاري، إذ انفجرت عبوة ناسفة في مسجد بمدينة بنغازي، شرق البلاد، عقب صلاة الجمعة، وذكرت أن قبيلة المغاربة مؤيدة قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

ونقلت عن الأطيوش قوله إن الانفجار أسفر عن دوي كبير وخسائر مادية؛ لكن لم ترد معلومات عن سقوط قتلى، باستثناء بعض الإصابات التي لحقت بالمصلين، ومن بينهم عدد من مرافقيه.

وتعد تلك هي ثاني محاولة اغتيال تستهدف الأطيوش، الذي سبق أن تلقى العلاج خارج ليبيا، عقب محاولة اغتيال مماثلة العام الجاري. 
جدل حول وجود قطع بحرية إيطالية بليبيا
وعلى صعيد آخر، أشارت «الشرق الأوسط» إلى الجدل المصاحب لإرسال إيطاليا قطعًا بحرية إلى سواحل ليبيا للمرة الأولى، إذ دافعت قوات البحرية الموالية لحكومة السراج عن تلك الخطوة، وأكدت في بيان أن «سيادة ليبيا وأمنها وبحرها الإقليمي ومياه السيادة البحرية، وفقًا لما حددته القوانين والأعراف الدولية، خط أحمر لن تسمح لكائن من كان بتجاوزه وانتهاكه».

وقالت رئاسة أركان القوات البحرية في بيان إنها «قامت طيلة السنوات الماضية بعمل مهني في مجالات مكافحة الأعمال غير القانونية في مياه السيادة الليبية وإنقاذ الأرواح، وهو ما أحرج الجانب الأوروبي».

وفيما يتعلق بوجود قطعة بحرية إيطالية في قاعدة طرابلس، وتصويرها على أنها مقدمة لوجود بحري عسكري، اعتبرت أركان القوات البحرية أن المسألة «اصطياد في الماء العكر يراد به تشويه سمعة من يعتقدهم البعض خصومًا سياسيين»، على حد قولها.

وفي الشرق، عبرت وزارة الخارجية التابعة للحكومة الموقتة عن قلقها الشديد من التحركات الأخيرة للبحرية الإيطالية في المياه الإقليمية الليبية، تحت غطاء التصدي للهجرة غير الشرعية.

واعتبرت أن تحرك روما «انتهاك للسيادة الليبية، لكون الطلب لم يأتِ من البرلمان الليبي، باعتباره الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بالتعامل في هذه القضايا السيادية».

وقالت إن هذا الأمر «يشكل استفزازًا لمشاعر الليبيين، الذين ما زالت ذاكرتهم تحتفظ بما تعرض له آباؤهم وأجدادهم من ويلات خلال احتلال إيطاليا الفاشية»، كما حذرت من «هذا التطور الخطير الذي سيضع إيطاليا في خانة الدول المعادية للشعب الليبي، ويضر بمستقبل العلاقات الليبية - الإيطالية».
تظاهرات مناهضة للتحرك الإيطالي
وفي السياق نفسه، لفتت جريدة «الخليج» الإماراتية إلى توتر ساد العاصمة طرابلس، عقب اندلاع تظاهرات لشبان في ساحة الشهداء، أشعلوا إطارات السيارات احتجاجًا على العملية العسكرية الإيطالية في المياه الإقليمية الليبية.

وأشارت إلى «منشورات وُزعت في طرابلس، تصف اتفاق فائز السراج مع روما، بخيانة وعودة للاستعمار الإيطالي». ودعا نشطاء من مختلف مناطق ليبيا إلى الخروج في تظاهرات ضد التدخل الإيطالي.

وفي رد فعل، وصفته الجريدة بـ«غير متوقع»، استنكر نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فتحي المجبري، ما اعتبره «إجراءً منفردًا» للسراج، معتبرًا أنه «انتهاك صارخ للسيادة الليبية من خلال السماح لقطع عسكرية أجنبية بدخول الأراضي الليبية».

وشدد على أن «تصرف السراج هذا لا يعبر عن إرادة المجلس الرئاسي ولا حكومة الوفاق»، وقال إنه يخالف الاتفاق السياسي الليبي وبنوده.

وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ«تحديد موقفهما من انتهاك السيادة الليبية»، داعيًا الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لـ«مساندة ليبيا باعتبارها عضوًا مؤسسًا في هاتين المنظمتين».

كما طالب المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق بتوضيح موقفهما من هذا الانتهاك، مشددًا على أن «الحماية الحقيقية لليبيا من مخاطر الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر تتمثل في تأمين حدود ليبيا الجنوبية وباتفاقات صحيحة ومعلنة وشفافة تشمل دول المنشأ والعبور والمقر وتكون طرفاً فيها كل الدول والمنظمات المعنية».
مستقبل يتامى «داعش» في ليبيا
وفي تقرير آخر، تحدثت «الشرق الأوسط» عن أطفال مقاتلين التحقوا بتنظيم «داعش» في ليبيا، متواجدين داخل مركز للهلال الأحمر في مصراتة، عانوا الأمرين جسديًا ونفسيًا بسبب النزاع الدائر في البلد بعد أن تيتموا أو فقدوا أهلهم.

وقالت الجريدة إن «القصة بدأت قبل 8 أشهر، وبالضبط في ديسمبر 2016، عندما بسطت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس سيطرتها على مدينة سرت، واكتشفت أن آباء وأهالي هؤلاء الأطفال التحقوا بصفوف تنظيم داعش، إثر اشتباكات عنيفة دامت أشهرًا عدة، وتركوا وراءهم أطفالاً في مقتبل العمر يعانون الفقر والجوع وأزمات نفسية حادة».

ونقلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الأطفال، المنتمين إلى جنسيات مختلفة، إلى مركز إيواء في مصراتة، إذ كانوا في «حالة مزرية جدًا على الصعيدين النفسي والصحي».

وأوضح رئيس قسم الإعلام والتوثيق في جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع مصراتة، علي الغويل، أن الصغار عانوا لأشهر عدة من نقص في المياه والطعام والأدوية وقصف متواصل،

وبات الخوف يستولي عليهم عند سماعهم أي ضجة. كما يعاني البعض من إصابات خطرة «بأعيرة نارية في الرأس والصدر أو القدمين».

وفي هذا الصدد يروي علي أحمد، وهو أحد أفراد جمعية الهلال الأحمر، كيف حاول بفارغ الصبر أن يعيد البسمة إلى وجه الطفل أحمد الذي بترت يده وقاسى مآسي شديدة، وقال بهذا الخصوص: «كنت في كل مرة أحاول الاقتراب منه واللعب معه كي يعتاد عليَّ».

وبعد تحرير سرت، نُقل 52 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 5 أيام و9 سنوات إلى مركز مصراتة. وأعيد الذين يملكون أقرباء في ليبيا إلى عائلاتهم، لكن الأمور تعد أكثر تعقيدًا بالنسبة إلى المولودين من والدين أجنبيين.

وتستمر جهود إعادة الأطفال الأجانب إلى ذويهم، ففي يونيو الماضي، أعيد 8 أطفال سودانيين إلى الخرطوم، بينهم طفل في عامه الأول. ولا يزال 15 طفلاً تقريبًا من الجنسية التونسية أو المصرية عالقين في المركز، إذ لم ترد سلطات تونس والقاهرة على طلب الهلال الأحمر بإعادتهم إلى موطنهم.