حذرت الأمم المتحدة من «تفاقم المجاعة» في اليمن، الذي يعاني حربًا أهلية حالت دون وصول واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى المدنيين، الأمر الذي يجعل ملايين النساء والأطفال يواجهون خطر الموت جوعًا. وقالت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن الحرب في اليمن تدفع البلاد إلى شفا المجاعة، بالنظر إلى تعثر وصول بعض الشحنات الغذائية إلى الداخل نتيجة تفاقم القتال، الذي أرهق البلد الأكثر فقرًا في المحيط العربي.

وأشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إرثارين كازين، إلى أن القتال حول الموانئ الكبرى يعوق توزيع شحنات المساعدات، لافتة إلى وجود صعوبة في الوصول إلى داخل البلاد، فيما لا يزال التمويل من الجهات المانحة متعثرًا.

كازين: إذا لم نر تمويلاً متزايدًا من المانحين، سنواجه عاصفة كاملة في اليمن

وقالت كازين للصحفيين في القاهرة، بحسب وكالة «أسوشتيد برس»: «إذا لم يكن لدينا الوصول الإضافي المطلوب لتلبية احتياجات المتضررين من النزاع الجاري، إذا لم نستطع دعم الأسواق التجارية عبر ضمان أن تكون الموانئ مفتوحة وتقديم الغذاء لضمان أن من لديهم موارد يمكنهم شراء الغذاء الضروري، إذا لم نر تمويلاً متزايدًا من المانحين، سنواجه عاصفة كاملة في اليمن».

وتتواجد كازين في القاهرة عقب رحلة لثلاثة أيام إلى اليمن، التقت خلالها عائلات نازحة ويمنيين يعانون من سوء تغذية ومسؤولين من طرفي النزاع. ويطالب برنامج الأغذية العالمي كافة الأطراف بالموافقة على توصيل الأغذية.

ويضع الصراع المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مواجهة الانفصاليين الجنوبيين والمسلحين السنة والمقاومة الشعبية والمسلحين الإسلاميين السنة والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المقيم حاليًا في منفاه بالسعودية.

وتدهور الوضع الإنساني بشكل متزايد منذ تصعيد النزاع في مارس، عندما شكلت السعودية تحالفًا تدعمه الولايات المتحدة وشنت حملة جوية ضد قوات الحوثيين وحلفائهم، الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد منها العاصمة. وترى السعودية في الحوثيين وكلاء لخصمها اللدود، إيران الشيعية، التي تحاول توسيع نفوذها في شبه الجزيرة العربية. وتدعم إيران الحوثيين سياسيًا لكنها تنفي تسليحهم.

وطردت القوات الموالية للحكومة المتمردين من مدينة عدن الساحلية جنوب البلاد، الشهر الماضي، وحققت مكاسب في المحافظات المحيطة. غير أن تقدمهم توقف أمس الثلاثاء، بعد أن قتل العشرات في هجوم للمتمردين.

برنامج الأغذية لم يعد قادرًا منذ بداية أغسطس على إيصال 16 شحنة

ويقول برنامج الأغذية إنه لم يعد قادرًا منذ بداية أغسطس على إيصال 16 شحنة، تزن أكثر من 123 ألف طن متري من الغذاء بحرًا إلى اليمن. غير أن الصعوبات لا تزال قائمة نظرًا للقتال الذي تسبب في إغلاق الموانئ. فعلى سبيل المثال، شنت غارات جوية الليلة الماضية على مدينة الحديدة الساحلية غرب البلاد.

وقالت كازين: «لدينا سفينة على رصيف الميناء لم تلحق بها أضرار، لكن لم تحصل على تصريح رسمي لتفريغها عندما حدث التفجير. نحن نجلب الغذاء إلى الحديدة لأنه لا يمكننا الوصول إلى الجنوب بسبب النزاع». وتابعت: «لدينا الآن سفينة راسية في ميناء عدن بها مواد يمكن توزيعها في الجنوب، وما زلنا ننتظر التصريح بدخول السفينة»، مضيفة أنه «حتى نصل إلى بقية البلاد فلابد أن تفتح كافة الموانئ».

ويحتاج اليمن، وهو أفقر بلد عربي، إلى استيراد الغذاء حتى في وقت السلم. ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن نحو 13 مليون شخص في اليمن غير قادرين على الوصول إلى الغذاء، وهناك ستة ملايين أو واحد من كل خمسة من سكان البلاد، في حاجة ماسة إلى مساعدة. وتطالب المنظمة دعمًا ماليًا قدره 320 مليون دولار لبرنامج العمليات الطارئة والمتوقع أن ينطلق في سبتمبر.