اعتبرت الرئاسة الأوكرانية، السبت، أن رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين أذل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«تمرده المجهض».

وقال مساعد الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك عبر «تويتر»: «بريغوجين أذل بوتين/الدولة، وأظهر أنه لم يعد هناك احتكار للعنف»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس».

الكرملين يعلن الاتفاق مع «فاغنر» لتجنب «حمام دم»
جاءت التصريحات الأوكرانية بعد إعلان الكرملين موافقته على إبرام اتفاق مع مجموعة «فاغنر»؛ لـ«تجنب حمام دم».

وقال الناطق باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف: «الهدف الأسمى هو تجنب حمّام دم وصدام داخلي، واشتباكات لا يمكن التنبؤ بنتائجها»، مضيفا أن جهود الوساطة التي بذلها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو رمت لتحقيق هذا الهدف، وفق ما نقلت عنه الوكالة الفرنسية.

وأوضح بيسكوف أن قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية سيغادر إلى بيلاروسيا، والدعوى الجنائية المرفوعة ضدّه سيتم إسقاطها. وقال: «سيجرى إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضده، وسيتوجه هو نفسه إلى بيلاروسيا»، مضيفا أن مقاتلي «فاغنر» الذين شاركوا في «التمرد المسلح» لن تجرى مقاضاتهم.

وشدد الناطق باسم الكرملين أن «التمرد الفاشل» الذي نفذته مجموعة «فاغنر» لن يؤثر على الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا. وقال: «من غير الوارد أن يؤثر تمرد فاغنر الفاشل على الحملة الروسية ضد كييف»، مضيفاً: «العملية العسكرية الخاصة مستمرة. لقد نجح عسكريونا في صد هجوم أوكرانيا المضاد».

كيف بدأ تمرد «فاغنر»؟
توالت الأحداث بسرعة فائقة في روسيا بدءا من مساء الجمعة حين أعلن قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين أن قواته انسحبت من جبهات القتال في أوكرانيا، وبدأت الزحف نحو موسكو، مؤكداً أن مقاتليه سيطروا على مقر الجيش الروسي في مدينة روستوف (جنوب) «دون إطلاق رصاصة واحدة»، وذلك بعدما اتهم روسيا بقصف قواته في أوكرانيا.

وأقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطابه إلى الأمة، بأن الوضع في روستوف «صعب». بالمقابل، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، حليف الرئيس بوتين، أنه أرسل وحدات من قواته إلى «مناطق التوتر» في روسيا، لمساعدة الكرملين في قمع التمرد.

«طعنة في الظهر»
وفي خطابه إلى الأمة، وصف بوتين تمرد «فاغنر» بأنه «طعنة في الظهر»، متهما بريغوجين بـ«خيانة» روسيا، تلبية لـ«طموحات شخصية». وقال الرئيس الروسي: «إنها طعنة في ظهر بلدنا وشعبنا». وأضاف: «ما نواجهه ليس إلا خيانة. خيانة سببها طموحات ومصالح شخصية لبريغوجين»، مؤكداً أن المتمردين «سيعاقبون حتما».

وسارع بريغوجين إلى الرد، قائلا إن بوتين «أخطأ بشدة» باتهام فاغنر بـ«الخيانة»، ومؤكداً أن قواته «لن تستسلم». وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها بريغوجين بوتين شخصياً. في حين دعا رئيسا مجلسي البرلمان الروسي إلى دعم الرئيس.

وساطة رئيس بيلاروسيا.. وتراجع «فاغنر»
دخل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على خط الأزمة، حيث أعلن أن رئيس مجموعة «فاغنر» المسلحة أبلغه موافقته على «وقف تحرّكات» مقاتليه في روسيا، وتجنب أي تصعيد إضافي للوضع.

وقالت القناة غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية على «تلغرام»: «يفغيني بريغوجين وافق على اقتراح رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بوقف تحركات مسلحي مجموعة فاغنر، واتّخاذ تدابير لتهدئة التوترات»، حسب «فرانس برس».

إثر ذلك، أعلن رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية المسلحة، بصورة مفاجئة، أن قواته «تعود أدراجها» إلى قواعدها حقنا للدماء.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن بريغوجين قوله في تسجيل صوتي بثه مكتبه: «الآن هو الوقت الذي يمكن أن تُسفك فيه دماء. لذلك، فإن أرتالنا تعود أدراجها إلى المعسكرات الميدانية وفقاً للخطة».

وبالفعل، بدأ مقاتلو «فاغنر» الانسحاب من مقر القيادة العسكرية في مدينة روستوف في جنوب غرب روسيا، بعدما سيطروا عليه صباح اليوم نفسه. وشاهد صحفي «فرانس برس» مسلحين من «فاغنر» وهم يغادرون على متن حافلات صغيرة، لكن الدبابات التي احتلوا بواسطتها المقر كانت لا تزال في مكانها، ولم يسحبوها في الحال.