Atwasat

«الكيرلي» يطلق العنان لشعور الشابات

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 15 أبريل 2022, 02:00 مساء
WTV_Frequency

عانت رولا عامر وسارة صفوت من أن شعرهما المجعد يعطي إحساسا بأنه «أشعث»، ما كان يسبب لهما وغيرهما الكثير من المشكلات الاجتماعية.

أما اليوم، ففي محلهما لتصفيف الشعر المجعد واللولبي، باتتا تواكبان «الثورة» في معايير الجمال في مصر، حسب «فرانس برس».

وفيما كانت تقص شعر إحدى زبائنها، قالت عامر، إن «قص الشعر اللولبي أو المجعد يأخذ وقتا أكثر بكثير من الشعر الأملس».

الصالون
بعد ثلاث ساعات من العمل في شعر تلك السيدة، وسط ضوضاء الزبائن اللاتي ازدحم بهن الصالون، ظهر الفرح على وجه الزبونة تعبيرا عن إعجابها بشكل الشعر.

وعلى مدى سنوات، كانت مصففة الشعر الثلاثينية ذات الشعر اللولبي الكثيف، تمضي ساعات في العناية بشعرها ليكون أملس. وتقول «كنت على قناعة أن الشعر الأملس هو الجميل، ففي ذلك الوقت كان هذا هو المقياس».

-بالفيديو: الروتين الصحيح للعناية بالشعر الكيرلي

وتضيف وهي تبدأ يومها في «كيرلي ستوديو»، أول محل لتصفيف الشعر المجعد والذي أسس عام 2018، «سابقا، لو تركت شعري مجعدا لشعرت أنني منكوشة (شعثاء) وأبدو مُهملة».

وفي المحل الواقع في إحدى ضواحي القاهرة الراقية، حلت لفائف الشعر محل المكواة التي تستخدم لفرد التجاعيد حتى لا يخترف الشعر الذي يتم قصه وهو جاف وليس رطبا للحفاظ على شكله المجعد أو المموج.

وتشير سارة صفوت إلى أن كي الشعر حتى يصبح أملسا يمكن أن يكون خطيرا.

تساقط الشعر
وتضيف «ذات مرة جاءت أم مع ابنتها ذات السنوات الثلاث وكان شعر الطفلة يتساقط كله بعد أن قامت بفرد شعرها باستخدام منتجات تحوي مواد كيماوية.

وعلى مدى عقود لجأ ملايين المصريين إلى فرد شعورهم لتصبح ملساء ليتوافقوا مع معايير الجمال الغربية، وفق سارة صفوت التي تؤكد أن «أجيالا كبرت وهي مقتنعة بمعايير جمال خاطئة تماما».

وقبل أن تفتتح محلها لتصفيف الشعر، كان شعرها المجعد الكثيف يسبب لها مشاكل لأنه كان يعتبر «مظهرا لا يتناسب مع عديد الوظائف وغير مهني»، حسب «فرانس برس».

وفي مطلع الألفية الثانية، كانت المغنية اللبنانية مريم فارس واحدة من مشاهير قليلات في العالم العربي تركن شعرهن مجعدا، ولم تكن الممثلات والمغنيات المصريات يظهرن عموما إلا بشعور ملساء.

ولكن في الوقت نفسه، ظهرت في الولايات المتحدة حركة الشعر الطبيعي التي دعت الأميركيات السود إلى الاحتفاظ بشعورهن مجعدة.

في مصر، كانت الممثلة دينا الشربيني من أوائل من كسر المحظور وظهرت بشعر مجعد في مسلسل «حكايات بنات» في العام 2012.

واليوم، بعد عشر سنوات، بات مشهد الشعر المجعد واللولبي والمموج حاضرا على الدوام، في شوارع القاهرة، وعلى لوحات الإعلانات التي تملأ المحاور الرئيسية في العاصمة المصرية.

تجارة مربحة
وتقول دعاء جاويش، التي أطلقت في العام 2016 منتدى «هير أديكت» (المولعون بالشعر)، إن الهدف من هذه المبادرة هو أن يساعد المصريون بعضهم بعضا في الحفاظ على شعرهم بعيدا من المنتجات الكيماوية والحروق الناجمة عن المجففات الكهربائية.

وخلال موسم صيف واحد، ارتفع عدد المشاركين في المنتدى على الإنترنت من خمسة آلاف إلى 80 ألفا، وفي العام نفسه حقق سوق مستحضرات التجميل المحلي نموا بنسبة 18% وفقا لشركة «يورومونيتور إنترناشونال» للأبحاث.

وبعد عامين، تم تأسيس شركة للعناية بالشعر للاستفادة من هذه الموجة وتصنيع منتجات صديقة للبيئة ومخصصة للشعر المجعد في الوقت نفسه.

وتقول جاويش «كثير من شركات التجميل بدأت في تسويق منتجات للشعر المجعد لأنها أدركت أن هذا جزء من السوق لا يمكن تجاهله».

وفي مصر، ذات الـ 103 ملايين نسمة، يوجد 500 ألف صالون لتصفيف الشعر يعمل فيها أكثر من ثلاثة ملايين شخص، بحسب ما قال في العام 2020 رئيس شعبة مصففي الشعر في الغرفة التجارية في القاهرة محمود الدجوي.

واستفادت مريم أشرف (26 عاما) من هذا التوجه كذلك. وبعد أن كانت تنشر مقاطع فيديو قصيرة على «إنستغرام» لمجرد التسلية، أصبحت تلك المقاطع، وفقا لها، «مصدر دخل حقيقيا» إذ وصل عدد متابعيها إلى أكثر من 90 ألفا وفق «فرانس برس».

العلامات التجارية الشهيرة
وتقول «العلامات التجارية الشهيرة باتت تتصل بي لكي أتحدث عن منتجاتها للشعر المجعد والآن تتصل بي كذلك وكالات لعروض الأزياء من أجل الظهور في الإعلانات». ولكن الاعتناء بالشعر المجعد ليس متاحا للجميع.

ففي حين يبلغ متوسط الدخل الشهري للأسرة المصرية 6 آلاف جنيه (أي أكثر قليلا من 300 دولار) يصل سعر القصة لدى كيرلي ستوديو إلى 600 جنيه إضافة إلى الكلفة الكبيرة للمنتجات اللازمة للعناية بالشعر.

ومنذ أن اكتشف أنه يمكنه الاحتفاظ بشعره اللوبي، بات عمر رحيم يضع في حسبانه كلفة العناية به.

قبل بدء جائحة كورونا، كان رحيم، الخبير في الأمن السيبراني، يحلق شعره قصيرا ولكنه توقف عن ذلك بعد انتشار الفيروس إلى أن اكتشف شكل شعره المجعد وأعجب به.

اليوم، يعتني رحيم بتجاعيد شعره رغم الانتقادات التي توجه إليه من أصدقائه في مجتمع محافظ.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالفيديو: قناع الليمون بديل للبوتوكس
بالفيديو: قناع الليمون بديل للبوتوكس
خلطة من الورد والقرفة لتعطير الشعر
خلطة من الورد والقرفة لتعطير الشعر
بالفيديو: الفرق بين طلاء الأظافر العادي و«الجيل بوليش»
بالفيديو: الفرق بين طلاء الأظافر العادي و«الجيل بوليش»
واقي شمس من زبدة الشيا وبذور الجزر
واقي شمس من زبدة الشيا وبذور الجزر
ماسك الشوفان لتنعيم البشرة والتخلص من الجلد الميت
ماسك الشوفان لتنعيم البشرة والتخلص من الجلد الميت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم