دمرت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الاثنين منزلاً يعود لفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، وصبت الأسمنت على منزل آخر في المنطقة نفسها، وفق ما ذكر مراسلون لوكالة «فرانس برس».
ويعود المنزلان إلى فلسطينيين شاركا في هجومين دمويين هما الأكثر عنفًا في موجة الهجمات الأخيرة التي بدأت في الأول من أكتوبر.
وصب الجيش الإسرائيلي الأسمنت على أبواب ونوافذ منزل عائلة علاء أبو جمل في حي جبل المكبر في القدس الشرقية، مما يحرمه من كل المنافذ ويجعله غير قابل للسكن.
وكان أبو جمل صدم في 13 أكتوبر أشخاصًا قرب موقف للحافلات في القدس بسيارته قبل أن يترجل منها ويهاجمهم بسكين مما أدى إلى مقتل حاخام إسرائيلي، ثم قتل بدوره برصاص الشرطة.
وعلاء (33 عامًا) هو ابن عم غسان وعدي أبو جمل اللذين نفذا في 18 نوفمبر 2014 هجومًا على كنيس يهودي في حي هار نوف في القدس الغربية، مما أدى إلى مقتل خمسة إسرائيليين هم أربعة حاخامات وشرطي قبل أن تقتلهما الشرطة الإسرائيلية.
كما أقدمت القوات الإسرائيلية على تدمير جدران منزل بهاء عليان الواقع في الطابق الثاني من مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق.
وفي 13 أكتوبر ركب عليان حافلة إسرائيلية في القدس مع بلال غانم، وأقدم الاثنان على إطلاق نار وطعن إسرائيليين في الحافلة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وقتل عليان بينما اعتقل غانم.
ووصل مئات من أفراد قوات الأمن الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح الاثنين وأبعدوا السكان عن موقعي الهدم والإغلاق، وأكدت متحدثة باسم الجيش لوكالة «فرانس برس» أن العملية نفذتها قوات مشتركة من الجيش والشرطة الإسرائيلية.
وقال محمد عليان، والد بهاء، لوكالة «فرانس برس»: «لا أملك أي مكان آخر للذهاب إليه»، موضحًا: «قال الجيش لنا سنقوم بتدمير المنزل أخرجوا.. هذا الإجراء يعاقب أبًا وأمًا وأخًا وأختًا وأربعة أطفال» يقيمون في المنزل.
ومنذ بداية أكتوبر، قُتل 138 فلسطينيًا بينهم عربي إسرائيلي واحد، بالإضافة إلى 22 إسرائيليًا وأميركي وإريتري في أعمال عنف تخللتها عمليات طعن ومواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين وإطلاق نار، وفقًا لتعداد لوكالة «فرانس برس».
وبعد اندلاع موجة العنف، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تسريع عمليات هدم منازل منفذي الهجمات. ويعتبر معارضو هذا الإجراء أنه عقاب جماعي يلحق ضررًا بالعائلات التي تجد نفسها دون مأوى.
ويستخدم الإجراء المثير للجدل في الضفة الغربية، كما استأنفت إسرائيل تطبيقه في القدس في نوفمبر الماضي بعد أن توقف لخمس سنوات.
ووفق الأمم المتحدة، هدمت إسرائيل 19 منزلاً تعود لعائلات وجيران منفذي الهجمات الفلسطينيين العام الماضي.
تعليقات