أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مشروع خط أنابيب «H2Med» (هيدروجين المتوسط)، والذي يهدف إلى زيادة استخدام الهيدروجين في القارة الأوروبية، سيتمد من دول من الجنوب الغربي الأوروبي إلى ألمانيا.
وقال ماكرون، بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع «معاهدة الإليزيه» بين باريس وبرلين، الأحد، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس «قررنا توسيع مشروع +H2Med+ الذي سيربط، بفضل تمويل أوروبي، البرتغال وإسبانيا وفرنسا بألمانيا التي ستكون شريكة في استراتيجية البنى التحتية هذه في مجال الهيدروجين»، بحسب «فرانس برس».
مبادرة مشتركة بين إسبانيا وفرنسا والبرتغال
وظهرت مبادرة مشتركة بين إسبانيا وفرنسا والبرتغال لتطوير خط أنابيب لنقل الهيدروجين بين برشلونة ومرسيليا في أكتوبر الماضي، وأثار ضجة كبيرة خاصة أنه بديل لخط أنابيب «ميدكات» الذي شهد معارضة شديدة من نشطاء المناخ.
- باريس ومدريد ولشبونة تعلن تشغيل خط أنابيب الهيدروجين الأخضر 2030
خرج مشروع تطوير خط أنابيب لنقل الهيدروجين بعد خلاف بين مدريد وباريس يتعلق بخط أنابيب «ميدكات» عبر جبال البرانس، وهو خط أنابيب غاز إسباني فرنسي نُوقش منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
فقد زعمت إسبانيا أن بإمكانه المساعدة في تعزيز إمدادات الغاز لبقية أوروبا بدءًا من أواخر العام 2023، إلا أنه تلقى معارضة شديدة من باريس وأنصار البيئة، ما أثار نزاعًا دبلوماسيًا اجتذب ألمانيا أيضًا، التي دعمته ووجدت أنه وسيلة لاستبدال الغاز الروسي.
وانتهى الخلاف فقط عندما أعلنت فرنسا وإسبانيا مشروع خط أنابيب بحري بديل في أكتوبر (2022) والتخلي عن ميدكات. ويشير قرار بناء خط أنابيب لنقل الهيدروجين فقط إلى تغيير في الخطط عندما كشفت فرنسا وإسبانيا النقاب عن الفكرة لأول مرة، وأوضحتا أن خط الأنابيب سينقل الغاز الطبيعي قبل الهيدروجين.
وشكّك بعض الخبراء في جدوى هذا النهج، مشيرين إلى أنه سيزيد من صعوبة الحصول على تمويل الاتحاد الأوروبي بالنظر إلى اللوائح الصارمة التي وضعتها بروكسل المتعلقة بالحد من تمويل البنية التحتية للوقود الأحفوري.
وبما أن الدول الـ3 تأمل في الحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي، فإن خط الأنابيب يجب تخصيصه للهيدروجين فقط.
تأمين تمويل أوروبي
سينقل خط الأنابيب الذي يُعرف بـ«بارمار» والمعروف أيضًا بـ«إتش 2 ميد» في إشارة إلى الهيدروجين الأخضر بين إسبانيا وفرنسا وبقية أوروبا، وسيمتد لقرابة 450 كيلومترًا.
ويهدف تطوير خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى تعزيز عملية إزالة الكربون من الصناعات الأوروبية. ولدى إسبانيا والبرتغال خطط لتعزيز مكانتهما بصفتهما مركزين لإنتاج الهيدروجين النظيف وتعدان من البلدان المصدرة الصافية للطاقة، وهو أمر يتعارض مع فرنسا التي تخطط لإنتاج الهيدروجين من الطاقة النووية.
ومن المتوقع استخدام خط الأنابيب لنقل الهيدروجين فقط، بهدف تلبية معايير تمويل الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنه يمكن إجراء تحسينات في المستقبل للسماح بنقل بعض الغاز.
تعليقات