Atwasat

تحت القصف الروسي.. مسنون عالقون في بلدة أوكرانية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 14 مارس 2022, 08:29 صباحا
WTV_Frequency

هجر معظم سكان إربين، إحدى ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف المكتظة، بلدتهم التي استهدفها القصف الروسي، فامتلأت الشوارع ببقايا صواريخ «غراد» فوق المباني السكنية الشاهقة والأكواخ الخشبية المتواضعة.

وأصبحت الشوارع مقفرة وصامتة، لكن يخدش هذا الصمت أحيانا صوت صواريخ «غراد»، إضافة إلى صوت إطلاق قذائف هاون من أماكن قريبة، حسب وكالة «فرانس برس».

يقول ميكولا بوستوفيت (69 عاما)، إن ذلك يفوق قدرته على التحمل، ويجهش بالبكاء فيما يبدأ مع زوجته سيرا طويلا بحثا عن الأمن النسبي في كييف، ويأمل الزوجان ألا تتحول إربين خط مواجهة، «لكن، حتى الآن، بعد قصف كهذا، أصبح الوضع لا يُحتمل».

فموقع خط المواجهة لم يتغير منذ أيام، فيما لا يزال بين 20% و30% من القطاع في أيدي الروس، بحسب تقديرات الجنود الأوكرانيين الذين يحرسون نقاط التفتيش في المدينة.

وأصبحت بوكا، وهي ضاحية أخرى لكييف بعيدة بضع مئات الكيلومترات شمال أربين، بين أيدي الجيش الروسي.

وبينما كان مراسلو «فرانس برس» يعبرون جسرا خشبيا إلى إربين صباح الأحد، كانت القوات الأوكرانية تُخرج ثلاث جثث لجنود أوكرانيين، كما استُهدفت سيارة تقل صحفيين أميركيين بالرصاص قرب نقطة تفتيش أوكرانية، ما أسفر عن مقتل المخرج برنت رونو وإصابة المصور خوان أريدوندو.

إثر ذلك، منع رئيس بلدية إربين المراسلين من العمل في البلدة، لكن قبل دخول قراره حيز التنفيذ، التقى فريق «فرانس برس» مدنيين يرفضون الرحيل.

لم يبق في إربين سوى كبار السن
ترفع إيرينا موروزوفا، (54 عاما)، يديها كأنها تمر عبر نقطة تفتيش، معلنة استسلامها، حين اقترب فريق وكالة «فرانس برس» منها.

أصبح منزلها مدمرا بشكل كبير، ويقع قرب منزل آخر دمره صاروخ على ما يبدو، لكنها عاجزة عن المغادرة، فَمَن سيُطعم كلابها إذا رحلت؟

تملك إيرينا موروزوفا مفاتيح منزل جيرانها الذي تختبىء فيه ثلاثة كلاب، وتقول، بالإشارة إلى أحدهم «هذا الكلب يعض، وضعناه في القفص. وجدناه وهو خائف ويرتجف»، ويلعب الكلبان الآخران في الحديقة ومع الزوار.

- زيلينسكي يطالب «ناتو» بحظر الطيران فوق أوكرانيا

وتضيف موروزوفا «تنام الكلاب هنا في المطبخ. تلعب خلال النهار. كيف يمكن تركها؟»، ولا يزال الجيران القلائل الذين لم يُغادروا يتفقدون بعضهم البعض ويرسلون طعاما للمسنين، لكن موروزوفا قلقة أكثر على الحيوانات الأليفة، فتقول: «لم يبقَ شيئا هنا (...) الآن نجمع الحيوانات الضالة ونطعمها لأن الناس تركوها وراءهم وغادروا».

وانتقلت جارة أخرى هي فيرا تيسخانوفا، (76 عاما)، إلى الحي الذي كان يحلو العيش فيه في الماضي، بعد أن عملت سائقة قطار في العاصمة الطاجيكية دوشانبي.

تواجه انقطاعا في التيار الكهربائي سببه قصف في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، فتواسي نفسها بإطعام الحيوانات في الحي، وتقول ضاحكة «هناك مياه ولكن لا كهرباء. هناك مدفأة في الجزء الذي لم يدمر من المنزل (...) أنا حية».

أما ميكولا كاربوفيتش (84 عاما)، الذي كان يقود جرارا في أرض زراعية قرب الحدود البيلاروسية، فيشعر بحيرة، ويقول لـ«فرانس برس»: «أين أذهب؟ تؤلمني رجلاي ويداي.. الرحيل؟ إلى أين؟ هل علينا أن نذهب إلى كييف؟ لن أرحل إلى أي مكان، فأنا مسن جدا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
رفع حالة التأهب في قواعد عسكرية أميركية بأوروبا جراء تهديد إرهابي «محتمل»
رفع حالة التأهب في قواعد عسكرية أميركية بأوروبا جراء تهديد إرهابي...
«اليمن المتطرف على أبواب السلطة».. والحكومة الفرنسية: لا تعطوهم ولو صوتا واحدا
«اليمن المتطرف على أبواب السلطة».. والحكومة الفرنسية: لا تعطوهم ...
سول: كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا غير محدد
سول: كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا غير محدد
12 حقيبة وزارية تذهب للمعارضة في جنوب أفريقيا من أصل 32
12 حقيبة وزارية تذهب للمعارضة في جنوب أفريقيا من أصل 32
ماكرون يدعو إلى «تحالف واسع» في مواجهة اليمين المتطرف
ماكرون يدعو إلى «تحالف واسع» في مواجهة اليمين المتطرف
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم