Atwasat

تعرف إلى «سيناريوهات» مستقبل جدري القرود.. أفريقيا في مرمى الخطر

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 أكتوبر 2022, 05:06 مساء
WTV_Frequency

رغم التراجع الكبير لحالات جدري القرود المسجّلة، حول العالم، نبّه عدد من الخبراء والسلطات الصحية إلى ضرورة عدم التسرّع في الاطمئنان إلى القضاء كلياً على المرض.

وذكر هءلا بأن المرض كان منتشراً في بعض الدول الأفريقية، قبل وقت طويل من تفشيه خلال السنة الجارية.

وقال عالم الفيروسات ورئيس قسم البيئة ومخاطر العدوى في معهد باستور، جان كلود مانوغيرا: «نحن نتقدم نحو القضاء على الفيروس لكننا لم نقض عليه بعد»، وفق «فرانس برس».

- تحذير من السائح بشأن «جدري القرود».. وتعليق على وفيات أطباء التخدير

ومع تسجيل أكثر من 70 ألف حالة في مئة بلد منذ مايو، اعتُبر «انتشار جدري القرود كبيراً نسبة إلى فترة زمنية قصيرة، وهو ما لم يُسجّل في السابق مطلقاً»، بحسب مانوغيرا.

ويشكل الرجال الذين يقيمون علاقات جنسية مع رجال آخرين أبرز الفئات التي طالها الفيروس، لكنهم ليسوا الوحيدين.

انخفاض الإصابات
وانخفضت الإصابات بالفيروس بصورة كبيرة منذ منتصف يوليو، وتحديداً في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية. إلا أنّ بعض بلدان أميركا الوسطى واللاتينية لا تزال تشهد ارتفاعاً في الحالات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 23 يوليو أن تفشي مرض جدري القرود يمثل حال طوارئ صحية عالمية، ولا يزال كذلك حتى اليوم على غرار كوفيد-19.

وأكد مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في منتصف أكتوبر أنّ «انخفاض الحالات المُسجلة بالفيروس قد ينطوي على خطورة كبيرة لأنّه يوحي بأنّ الوباء قد انتهى ويدفعنا لتخفيف الحذر منه».

أربعة سيناريوهات
وأشار خبراء عدة إلى أنّ انخفاض الحالات المُسجّلة يرجع بصورة كبيرة إلى تغيير في السلوكيات داخل المجتمعات المعرضة للخطر، فضلاً عن الدور الذي لعبه التلقيح.

وشهدت سلوكيات أفراد هذه المجتمعات تطوّراً ملحوظاً بفضل الدور الذي أدته «جمعيات تلقى ربما آذاناً صاغية أكثر من السلطات، وتُسجل وجوداً أكبر على الأرض»، وفق مانوغيرا.

وأشار عدد من الاستطلاعات، إلى أنّ أكثر من نصف الرجال الذين يقيمون علاقات جنسية مع رجال آخرين قلّصوا هذه الممارسات.

أما بالنسبة إلى التلقيح، «ساعد على خفض عدد الإصابات، إلا أنّ كمية اللقاحات المتاحة لا تزال منخفضة»، على ما يلفت الأستاذ في علم الفيروسات لدى جامعة سُري البريطانية كارلوس مالوكر دي موتس.

لا يزال يوصَى باللقاح للوقاية من الفيروس وبعد الإصابة به. إلا أنّ فاعليته الطبية لم تُدعم بعد بـ«دراسات مهمة»، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، لكنّ النتائج الأولى المُسجلة على مستوى الفاعلية الطبية أتت إيجابية.

وأشار المركز الأوروبي إلى «استمرار وجود شكوك كبيرة في شأن تطور الوباء».

وحدّد خبراء المركز أربعة سيناريوهات محتملة. فإمّا عودة تفشي الوباء تحديداً بسبب عودة السلوكيات التي تزيد من احتمال الإصابة، أو انتشار محدود للفيروس مع تفشٍ بين الحين والآخر، أو تراجع مستمر للحالات المُصابة حتى القضاء على المرض في أوروبا، حسب «فرانس برس».

لا حدود
ويبقى الهدف في منع ازدياد خطورة جدري القرود (الناجم عن فيروس يحتوي على الحمض النووي في جينومه، وهو أكبر حجماً وأقل عرضة للتغييرات الجينية المفاجئة من فيروس الحمض النووي الريبوزي) وانتشاره في بلاد لم تُسجّل فيها أي حالات. وفي الوقت الراهن، يقتصر انتشاره في نحو عشر دول أفريقية.

ومن المؤكد أنّ فيروس جدري القرود هو أقل عدوى بكثير من فيروس كورونا مثلاً. لذلك، ترتفع الإصابات به بصورة أبطأ من تزايد الإصابات بكورونا. لكن «كلما زادت مراحل الإصابة بالفيروس ارتفع احتمال تطوّره وإصابته عدد أكبر من الأشخاص»، بحسب دي موتس.

وتستلزم هذه المرحلة تلقي جرعة إضافية من اللقاح، فلا حدود لتطوّر الفيروسات وينبغي أن تكون الاستجابة عالمية، على ما يشدد المدافعون عن الفكر الجامع بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة (»وان هيلث»).

وفي المناطق الموبوءة وسط أفريقيا وغربها، يعود الوباء الذي يُعدّ أشد فتكاً، بشكل أساسي إلى الاحتكاك بالحياة البرية في المناطق الريفية.

وقال رئيس قسم علم الفيروسات في معهد البحوث الطبية الحيوية في جمهورية الكونغو الديمقراطية ستيف أهودا مونديكه إنّ «اعتبار أفريقيا مصدراً للفيروس لا يزال قائماً ويمكن تسجيل في أي لحظة حالات إيجابية من مصادر خارجية وموجة وبائية جديدة حيث نشهد تنقلاً للسكان».

وأضاف: «لاحظنا خلال الأشهر الأخيرة مرة جديدة أن الاستراتيجيات العالمية لا تُنشَر إلا عندما تتأثر بلدان الشمال، وهو ما لا يعفي السلطات الصحية الأفريقية من مسؤولياتها».

وأكدت الخبيرة البارزة في جدري القرود لدى منظمة الصحة العالمية روزاموند لويس، في تصريح أدلت به أوائل أكتوبر أنّ «البلدان الأفريقية تشكل جزءاً مهماً جداً من المواجهة العالمية»، مرحبةً بالتزام هذه الدول تحسين الرقابة لديها (رصد الإصابات بالفيروس) وعقد دراسات تتناول العلاجات واللقاحات المرتبطة بالفيروس.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تباين عميق بين النساء والرجال في أسباب الأمراض والوفيات
تباين عميق بين النساء والرجال في أسباب الأمراض والوفيات
باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله
باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله
هالي بيري وعضوات في مجلس الشيوخ يرفعن مشروع قانون لدعم بحوث انقطاع الطمث
هالي بيري وعضوات في مجلس الشيوخ يرفعن مشروع قانون لدعم بحوث ...
الدنمارك تمدد الفترة القانونية للإجهاض حتى الأسبوع 18 من الحمل
الدنمارك تمدد الفترة القانونية للإجهاض حتى الأسبوع 18 من الحمل
الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية يواجهون خطرا أقل للإصابة بالسرطان
الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية يواجهون خطرا أقل للإصابة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم