يتسارع سباق العثور على علاج لأنواع الأورام السرطانية المختلفة منذ سنوات، تُوج بتوافر لقاحين وحيدين، أحدهما ضد فيروس الورم الحليمي البشري الذي يمكن أن يسبب سلالات منهما السرطان بما في ذلك سرطان عنق الرحم، والآخر ضد التهاب الكبد الوبائي بي، الذي يسبب سرطان الكبد.

والآن، دخل لقاح جديد مضاد لسرطان الثدي مرحلة التجارب السريرية على البشر، ما يفتح نافذة أمل جديدة لملايين المصابين حول العالم، حسب موقع «ياهو لايف».

ويهدف اللقاح إلى منع تكرار الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، والذي يشكل حوالي 10% إلى 15% من الإصابات بسرطان الثدي ويصعب علاجه بشكل خاص، وذلك لأن الخلايا السرطانية في هذه الحالة لا تحتوي على مستقبلات هرمون الأستروجين أو البروجسترون أو ما يكفي من البروتين المسمى «HER2»، وهو ما تستهدفه علاجات سرطان الثدي الأكثر فعالية.

كما أنه أحد أكثر أشكال سرطان الثدي عدوانية لأنه ينمو بسرعة وله معدل تكرار أعلى في منطقة الثدي، وقد ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ويكون خطر تكرار الإصابة بالسرطان خلال خمس سنوات من تشخيصه أعلى بثلاث مرات تقريبا لدى المريضات المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذا النوع من سرطان الثدي.

الذكاء الصناعي يكشف مئات حالات الإصابة بسرطان الثدي
علاج واعد لسرطان الثدي في مراحله المبكرة

أول سيدة تتلقى اللقاح المضاد لسرطان الثدي
وكانت الأميركية جينيفر ديفيس (46 عاما)، وهي ممرضة وأم لثلاثة أطفال، هي السيدة الأولى في العالم التي تتلقى اللقاح المضاد لسرطان الثدي، في إطار تجربة سريرية ممولة من وزارة الدفاع الأميركية.

علمت ديفيس بشأن لقاح سرطان الثدي، الذي استغرق إعداده 20 عاما ويستند إلى بحث أجراه فنسنت توهي، الذي توفي في يناير 2023، أثناء موعد متابعة في «كليفلاند كلينك»، حيث بدأت التجارب البشرية للقاح في أكتوبر 2021.

وقالت: «سرطان الثدي الثلاثي السلبي هو شيء لم أكن أعرف الكثير عنه عندما جرى تشخيص إصابتي، ولكن من خلال كل شيء، تتعلم الكثير. إنه مجرد نوع من سرطان الثدي، هذا النوع بالذات - لا يوجد شيء يمكنني تناوله بعد ذلك، ولا عقار تاموكسيفين الهرموني، ونسبة تكرار الإصابة به مرتفعة».

وفور موافقتها على الخضوع للتجربة السريرية، حصلت ديفيس، إلى جانب 15 سيدة أخرى على ثلاث جرعات بمسافة أسبوعين بين كل منها. وقالت: «كانوا يقومون بفحوص وتحاليل قبل كل جرعة. لم أعان من آثار جانبية باستثناء كدمات في موضع الحقن. كان الأمر يشبه أي لقاح آخر».

آلية عمل لقاح سرطان الثدي
يعتمد لقاح سرطان الثدي على تدريب جهاز المناعة بالجسم على التعرف على «ألفا لاكتالبومين»، وهو بروتين مفيد يوجد عادة في حليب الإنسان.

ويوضح مدير البرنامج في معهد «كليفلاند كلينيك ليرنر» للأبحاث، جاستن جونسون، قائلا: «في الأنسجة السليمة، يجرى إنتاج ألفا لاكتالبومين فقط في الثدي وأثناء الرضاعة فقط. ومع ذلك، فإن أورام الثدي غالبا ما تفرز أيضا ألفا لاكتالبومين، خاصة في حالة سرطان الثدي الثلاثي السلبي».

وتابع: «إذا لم تكن المرأة مرضعة، فإن المرة الوحيدة التي يظهر فيها البروتين تعني الإصابة بالسرطان. اللقاح يساعد جهاز المناعة على تحديد ومهاجمة الخلايا السرطانية الناشئة من خلال استهداف هذا البروتين. بالنسبة للنساء في سنوات ما بعد الإنجاب، قد يوفر اللقاح حماية آمنة وفعالة ضد سرطان الثدي بمجرد أن يبدأ في التطور».