قتل شرطي وجرح أكثر من 100 في العاصمة البنغالية دكا، السبت، وفق الشرطة، بعد تفريق أكبر تظاهرة نظمت حتى الآن ضد رئيسة الحكومة.

وقال الناطق باسم شرطة مدينة دكا إن العناصر هم ضحايا «هجمات المعارضة»، مضيفا: «الشرطي القتيل ضُرب في الرأس من قِبل نشطاء المعارضة»، حسب وكالة «فرانس برس».

ونظم، السبت، «الحزب القومي البنغالي»، أكبر أحزاب المعارضة، و«الجماعة الإسلامية»، أكبر حزب إسلامي، تظاهرة هي الأكبر حتى الآن هذا العام، وفق مراسلي «فرانس برس» في الموقع، وتؤذن بمرحلة جديدة من احتجاجات المعارضة على عتبة انتخابات عامة مرتقبة في غضون ثلاثة أشهر.

وتتربع حسينة، ابنة مؤسس بنغلاديش، على السلطة منذ 15 عاما، وحققت نموا اقتصاديا سريعا تجاوزت معه بنغلاديش الهند من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد. لكن التضخم ارتفع، وتُتهم حكومتها بالفساد وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وتصعد المعارضة منذ أشهر تظاهراتها، للدفع بمطالبها على الرغم من أن زعيمة الحزب القومي، خالدة ضياء، التي تولت رئاسة الحكومة مرتين وتعد خصم حسينة، موضوعة في الإقامة الجبرية إثر إدانتها بتهم فساد.

مطالب باستقالة الحكومة
وتدفق أنصارها على دكا السبت، واكتظت بهم الحافلات على الرغم من الحواجز التي أقيمت على الطريق المؤدي إلى العاصمة، حتى أنهم تسلقوا أسطح قطارات، وهتف الحشد في تظاهرة الحزب القومي البنغالي أمام مقر الحزب «سارقة أصوات.. سارقة أصوات.. شيخة حسينة سارقة أصوات».

وقال الطالب سكندر بدشا (24 عاما) من شيتاغونغ: «نطالب باستقالة حكومة حسينة فورا، وإطلاق زعيمتنا ضياء، وترسيخ حق الشعب في التصويت».

ونُشر 10 آلاف شرطي على الأقل، لمنع وقوع أعمال عنف، بحسب مسؤولين. لكن عناصر من قوات حفظ النظام اشتبكوا مع مئات المتظاهرين في حي كاكريل أمام أكبر كنيسة كاثوليكية في المدينة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط.

-«إبادة جماعية ترتكب باسمنا».. توقيف مئات الأشخاص في تظاهرة يهودية بنيويورك تطالب بوقف العدوان على غزة
-شاهد: 100 ألف متظاهر يشاركون في مسيرة من أجل فلسطين في لندن

وقال نائب مفوض الشرطة، أكتر الإسلام، لوكالة «فرانس برس» إن «عددا من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح».

وأعلن الناطق باسم شرطة مدينة دكا، فاروق حسين، أن 100 ألف شخص على الأقل انضموا إلى تظاهرة الحزب القومي، بينما شارك ما يصل إلى 25.000 شخص في تظاهرة الجماعة الإسلامية قرب الحي التجاري الرئيسي في المدينة.

وقد حظرت الشرطة التظاهرات مسبقا، وانتشر مئات من عناصرها المزودين بوسائل مكافحة الشغب عند تقاطع طرق رئيسي. لكن نحو 3000 متظاهر اخترقوا الطوق الأمني، وفق مراسل «فرانس برس» في المكان.

مليون شخص شاركوا في التظاهر
اعتقلت الشرطة 200 شخص على الأقل من أنصار الحزب القومي البنغالي قرب مقر الحزب بتهمة إلقاء عبوات مولوتوف، حسبما قال فاروق، مضيفا أن 600 شخص على الأقل أوقفوا خلال الأسبوع الماضي.

بينما قال الناطق باسم الحزب القومي، زهير الدين سوابان، لـ«فرانس برس» إن أكثر من مليون شخص شاركوا في تظاهرة الحزب، التي اعتبرها الدعوة الأخيرة لحسينة للاستقالة، مضيفا أن 2900 شخص على الأقل من نشطاء وأنصار الحزب أُوقفوا خلال الاسبوع الماضي.

وهدد الحزب في حالة عدم استقالة حسينة طوعا، وهو ما لا يمكن تصوره على نطاق واسع، بالدعوة إلى مزيد من الاحتجاجات القوية مثل تنظيم إضرابات.

بينما عبرت حكومات غربية عن قلقها إزاء المناخ السياسي في بنغلاديش، حيث يهيمن حزب رابطة عوامي الحاكم، بزعامة حسينة، على المجلس التشريعي. وتُتهم قواتها الأمنية باعتقال عشرات الآلاف من نشطاء المعارضة، وقتل مئات الآلاف خارج نطاق القانون، وإخفاء المئات من قادتها وأنصارها.