نعرف جميعًا أن الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح تعرضنا لعديد المخاطر الصحية وتصيبنا بأمراض مزمنة.

كما أن منظمة الصحة العالمية تحذر دومًا من الاستهلاك للملح باعتباره يرفع من ضغط الدم ويزيد من أمراض القلب والسكتة الدماغية، كما بات الملح على مر عقود مُتهم بالإضرار بالصحة وتهديد البشر واكتسب بذلك سمعة سيئة، وفق «دويتشه فيله».

لكن دراسة كندية أثبتت العكس الآن، وتؤكد أن الملح يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا، كما جاء في موقع «دي فيلت» الألماني.

الباحثون الكنديون توصلوا إلا أن زيادة استهلاك الملح أقل ضررًا بالصحة مما كان يعتقد سابقًا. والأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا قليل الملح سيكونون أيضًا أكثر عرضة لخطر الموت في وقت مبكر، وفقًا للدراسة الكندية التي ذكرها موقع «تي أولاين» الألماني.

أما نظرية الكمية القصوى البالغة خمسة غرامات من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية فقد أصبحت اليوم متجاوزة خمسة غرامات من ملح الطعام، أو ملعقة صغيرة واحدة، لا تحتوي إلا على نحو غرامين من الصوديوم. ووفقًا لدراسة العلماء الكنديين، التي نشر فريق البحث بقيادة أندرو مينتي وسالم يوسف من جامعة «ماكماستر» بكندا نتائجهما في المجلة الطبية «ذا لانسيت»، فإن كمية تصل إلى 12 غرامًا من ملح الطعام يوميًّا غير ضارة بالصحة بتاتًا.

ولم يثبت الباحثون، في دراستهم التي خضع لها نحو 94 ألف وخمسمئة شخصًا من مختلف الأعمار من 18 دولة مختلفة على مدى ثماني سنوات، أن الملح أثر على هؤلاء الأشخاص الخاضعين للاختبار، بل لم يلاحظوا أي خطر للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، كما كان متداولًا من قبل عن خطر الاستهلاك المفرط للملح.

وقال مارتن أودونيل، أحد أعضاء فريق البحث إنه «لا يوجد دليل مقنع على أن الأشخاص الذين يتناولون كميات معتدلة من الصوديوم يحتاجون إلى تقليله للوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية».

ووفقًا للدراسة، ليس فقط تناول كميات كبيرة جدًّا من كلوريد الصوديوم، ولكن أيضًا انخفاض شديد في تناوله، أمر غير صحي. فالاستهلاك القليل من الملح يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية وبالتالي معدل الوفيات. لذلك فإن تناول الملح بشكل متوازن مفيد للصحة.