باشر المنتخب الليبي الأول لكرة القدم تدريباته بداية بمعسكره الخارجي في تركيا بمنطقة أزميت بالعاصمة إسطنبول، الذي سيتواصل حتى يوم 28 أغسطس الجاري بمشاركة 26 لاعباً من بينهم تسعة لاعبين محترفين، على أن يتم تقليص العدد إلى 22 لاعبًا.

وسيخوض المنتخب الوطني خلال المعسكر التدريبي بقيادة المدير الفني الإسباني خافيير كليمنتي مباراتين وديتين مع فرق الأندية التركية، على أن يتحول المنتخب في ختام معسكره إلى مدينة بنغازي ليقيم معسكراً قصيراً مغلقاً يتواصل حتى موعد مباراته الدولية الأولى أمام منتخب الغابون التي ستقام مطلع سبتمبر المقبل بملعب «شهداء بنينا» ببنغازي في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت ليبيا.

قائمة الفرسان
المباراة تقام بقيادة طاقم تحكيم دولي من إثيوبيا ضمن ذهاب الجولة الأولى لحساب المجموعة الأفريقية السادسة المؤهلة نحو كأس العالم المقبل «قطر 2022»، ويقتصر معسكر تركيا الحالي على تواجد اللاعبين المحليين في انتظار التحاق المحترفين قبل موعد إقامة المباراة بأربعة أيام بمعسكر بنغازي المغلق، وتضم القائمة الكاملة للمنتخب الليبي كلاً من ثلاثي حراسة المرمى: محمد نشنوش ومراد الوحيشي ومعاذ اللافي، بجانب سند الورفلي والمعتصم بالله صبو وعلي سلامة وأحمد التربي وعلي يوسف ومحمد المنير ومحمد الترهوني والطاهر بن عامر وعبد الله الشريف وفيصل البدري وعمر الخوجة ومحمد التهامي ومحمد الجورني والمعتصم بالله المصراتي، وأيمن عمير، والسنوسي الهادي، ومؤيد اللافي، وحمدو الهوني، ونورالدين القليب، ومحمد صوله، ومحمد الطبال، ومحمد زعبية، ومعاذ عيسى.

شكوى الإجهاد
وكشف كليمنتي انزعاجه من الإرهاق والإجهاد الذي طال اللاعبين في مسابقة الدوري الذي كان طويلاً وشاقاً، وقال في تصريحاته: «لدى حضوري ومتابعتي المباريات في المربع الذهبي، لاحظت إرهاق اللاعبين نتيجة ضغط المباريات. لابد في المستقبل القريب أن يكون هناك برنامج خاص بالدوري الليبي والمنتخب، وأتمنى ألا تتعارض تجهيزات المنتخب مع مباريات الدوري».

يذكر أن كليمنتي تولى تدريب المنتخب الوطني خلفاً للمدرب المونتنيغري زوران فيليوفيتش، بعد النتائج المخيبة التي سجلها المنتخب الوطني تحت قيادته خلال تصفيات أمم أفريقيا الأخيرة، غير أن التحدي الأكبر، والاختبار المهم أمام كليمنتي سيكون تصفيات كأس العالم لكرة القدم، التي ينتظر أن تنطلق منافساتها خلال شهر سبتمبر المقبل، التي سيواجه خلالها منتخبات مصر وأنغولا والغابون.

تحكيم إثيوبي
وأسندت لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» مهمة إدارة مباراة المنتخب الوطني أمام ضيفه المنتخب الغابوني لطاقم تحكيم دولي من إثيوبيا بقيادة الدولي بامالاك تيسيما، ويعتبر واحداً من أشهر الحكام في القارة السمراء وسبق له أن أدار الكثير من المباريات في البطولات المهمة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات،. وُلد باملاك تيسيما في 30 ديسمبر 1980 (41 عاماً) في العاصمة الإثيوبية أديس بابا، ودرس علم الاجتماع وتخرج في الجامعة العام 2012، ويعمل باحثاً طبياً ومنسقاً إكلينيكياً

وبدأ باملاك تيسيما مسيرته التحكيمية العام 2003، وحصل على الشارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» العام 2009، وسبق وأدار عديد المباريات المهمة في بطولة دوري أبطال أفريقيا، وأمم أفريقيا العامين 2015، 2017، وكأس العالم للشباب 2017، كما أدار مباريات مهمة ضمن تصفيات كأس العالم وبطولة أفريقيا الأخيرة.

غياب أوباميانغ
أعلن الاتحاد الغابوني لكرة القدم غياب مهاجمه الأول والبارز المحترف بصفوف «آرسنال» الإنجليزي بيير إيميريك أوباميانغ، بسبب إصابته بمرض أثناء تواجده مع منتخب بلاده في فترة التوقف الدولي الماضية، ونشر أوباميانغ على حسابه على «إنستغرام»، صورة له أثناء التواجد في أحد المستشفيات وعلق عليها: «مرحباً يا شباب، شكراً على جميع الرسائل والمكالمات، لسوء الحظ أصبت بالملاريا أثناء تواجدي مع المنتخب الوطني في الغابون قبل بضعة أسابيع، لقد قضيت بضعة أيام في المستشفي هذا الأسبوع، لكنني أشعر بالفعل بتحسن كبير كل يوم بفضل الأطباء العظماء الذين اكتشفوا الفيروس وعالجوه بسرعة كبيرة».

واختتم أوباميانغ كلاماته قائلاً: «لم أكن أشعر بنفسي حقاً في الأسبوعين الماضيين، لكنني سأعود قريباً أقوى من أي وقت مضى، والآن سأشاهد الأولاد، لدينا مباراة كبيرة لنذهب ونفوز بها».

لعنة الملاريا
ويحمل مرض الملاريا ذكرى مؤلمة في الكرة الليبية، بعد أن حصد روح لاعب المنتخب الليبي لكرة القدم المصغرة أيمن النقريش، الذي أُصيب مع منتخب بلاده أثناء المشاركة في بطولة أفريقيا بنيجيريا، وأُصيب جميع أفراد البعثة، ليلتحقوا بالعلاج في العاصمة الإيطالية روما، بعد حالة من الجدل الكبير، قبل أن يوارى النقريش الثرى بمدفنه في مدينة مصراتة الساحلية غرب البلاد، ومعه دفنت أحلام جيل كامل من زملائه الذين غابوا عن وداعه؛ بسبب انشغالهم برحلة العلاج خارج البلاد من مرض الملاريا، ليدفع النقريش الثمن غالياً، نتيجة الإهمال الطبي، حيث كان النقريش يمني النفس مع زملائه بتحقيق إنجازات جديدة لمنتخب بلاده في كأس العالم لكرة القدم المصغرة في أوكرانيا، بعد أن نجح في قيادة «فرسان المتوسط» للمونديال، على خلفية اقتناص وصيف القارة السمراء، بعد خسارة الكأس الأفريقية بصعوبة أمام الجار منتخب مصر، إلا أن الأحلام تبدلت، وفقد النقريش حياته، بينما ترقب باقي أفراد البعثة رحلة العلاج ما بين إيطاليا ومصر وتركيا.