بدأت اليوم الخميس جولة مباحثات سياسية بين مسؤولين مصريين ووفد سلوفاكي يزور القاهرة حاليًا، حيث استقبل مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية السفير حاتم سيف النصر سكرتير الدولة بوزارة الخارجية السلوفاكية السفير "بيتر بوريان" في إطار تواصل الدبلوماسية المصرية مع الدول الأوروبية، بما في ذلك تلك الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك لإطلاعهم على آخر المستجدات على صعيد تنفيذ خطوات خارطة المستقبل؛ لاسيما في ضوء إنجاز الاستحقاق الرئاسي بنجاح خلال الفترة من 26-28 مايو الماضي.

زيارة هامة
وأشار سيف النصر إلى الأهمية الخاصة التي تكتسبها تلك الزيارة في ضوء الرئاسة السلوفاكية المقبلة لمجموعة "الفيشغراد" وللبناء على نتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري إلى العاصمة السلوفاكية براتسلافا، والتي شهدت انعقاد الاجتماع الأول على مستوى وزراء الخارجية بين مصر ومجموعة "الفيشيغراد" التي تضم دول المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا، في إطار آلية الحوار الجديدة بين مصر وتلك المجموعة والمعروف باسم Egypt+V4، حيث تمت مناقشة آفاق التعاون الثنائي؛ خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وتبادل الآراء إزاء الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية المختلفة.

وأضاف سيف النصر أن لقاءه بالمسؤول السلوفاكي تطرق أيضًا لمسار العلاقات الثنائية بين مصر وسلوفاكيا وسبل دفعها في شتى المجالات؛ لاسيما على الصعيدين التجاري والتنموي والاستثماري وتشجيع السياحة، فضلاً عن تناول عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك دعم مصر في المؤسسات والمحافل الأوروبية، وكذلك في جهودها من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب.

وفي الإطار نفسه، استقبلت وكيل أول وزارة الخارجية المصرية السفيرة فاطمة الزهراء عتمان الوفد السلوفاكي رفيع المستوى برئاسة السفير بيتر بوريان، وضم الوفد كلاً من السفير السلوفاكي بالقاهرة ونائبه، ومساعدة سكرتير الدولة ونائب مدير إدارة الشرق الأدنى وأفريقيا والمسؤول عن ملف مصر بقسم الشرق الأوسط بالخارجية السلوفاكية.

تهنئة ودعم
استهل السفير بوريان اللقاء بتقديم التهنئة بالأصالة عن نفسه وعن جمهورية سلوفاكيا بانتخاب الرئيس الجديد لمصر، مشيرًا إلى اعتزام الرئيس السلوفاكي توجيه خطاب تهنئة للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي فور تنصيبه، كما أشار إلى البيان الذي أصدرته بلاده يوم 4الرابع من يونيو الجاري والذي تضمن الإعراب عن ترحيب جمهورية سلوفاكيا بنتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، مؤكدًا استعداد بلاده دعم مصر وتفهمها للتحديات التي تواجه عملية التحول الديمقراطي بما في ذلك التحديات الاقتصادية في ظل تراجع عائدات السياحة والاستثمارات الخارجية والتحديات الأمنية في ظل تهديدات الجماعات الإرهابية.

استفادة متبادلة
من جانبها، استعرضت السفيرة فاطمة الزهراء عتمان مجمل الخطوات التي اتخذتها مصر في إطار استحقاقات خارطة الطريق للتحول الديمقراطي من استفتاء على الدستور الجديد وانتخابات رئاسية، فضلاً عن أبرز ملامح الدستور المصري والذي يؤسس لدولة مدنية حديثة قائمة على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والاستعدادات الجارية لصياغة قانون مباشرة الحقوق السياسية تمهيدًا لعقد الانتخابات البرلمانية خلال العام الجاري، مشيرة إلى تطلع مصر للاستفادة من خبرات دول شرق ووسط أوروبا وفي مقدمتها سلوفاكيا والتي شهدت عملية التحول للمسار الديمقراطي خلال العقد الأخير من القرن الماضي، مؤكدة حرص مصر على تطوير علاقاتها مع شركائها الأوروبيّين سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي في إطار الاتحاد الأوروبي مع مراعاة أهمية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر.

وأعربت عن تطلع مصر للدور الذي يمكن أن تقوم به سلوفاكيا في إطار الدوائر الأوروبية المؤثرة سواء الاتحاد الأوروبي أو تجمع الفيشغراد والذي تتولى سلوفاكيا رئاسته اعتبارًا من أول يوليو المقبل، ويضم كلاً من المجر والتشيك وبولندا، لدعم عملية التحول الديمقراطي في مصر، فضلاً عن ضمان احترام وتفهم الدول الأوروبية لشواغل الرأي العام المصري.