وصل قطار الانتخابات الرئاسية بمصر إلى محطاته الأخيرة، وقبل ساعات من إغلاق باب الترشُّح رسميًا بات في حكم المؤكّد خلو الصراع الانتخابي الأهم في تاريخ مصر الحديث إلّا من المرشحين الأقوى وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي المدعوم من قطاع عريض من الطوائف المصرية على خلفية دوره في الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي (يونيو 2013)، وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي المُؤيّد من قبل تيارات ليبرالية وعلمانية ترى أن فوز وزير الدفاع السابق برئاسة مصر عودة لما سموه "حكم العسكر".

صباحي يتقدّم بأوراقه رسميًا
تقدّم صباحي اليوم السبت بأوراق ترشُّحه رسميًا إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي ستغلق باب التقدّم الساعة الثامنة مساء غدٍ الأحد 20 أبريل بعد استمراره 20 يومًا حدّدته اللجنة لتلقي أوراق المرشحين. وأعلنت حملة المرشح الرئاسي في وقت سابق أن صباحي تمكّن من جمع 31100 توكيل على مستوى الجمهورية.

مرتضى ينسحب
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور انسحابه من الصراع الرئاسي ليصبح ثاني مرشح ينسحب لصالح المشير عبدالفتاح السيسي بعد إعلان رئيس أركان الجيش المصري الفريق سامي عنان انسحابه في وقت سابق لصالح وزير الدفاع السابق. وفي الوقت الذي أعلن فيه منصور دعمه للسيسي، شنَّ هجومًا عنيفًا على منافسه حمدين صباحي، رافضًا وصفه بـ''مرشح الثورة''، بعد أن اتّهمه بتقاضي أموال من أحد أعضاء الحزب الوطني المنحل.

وأشار منصور خلال كلمته بمؤتمر إعلان تراجعه عن عزم الترشح، اليوم السبت، إلى أنه يمتلك شيكًا بأربعة ملايين جنيه تمت إضافتها لحساب صباحي البنكي من قبل أحد فلول الحزب الوطني. ووجه منصور تساؤلات اتهامية لصباحي عن موقفه وعلاقته السابقة بصدام حسين رئيس العراق السابق ومعمر القذافي رئيس ليبيا السابق، قائلاً إنّه حصل على مسدس دهب من صدام حسين بقيمة مليوني جنيه.

وأضاف منصور أن جماعة الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة القطرية يدعمان صباحي للرئاسة، مدللاً على كلامه بعدم توجيه الجماعة أو القناة أي هجوم على المرشّح المحتمل. إزاء ما سبق، تخلو ساحة الصراع الانتخابي على رئاسة مصر إلا من المنافسين الأقوى المشير السيسي وحمدين صباحي، وسط إعلان قوى سياسية تأييدها للأول وأخرى تعلن دعمها للثاني، وثالثة تترك الحرية لأفرادها بالتنظيم لاختيار ما تراه مناسبًا.

لجنة شبابية
وفي سياق آخر تواصل حملة المرشح المحتمل المشير عبدالفتاح السيسي استعدادها للماراثون الانتخابي، إذ أعلنت عن تشكيل لجنة للشباب مكونةً من الدكتور حازم عبدالعظيم، أمينا عامًا، وعضوية كل من: محمود بدر وطارق الخولي ومحمد بدران وكريم السقا وحسام حازم، وزكي القاضي مسؤولاً إعلاميًا وصحفيًا، وتضطلع بمهمة تنظيم لقاءات المرشّح الرئاسي المحتمل بكافة قطاعات الشباب داخل مصر.

كما تقوم اللجنة بتشكيل لجان فرعية للشباب على مستوى الجمهورية، والتواصل مع الخبرات الشبابية في قطاعات الدولة المختلفة بهدف جمع الأفكار والمقترحات واكتشاف العناصر الشبابية المتميّزة في القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى التواصل والتنسيق السياسي مع كافة القوى والحركات والائتلافات الشبابية والاستعانة بذوي الخبرات من الهيئة الاستشارية للحملة وشخصياتها العامة في المؤتمرات الجماهيرية والندوات العامة.

السيسي في الكاتدرائية
في سياق متصل، توجّه المشير السيسي اليوم السبت إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد القيامة المجيد للسيد المسيح، معربًا عن تهانيه للأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، مؤكدًا أن الشعب المصري ظلّ على مدار تاريخه الطويل نسيجًا واحدًا.