أعلن رجال الإطفاء في بنغلاديش، الجمعة، أن ثغرات أمنية تسببت في تفاقم الحريق الذي اندلع، أمس، في مطعم بالعاصمة دكا، وامتد إلى أحد المباني، ما أسفر عن مقتل 46 شخصا على الأقل، وإصابة العشرات نقلوا إلى المستشفى في حالة حرجة.

واندلع الحريق، مساء الخميس، في مطعم شعبي يقع أسفل مبنى من سبعة طوابق، يضم مطاعم أخرى في حيّ بايلي رود الراقي في دكا، بحسب وكالة «فرانس برس».

وقال مدير عمليات الإطفاء، رضا الكريم، إن النيران اشتدت مع انفجار أسطوانات غاز مخزنة بأعداد كبيرة، ودون مطابقة لمعايير السلامة في السلالم ومطابخ المطاعم، مضيفا: «الناس سمعوا انفجار عدة قوارير غاز في أثناء الحريق».

مخالفات كبيرة لمعايير السلامة
وردا على أسئلة الصحفيين صباح الجمعة، رجح رجال الإطفاء أن تكون النيران اشتعلت في إحدى أسطوانات الغاز، ما أجّج الحريق.

وبحسب رئيس هيئة الإطفاء الوطنية معين الدين، فإن المبنى يتضمّن مخالفات كبيرة لمعايير السلامة.

وأوضح: «لم يكن فيه سلّما نجاة على الأقل ولا مخارج طوارئ»، مؤكدا أن «معظم الناس قتلوا اختناقا».

- مقتل 43 شخصا بحريق في عاصمة بنغلاديش

وشوهد عناصر من الشرطة، صباح الجمعة، داخل المبنى يتفقدون الأنقاض بعد ساعات من قرار الحكومة إجراء تحقيق، لمعرفة سبب الحريق.

وقال مفتش الشرطة، باتشو ميا، إن شخصا آخر نقل إلى المستشفى توفي متأثرا بجروحه الجمعة، ما رفع عدد القتلى إلى 46 على الأقل، مضيفا أن نحو 15 شخصا في حالة حرجة.

وبينما استقبل مستشفى جامعة دكا ومؤسسة صحية أخرى مجاورة متخصصة في علاج ضحايا الحروق ما لا يقل عن 40 جريحًا، هرع المئات من أقارب الضحايا إلى المكان.

وفي أحد هذه المستشفيات، قال آصف باثان (30 عاما) إن أحد أقربائه، يدعى منهاج خان، كان يتناول الطعام في المطعم عندما اندلع الحريق. وتابع: «لقد هرب صديقه بالقفز عبر النافذة، لكن منهاج لم يتمكن من ذلك، وتفحم جسده».

وإجمالا، جرى إنقاذ 75 شخصًا، وفقًا لبيان صادر عن أجهزة الإطفاء التي تمكنت من السيطرة على الحريق خلال ساعتين.

واندلع الحريق الخميس الساعة 9.50 مساءً (3.50 مساءً بتوقيت غرينتش)، وانتشر بسرعة عبر الأرضيات، فحاصر العديد من الأشخاص.

وقال مدير المطعم: «كنا في الطابق السادس عندما بدأنا نرى الدخان يتصاعد عبر الدرج، وهرع الكثير من الناس للصعود إلى الطابق العلوي».

تراخٍ في تطبيق قواعد السلامة
وأضاف: «استخدمنا أنبوب مياه للنزول، وأصيب بعضنا في أثناء القفز، بينما بقي آخرون عالقين على السطح ويطلبون المساعدة».

وكتب أستاذ العلوم البيئية، قمر الزمان ماجومدار، على «فيسبوك»: «إننا ننزل جميع النساء والأطفال، بما في ذلك زوجتي وأطفالي. نحن الرجال جميعنا على السطح، وعناصرل الإطفاء بجانبنا. لا يزال يتعين علينا إنزال خمسين شخصا».

وتتواتر الحرائق في المباني السكنية والمجمعات الصناعية في بنغلاديش بسبب التراخي في تطبيق قواعد السلامة.

ووقع أسوأ حريق بالبلاد العام 2012 في ضواحي دكا، وذلك في مصنع للنسيج يصنّع الملابس للتصدير إلى الدول الغربية، وقُتل فيه ما لا يقل عن 111 عاملاً، وأصيب أكثر من 200 شخص.