قد يلجأ البعض لاستخدام تناول الطعام كوسيلة لقمع أو تهدئة المشاعر السلبية، مثل التوتر، والغضب والخوف والملل والحزن والشعور بالوحدة وهذه العادة هي ما يطلق عليها الأكل العاطفي والتي تتسبب في زيادة الوزن دون سيطرة، ويقدم لنا أخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي طرق التخلص من هذه العادة والسيطرة عليها تعرفوا عليها معنا.

يقول الدكتور راضي: الأحداث الكبرى في الحياة والمتاعب والضغوطات اليومية تؤدي إلى إثارة مشاعر سلبية واللجوء أحيانًا إلى الأكل العاطفي وتحويل الطعام أيضًا إلى مصدر إلهاء وفي أغلب الوقت يلجأ المريض إلى الإفراط في تناول الحلوى والوجبات ذات السعرات الحرارية العالية المشبعة بالدهون الصناعية، مما يتسبب في فشل الحمية الغذائية واكتساب المزيد من الوزن الزائد مما يترتب عليه دخول المريض في حالة اكتئاب في أوقات كثيرة لشعوره بالفشل وعدم استطاعته الالتزام بالحمية الغذائية وفقدان الوزن.

ما هو الفرق بين الجوع العاطفي والحقيقي؟
ويوضح الدكتور محمد راضي الفربق بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي في النقاط التالية
جوع فوري
- الجوع العاطفي فوري وتتولد لدى المرء رغبة قوية في تناول الطعام، أما الجوع الحقيقي فيأتي بشكل تدريجي ويمكن للمرء التحكُّم به أو تأخيره بسهولة مقارنة بالجوع العاطفي.

اشتهاء الطعام
- يشتهي الشخص الذي يشعر بالجوع العاطفي أنواع الطعام التي تُشعره بالراحة عند تناولها، أما الشخص الذي يشعر بالجوع الحقيقي فيُمكنه إشباع حاجته بتناول أي نوع من الطعام.

الشعور بالشبع
- يُمكن إشباع الجوع الحقيقي بمجرد امتلاء المعدة، أما الجوع العاطفي فيدفع الشخص لتناول الطعام بكميات كبيرة ولفترات طويلة دون تفكير.

الشعور بالذنب
- بخلاف الجوع الحقيقي، يمكن أن يؤدي الجوع العاطفي إلى الشعور بالذنب والندم لأن الشخص يُدرك جيدًا بأنه استسلم لهذه الرغبة الملحة وتناول طعامًا قد لا يكون جسمه بحاجة له.

ويشير الدكتور محمد راضي إلى أن هناك طرقًا مختلفة للسيطرة على ظاهرة الجوع العاطفي يمكنكم تطبيقها للتخلص منها:

التدوين
- اكتب ما تأكله وكم تأكل ومتى تأكل وكيف تشعر عندما تأكل ومدى جوعك وقم بمراجعة ما تكتب بشكل يومي وسوف تلاحظ بين الحالة المزاجية والطعام لتتفاداها.

قلل من الضغط العصبي
أحيانًا، قد تدفعك بعض المشاكل الموقتة، كالخلاف مع صديق أو متاعب العمل، إلى اللجوء إلى الأكل العاطفي لمحاولة التغلب عليها أما المشاكل المزمنة مثل الغضب المستمر أو الاكتئاب، أو التوتر فقد تكون السبب الرئيسي وراء عادة الأكل العاطفي طويلة الأمد، لذا، ننصحك بالتحدث لطبيبك أو اللجوء لاستشاري متخصص لمساعدتك على ضبط عادة الجوع العاطفي لديك وتحسينها.
وإذا كان التوتر يساهم في الأكل العاطفي، فجرب أسلوب إدارة الإجهاد، مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق.

وجبات خفيفة صحية
- من أفضل الطرق التي ستساعدك على مقاومة عادة الجوع العاطفي هي إبعاد الأطعمة غير الصحية التي تشتهيها، كرقائق البطاطا والكعك واستبدالها بوجبات خفيفة صحية كالفواكه، والمكسرات، لتساعدك على السيطرة على الجوع العاطفي.

مارس الأنشطة
- تُعتبر بعض النشاطات التي تساعدك على الشعور بالهدوء أو تصرف انتباهك عن هذه العادة، كرياضة اليوغا والتأمل والقراءة من الوسائل الجيدة التي ستُمكّنك من التغلب على المشاعر السلبية التي تواجهها. وحتى النشاطات البسيطة، كالمشي، يمكنها أن تُحسّن مزاجك وتُغنيك عن اللجوء للأكل العاطفي.

ويؤكد أخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي أهمية تنوع الوجبات والحصول على جميع العناصر الغذائية وعدم اللجوء للحرمان أو تناول نفس الأطعمة بشكل متكرر، فهذا يؤدي إلى زيادة ظاهرة الجوع العاطفي وفشل أي نظام غذائي.
 

أخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي