Atwasat

الإقبال الكبير على فاكهة الأساي نعمة ونقمة لمنطقة الأمازون البرازيلية

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 27 أغسطس 2023, 07:53 صباحا
WTV_Frequency

في ظل حرارة خانقة، يتسلق خوسيه ديوغو شجرة نخيل، لقطف عنقود من التوت الأسود الذي يشبه ثمار العنبية الكبيرة، فذلك بداية حصاد فاكهة الأساي التي تشتهر بها منطقة الأمازون البرازيلية، وفق وكالة «فرانس برس».

ويعتاش العشرات من صغار المنتجين على الطفرة التي تشهدها هذه الفاكهة، إذ تلقى رواجاً واسعاً، ويستحسنها نجوم هوليوود، لما توفره من طاقة وما تحويه من خصائص مضادة للأكسدة. لكنّها في الوقت نفسه نعمة ونقمة، إذ إن الإقبال الكبير على هذا النوع من الفاكهة أدى إلى زراعة أحادية في بعض المناطق، مما يهدد التنوع الحيوي في كبرى الغابات المطيرة في العالم.

يعيش خوسيه ديوغو (41 عاماً) في إحدى مناطق كيلومبولا التي يقطنها برازيليون ذوو أصول أفريقية، من أحفاد العبيد الهاربين، على بُعد 120 كيلو متراً من بيليم، عاصمة ولاية بارا (شمال البرازيل)، حيث سيُعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) العام 2025. وتقع قريته إيغارابي ساو جواو ضمن بلدة أبايتيتوبا، على ضفاف نهر إيتاكوروسا، حيث تُعتبر التربة التي تغمرها المياه طول قسم من السنة أرضاً خصبة لنمو النخيل الذي تنبت عليه فاكهة الأساي.

وقال ديوغو إلى وكالة «فرانس برس»، وهو يحرّك العناقيد الكبيرة المعلقة بالقرب من القمة، لإسقاط التوت في سلة كبيرة: «عندما يبدأ القطاف من أغسطس إلى يناير يتحسن وضعنا كثيرا».

ويمكن أن يصل ما يملأه إلى 25 سلة تزن كل منها 14 كيلوغراماً. ومن شأن كل من هذه السلال أن تكسبه نحو 25 ريالاً برازيلياً (أكثر من خمسة دولارات)، تبعاً لسعر الأساي. ويتولى وسطاء شراء التوت ونقله بالنهر إلى بيليم، حيث يعاد بيعه في أسرع وقت ممكن، للحؤول دون تعرضه للتلف.

وفي سوق فيروبيزو التقليدية التي تأسست العام 1901، يعمل العشرات من الرجال المتصببين عرقاً على إفراغ الأساي من قواربهم ليلاً، وسرعان ما يشتريها مندوبو شركات تصنيع اللبّ أو العصير أو غيرها من المنتجات المستخرجة من التوت.

وكدّس مايكون دي سوزا (30 عاماً) ثلاث سلال على رأسه، واثنتين أخريين على كتفه الأيمن، أي ما مجمله 70 كيلوغراماً. وقال: «في ليلة واحدة، أستطيع أن أكسب 300 ريال (أي أكثر من 60 دولاراً)».

خطر على التنوع الحيوي في الأمازون
تُنتج ولاية بارا أكثر من 90% من مجمل محصول الأساي البرازيلي. وفي العقود الأخيرة، شاع بشكل كبير في البرازيل وخارجها استهلاك هذا «الغذاء الفائق الخصائص» في العصائر والمشروبات العالية الطاقة. واعتُبر إنتاج الأساي طويلاً نموذجاً لـ«الاقتصاد الأحيائي» الذي يشكّل مصدر دخل للسكان المحليين في منطقة الأمازون من دون التسبب في تقليص الغابات. لكنّ الدراسات أظهرت أن هذا التوسع يضر التنوع الحيوي بفعل حلول النخيل الذي يحمل الأساي محل الأنواع المحلية الأخرى.

وقال الباحث في متحف إميليو غويلدي في بيليم، عالم الأحياء مادسون فريتاس، إلى فرانس برس: «ثمة طبيعياً ما بين 50 و60، بل حتى 100 شجرة نخيل في الهكتار الواحد. أما تجاوُز المئتين فيؤدي إلى فقدان 60% من التنوع الحيوي في هذه السهول الفيضية». كذلك تضرّ الزراعة الأحادية بمحصول الأساي، إذ يؤثر اختفاء بعض النباتات على التلقيح بواسطة الحشرات مثل النحل أو النمل أو الدبابير، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج.

«استثمار اجتماعي»
رأى مادسون، وهو نفسه من إحدى قرى كيلومبولا في بارا، أن استدامة إنتاج الأساي ممكنة بشرط وضع قواعد أكثر صرامة، لتجنب الزراعة الأحادية. كذلك دعا إلى «الاستثمار الاجتماعي» من خلال الإعانات، على سبيل المثال، لتشجيع صغار المنتجين على «الحفاظ على الغابة».

وأقرّ الزعيم المحلي في قرية إيغارابي ساو جواو، سالوماو سانتوس، بأن زراعة الأساي الأحادية «يمكن أن تصبح مشكلة». وقال: «نحن نعيش بفضل الأمازون، والأمازون لا يعيش بنوع واحد»، مذكّراً بالدورات السريعة الزوال للمطاط أو قصب السكر في بداية القرن العشرين في الأمازون.

يرأس سالوماو جمعية «مالونغو» التي تمثل قرى كيلومبولا في بارا. وأوضح: «نحن نقدم خدمة عظيمة للعالم من خلال الحفاظ على الغابة. الآن نريد من الدولة وجميع الذين استفادوا من عرق العبيد ودمائهم أن يسددوا الدين المتوجب عليهم». وأظهر أحدث تعداد سكاني أن 1.3 مليون شخص يعيشون في قرى كيلومبولا، البالغ عددها 3500 في البرازيل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
«أرامكو» السعودية تدخل في شراكة عالمية مع «فيفا» لـ4 أعوام
«أرامكو» السعودية تدخل في شراكة عالمية مع «فيفا» لـ4 أعوام
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم