كشفت مصادر عسكرية فرنسية، السبت، أنَّ طائرات بدون طيار قامت بمسح جوي لمدة 2000 ساعة، أي ما يناهز 84 يومًا، قرب الحدود المالية مع الجزائر، في أعقاب الإعلان عن نهاية عملية «توديل».

وأعلنت باريس استكمال المراحل النهائية لعمليتها العسكرية الاحترازية في منطقة تمركز المسلّحين المتشدِّدين في شمال مالي والواقعة على مسافة 500 كيلومتر إلى الشمال من منطقة جاو الاستراتيجية القريبة من حدود مالي مع الجزائر، حسب ما نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط».

وتطلق فرنسا على العملية الاسم الكودي «توديل»، وتصنِّفها على أنها عملية مكافحة إرهاب في المقام الأول، وبلغت ذروة عملياتها في نوفمبر وأكتوبر من العام الماضي، وحقَّقت نتائجها بنجاح، بحسب ما أعلنته المصادر العسكرية الفرنسية.

وشاركت في العملية قوة فرنسية قوامها 400 مقاتل تدعمهم 100 عربة قتال مصفحة.

وبشكل عام يتواجد لفرنسا قرابة 3000 مقاتل منتشرين في المنطقة البرية الممتدة على الحدود بين مالي وتشاد ينفذون العملية الكودية «بركان»، لمكافحة العناصر الإرهابية المتطرِّفة التي أعلن بعضها انتماءه لتنظيم القاعدة، وهي العناصر التي بدأت نشاطها المسلّح بكثافة مطلع العام 2013.

والعملية «توديل»، التي أوقفت مع بداية العام الجاري بعد استكمال تحقيق أهدافها، تعد جزءًا من العملية «بركان» السابق الإشارة إليها، واستخدمت فرنسا فيها معاونة جوية بالطائرات التي تعمل بدون طيار من طراز «MQ-9» التي توجهها قيادة القوات الجوية الفرنسية وقامت تشغيلها بـ2000 ساعة تحليق عملياتي عبر الحدود المالية مع الجزائر.

وزعمت التقارير الفرنسية أنَّ العملية «توديل» نجحت في القضاء على 24 عنصرًا جهاديًا في شمال مالي واعتقال 29 آخرين وغنيمة ذخائر وأسلحة كانت بحوزتها، كما استخدمت فرنسا المروحيات الجازيل للمعاونة الأرضية الخفيفة بعد تسليحها برشاشات من عيار 30 مم، وأقامت مركزًا للصيانة وإعادة التذخير لتلك الطائرات في شمال مالي، وكان لتلك المروحيات دور كبير في مواجهة مقاتلي الطوارق المتحالفين مع القاعدة في سبتمبر الماضي في مناطق شمال مالي.

وتتحجّج فرنسا في تمركزها عند الحدود مع مالي والجزائر وليبيا بتحول الجنوب الليبي الى معقل للإرهابيين؛ حيث اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مؤخرًا، أنه يشكِّل "موضع قلق كبير" في مكافحة الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، وهو الموقع الذي أضحى مقصدًا لنحو أربعة آلاف إرهابي من ضمنهم التونسي أبوعياض ومختار بلمختار.